سلال القمامة...!!!
ظننتها نعمة ... ولكن هيهات ... !!!
يتمنى الكثير من الناس أن يمتلكوا تلك الموهبة التي أمتلكها , تلك الموهبة الخاصة التي جعلتني
متميزاً عليهم جميعاً , إنهم لا يعرفون أني أمتلكها , وليس بمقدوري حقيقة أن أخبرهم بكنهها , فإني
وإن فعلت أكون قد حكمت على نفسي بالطرد من المجتمع , فإني واثق تمام الثقة أن الناس لن يقبلوا أبداً
بوجود من هو مثلي بينهم , أأقول لك شيئاً آخر , أنا أثق أيضاً أن كل من قابلتهم لا يمتلكون مثل موهبتي , أراك
تتعجب وتسألني كيف علمت بذلك ؟!
إن ذلك هو أساس موهبتي يا صديقي , ترفع حاجبيك متسائلاً ومستنكراً , نعم إن موهبتي تتيح لي أن أعرف
ما يدور بأذهان الناس , الآن أنت تتضاحك ما بينك وبين نفسك وتضع يدك على فمك لتداري بسمة السخرية
التي ارتسمت عليه , لست مضطراً لأن تداريها يا صديقي , لأني أثق تمام الثقة أن تلك هي ردة فعلك لما أخبرك به الآن , فإن لي فيما سبق صولات و جولات في ثنايا عقلك , ما زلت تسخر مني , حسناً , سأخبرك بشئ الآن لا يعلمه أحد سواك , أتذكر ذلك اليوم الذي وقفت فيه أمامي متحدثاً لتقنعني بجدوى زياراتك المتكررة لأحد ملاجئ الأيتام معللاً ذلك بأهمية المشاركة الاجتماعية والجدوى الدينية لمثل تلك الأمور و رجائك للأجر من الله عز وجل , حسناً , ذلك ما كنت تقوله , ولكنك كنت تداري بداخلك ذلك السر الدفين الذي يدفعك لزيارة ذلك الملجأ لرغبتك في الحديث مع إحدى الفتيات هناك , كنت تحاول جذب انتباهها لك بأنك ذلك الشخص الرائع الذي يحنو على الأيتام , أرى الآن الحيرة ترتسم على وجهك , فأنت لم تحدثني أبداً عن ذلك الموضوع , هل تصدقني الآن , والآن تسألني عن سبب رسالتي تلك .
أرسل لك هذه الرسالة يا صديقي لأني سئمت من تلك الحياة القذرة , إنك لا تعلم الناس ممن هم على شاكلتي كيف يرون الناس من حولهم , إني أرى كل ما في نفوس البشرية من مساوئ وقذارات , لقد سئمت حقاً الحياة بين أناس ما بداخلهم يخالف تماماً ما يظهرونه , إن برأسي الكثير من الأمور التي لو بحت لك بها لفغرت فاك من هول ما سأقصه عليك , إني أرى إمام المسجد الذي يخطب بنا يوم الجمعة و هو يتحدث في كل يوم عن أهمية الصدقة وكيف أنها من أسس بناء المجتمع السليم , وحينما تنظر لما يفكر فيه ترى أنه يسرق أموال الصدقات
ولا يعطيها لمستحقيها , وذلك الموظف الحكومي الذي قصدت مكتبه ذات يوم لأنهي احدى معاملاتي , كان على أتم الاستعداد أول الأمر لأن ينهيها مباشرة , ولكن ما لبث أن لمح الساعة الثمينة التي أرتديها فما كان حديث عقله حينها إلا حول كيف سيأخذ مني أكبر مبلغ من المال نظير إنهاء تلكم المعاملة , وتكاسل بعدها عن اتمام معاملتي حتى أعطيته ذلك الميلغ الذي حدثته به نفسه , أم أحكي لك عن بائع الخضار الذي يتخذ دكانه أسفل منزلنا الذي يبيع لك أسوأ بضاعته على أنها الأفضل , هذا ما تحدثه به نفسه , أم أحدثك عما أراه داخل أذهان الشباب السائرين في الشوارع ليتحرشوا بالفتيات من فظائع يندى لها الجبين , والكثير الكثير من الأهوال التي أراها في أذهان حتى أقرب الناس لي , حتى أبي و أمي لم يسلموا من زياراتي المتكررة لخبايا نفوسهم , كنت أرى الكثير مما يسوؤني مما أخجل حتى من مجرد ذكره أمام نفسي , إنهما ليسا الملاكين اللذين كنت أظنهما , إن كل إنسان فعلاً مهما ظهر عليه من محاسن الأخلاق وأفضلها عبارة عن مجرد تكدسات من القاذورات ملقاة داخل عقله ويحاول أن يداريها بالتظاهر بعكسها تماماً , لقد تعبت جداً , وأنهكت كل قواي وقدراتي على التحمل يا صديقي.
أرسل لك هذه الرسالة ,لأخبرك أني سئمت تلك الحياة , لن أستطيع أبداً أن أعيش على تلك الشاكلة , فلتحمد الله يا أخي أن عقولنا محصنة ضد أنظار الغير , وإلا كانت حياتنا جحيماً , وبما أن الله قد حرمني من تلك الميزة , أرسل لك الآن لأخبرك أني قررت إنهاء حياتي , نعم , سوف أنتحر , فموتي ودفني في باطن الأرض الموحشة , خير لي من الحياة بين سلال القمامة .
