هكذا علمني البحر .........!!!!!
كانت الواحدة بعد منتصف الليل من اواخر شهر أغسطس حيث الجو المعتدل عندما كنت جالسا على احدى شواطيء البحر المتوسط زائغ العينين بين الرمال الصفراء الناعمة والمياة الزرقاء والسماء الصافية إلا قليلا من السحب التي تناثرت بها اشعر بفراغ قلبي بعد ان هجرتني مليكته اغمض عيني واسند رأسي الى الوراء محاولا تذكر تلك الايام الجميلة التي قضيتها في حبها فأشعر بخفقان قلبي وزيادة ضرباته ورعشة خفيفة في أطرافي ومخدر لذيذ يغزو جسدي عندما تذكرت وجهها الملائكي وعيونها التي شغلتني كثيرا والتي تمنيت في يوم من الايام أن أكون أحدى رموشها أو دمعة تولد في عينيها وتسير على خديها وتموت على شفتيها ولكن سرعان ما وجدت هذا الوجه الملائكي يسود لونه ويحمر لون عينيها وتصبح أقرب الى وجه شيطان منه الى انسان عندما تذكرت خيانتها ووجدت كل شيء في داخلي يصرخ ويقول : خائنة . خائنة . خائنة .
فأخذت أهز رأسي بشدة كأني في حلم أريد الاستيقاظ منه .
ثم أغمضت عيني مرة ثانية فسمعت كأن أمواج البحر تحدثني أو تواسيني أو تريد ان تخبرني شيئا ففتحت عيني فوجدت موجتين تتصارعتان على السباق الى الشاطيء فتعجبت على تصارعهما على الوصول للشاطيء بالرغم من علمهما أنهما إذا وصلا إلى الشاطيء انتهيا . وكأن البحر يريد أن يقول لي ها هي أمواجي لم أستطع أن أفرح بقوتها وشموخها فسرعان ما تموت على الشاطيء ولا أستطيع أن أحزن عليها إذن سأقضي العمر كله حزينا ففهمت ما يقصده البحر فلملمت جروح ذكرياتي وعدت من حيث أتيت لا أحمل إلا فكرة واحدة........
( لا تكن عبدا لذكرى )