-------------------
نوفمبر 2010
ظننتها نعمة ... ولكن هيهات ... !!!
يتمنى الكثير من الناس أن يمتلكوا تلك الموهبة التي أمتلكها , تلك الموهبة الخاصة التي جعلتني
متميزاً عليهم جميعاً , إنهم لا يعرفون أني أمتلكها , وليس بمقدوري حقيقة أن أخبرهم بكنهها , فإني
وإن فعلت أكون قد حكمت على نفسي بالطرد من المجتمع , فإني واثق تمام الثقة أن الناس لن يقبلوا أبداً
بوجود من هو مثلي بينهم , أأقول لك شيئاً آخر , أنا أثق أيضاً أن كل من قابلتهم لا يمتلكون مثل موهبتي , أراك
تتعجب وتسألني كيف علمت بذلك ؟!
إن ذلك هو أساس موهبتي يا صديقي , ترفع حاجبيك متسائلاً ومستنكراً , نعم إن موهبتي تتيح لي أن أعرف
ما يدور بأذهان الناس , الآن أنت تتضاحك ما بينك وبين نفسك وتضع يدك على فمك لتداري بسمة السخرية
التي ارتسمت عليه , لست مضطراً لأن تداريها يا صديقي , لأني أثق تمام الثقة أن تلك هي ردة فعلك لما أخبرك به الآن , فإن لي فيما سبق صولات و جولات في ثنايا عقلك , ما زلت تسخر مني , حسناً , سأخبرك بشئ الآن لا يعلمه أحد سواك , أتذكر ذلك اليوم الذي وقفت فيه أمامي متحدثاً لتقنعني بجدوى زياراتك المتكررة لأحد ملاجئ الأيتام معللاً ذلك بأهمية المشاركة الاجتماعية والجدوى الدينية لمثل تلك الأمور و رجائك للأجر من الله عز وجل , حسناً , ذلك ما كنت تقوله , ولكنك كنت تداري بداخلك ذلك السر الدفين الذي يدفعك لزيارة ذلك الملجأ لرغبتك في الحديث مع إحدى الفتيات هناك , كنت تحاول جذب انتباهها لك بأنك ذلك الشخص الرائع الذي يحنو على الأيتام , أرى الآن الحيرة ترتسم على وجهك , فأنت لم تحدثني أبداً عن ذلك الموضوع , هل تصدقني الآن , والآن تسألني عن سبب رسالتي تلك .
أرسل لك هذه الرسالة يا صديقي لأني سئمت من تلك الحياة القذرة , إنك لا تعلم الناس ممن هم على شاكلتي كيف يرون الناس من حولهم , إني أرى كل ما في نفوس البشرية من مساوئ وقذارات , لقد سئمت حقاً الحياة بين أناس ما بداخلهم يخالف تماماً ما يظهرونه , إن برأسي الكثير من الأمور التي لو بحت لك بها لفغرت فاك من هول ما سأقصه عليك , إني أرى إمام المسجد الذي يخطب بنا يوم الجمعة و هو يتحدث في كل يوم عن أهمية الصدقة وكيف أنها من أسس بناء المجتمع السليم , وحينما تنظر لما يفكر فيه ترى أنه يسرق أموال الصدقات
ولا يعطيها لمستحقيها , وذلك الموظف الحكومي الذي قصدت مكتبه ذات يوم لأنهي احدى معاملاتي , كان على أتم الاستعداد أول الأمر لأن ينهيها مباشرة , ولكن ما لبث أن لمح الساعة الثمينة التي أرتديها فما كان حديث عقله حينها إلا حول كيف سيأخذ مني أكبر مبلغ من المال نظير إنهاء تلكم المعاملة , وتكاسل بعدها عن اتمام معاملتي حتى أعطيته ذلك الميلغ الذي حدثته به نفسه , أم أحكي لك عن بائع الخضار الذي يتخذ دكانه أسفل منزلنا الذي يبيع لك أسوأ بضاعته على أنها الأفضل , هذا ما تحدثه به نفسه , أم أحدثك عما أراه داخل أذهان الشباب السائرين في الشوارع ليتحرشوا بالفتيات من فظائع يندى لها الجبين , والكثير الكثير من الأهوال التي أراها في أذهان حتى أقرب الناس لي , حتى أبي و أمي لم يسلموا من زياراتي المتكررة لخبايا نفوسهم , كنت أرى الكثير مما يسوؤني مما أخجل حتى من مجرد ذكره أمام نفسي , إنهما ليسا الملاكين اللذين كنت أظنهما , إن كل إنسان فعلاً مهما ظهر عليه من محاسن الأخلاق وأفضلها عبارة عن مجرد تكدسات من القاذورات ملقاة داخل عقله ويحاول أن يداريها بالتظاهر بعكسها تماماً , لقد تعبت جداً , وأنهكت كل قواي وقدراتي على التحمل يا صديقي.
أرسل لك هذه الرسالة ,لأخبرك أني سئمت تلك الحياة , لن أستطيع أبداً أن أعيش على تلك الشاكلة , فلتحمد الله يا أخي أن عقولنا محصنة ضد أنظار الغير , وإلا كانت حياتنا جحيماً , وبما أن الله قد حرمني من تلك الميزة , أرسل لك الآن لأخبرك أني قررت إنهاء حياتي , نعم , سوف أنتحر , فموتي ودفني في باطن الأرض الموحشة , خير لي من الحياة بين سلال القمامة .
-------------------
نوفمبر 2010