الفصل الثالث عشر(الحلقة الأخيرة)
أم المفاجآت(وفاة أمجد )
عاد أمجد الى بيته برفقة أمه....التي جاءت من البلد خصيصا لاستئجار محامي للدفاع عنه......كان أمجد مرهقا للغاية.....وأول ما فعله بعد دخول بيته...هو النوم
عندما استيقظ أمجد من النوم....قام واغتسل جيدا...وحلق ذقنه...التي ارتعت من هواء السجن كثيرا.....لكن التفكير والقلق يسيطران عليه......
كان أمجد مضطربا للغاية.....فهو عميل للمخابرات الأمريكية...وفي نفس الوقت أصبح عميلا للموساد.....وأخبره جورج من ذي قبل...أن "موسكو"..تريده وبشدة.....كان يتساءل ما الذي أملكه يجعلني جذابا وصيدا ثمينا لهذه المخابرات.....أيزو زوبين....فأنا لا اعرف عنها شيئا كثيرا........
بعد يوم
التقى أمجد بضابط في الموساد الاسرائيلي في شقة رفعت.....طلب الضابط من رفعت مغادرة الشقة ليتحدث مع أمجد بشكل من التفصيل.......
كان امجد يجلس خائفا...مضطربا...قلقا....فدائما مصطلح الموساد يكمن من خلاله بالفساد والجريمة والظلم.....
بدأ الضابط في الحديث....سيد أمجد....لا تعرف كم هي السعادة التي تغمرنا بسبب انضمامك معنا.....انه لفخر عظيم لنا....ولتعلم جيدا أن طلباتك هي اوامر بالنسبة لنا....كما أننا سنفتح عليك الأموال من كل جانب....ودلالة على ذلك فقد فتحنا لك حسابا في البنك ووضعنا لك فيه مبلغ عشرة الاف دولار.....كمقدمة للعمل معنا......
أمجد : لكنني لا أعرف ما الذي تريدونه مني؟؟؟
الضابط : على رسلك يا سيد أمجد.....أنت لا تعرف كم الجهد المبذول للوصول اليك...وكم دفعنا للحصول عليك......
أمجد : ولماذا أنا بالتحديد؟؟؟
الضابط : لأنك صيد ثمين...
أمجد : ما حكاية "صيد ثمين" هذه....كلكم تتحدثون عنها
الضابط : كلنا من؟؟
امجد : حتى المخابرات الامريكية...جندتني وقال لي اني صيد ثمين
الضابط : معقول؟
امجد : معقول ماذا؟؟
الضابط : أنك عميل للسي آي إيه
امجد : نعم
الضابط : هذا خبر رائع....لانك ستصبح عميلا مزدوجا ...لصالحنا...وستخبرنا بما وصلوا اليه من ابحاث في أمريكا
أمجد : أبحاث عن ماذا
الضابط ستعرف لاحقا!!
أمجد : لكنك لم تخبرني لماذا أنا اعتبر صيدا ثمينا
الضابط : لقد افادنا العميل "هارون" أنك تعرف كل شيء عن ايزو زوبين
أمجد : مستحيل
هنا تذكر أمجد ما قاله له ضابط المخابرات الامريكية عن العميل "بابل" الذي وضع اسم أمجد كأحد أهم الأسماء التي تعرف سر أيزوزوبين!!!!
قال أمجد للضابط الاسرائيلي : وهل "هارون" يعرفني
الضابط : عز المعرفة
امجد : مستحيل...
إنه الشخص الثاني الذي يعرف أمجد جيدا....ويبلغ عنه لجهاز مخابرات.....
قال أمجد : لكنني لا أعرفه
الضابط : ستتعرف عليه قريبا وسيخبرك بكل شيء.......لكن ألا تود أن تعرف من الذي وضع تلك "الروشتة" التي تخص والدك في شقة الزمالك!!!
أمجد : ماذا!!!......أنتم؟
نحن الذين وضعنا تلك "الروشتة"..التي أخبرتك بان والدك يعاني من مرض يمنعه من الانجاب......ونحن الذين طلبنا من رفعت اثناء العزاء ان يحدثك عن شقة الزمالك القديمة لكي تحن لها وتشتاق لها..فتذهب الى هناك....وترى تلك الروشتة التي ستغير مجرى حياتك تماما وبالفعل حدث ما كنا نرجو له....
أمجد : اذا والدي لم يكن يعاني من مرض يمنعه من الانجاب
الضابط :...بلى....كان يعاني من مرض يمنعه من الانجاب
امجد : وكيف اذا أنجبني
الضابط : لقد اصيب به بعد ما أنجبك
secondry infertility
الذي لا تعرفه يا سيد أمجد أن والدك كان عميلا لنا....فترة كبيرة من الزمن.......وكان ذلك في عام 1964.....حيث كانت الأزمة مشتعلة بين تل أبيب وبين القاهرة آنذاك...
..لكنه انشق عنا...فقمنا بتصفيته....قتلناه قبل ثلاثة أيام من العزاء....وضعناه حيا في قبره ليموت مختنقا..ليموت ببطء...فهذا جزاء من ينشق عنا....
أمجد : مستحيل....والدي لم يكن كذلك
الضابط : هذه الحقيقة يا سيد أمجد
أمجد : ورسائل أيزو زوبين....كانت منكم أنتم أيضا
الصابط : أي رسائل
أمجد : رسائل تخبرني بأشياء تفصيلية تحدث لي....واسم مرسلها أيزو زوبين
الضابط : ماذا!!!.....لا لسنا نحن
صرخ أمجد وقال : مستحيل...فمن يكون اذا ذلك الوغد....
الضابط : علينا أن نرى هذه الرسائل ...وقد نصل الى مرسلها....
أمجد : واختفاء جثتي رئيس الوزراء ووزير الصحة
الضابط : سيد أمجد...نحن كنا ندخل مادة أيزو زوبين مع دواء القلب.....تحت علم وزير الصحة....الذي كان يسهل لنا تلك الصفقة....وللأسف رئيس الوزراء المصري علم بالموضوع....ولذا كان لابد من التخلص منه...........قمنا بإعطاء وزير الصحة أيزو زوبين....وقتلنا رئيس الوزراء.....بإحدى مواد التسمم
أمجد : وكيف اختفت الجثتين؟؟
الضابط :..كانت هناك حفرة قمنا بإنشائها....في غرفة المشرحة...تطل على أحد مواسير مياه الصرف الصحي التي ستخرجه من نطاق المستشفى تماما.......وعندما استيقظ الوزير من تاثير أيزو زوبين..قام بأخذ جثة رئيس الوزراء وهربا من تلك الحفرة...
امجد : ولماذا أخذتم جثة رئيس الوزراء
الضابط : وجود جثته سيكشف انه مات مقتولا وليس بشكل طبيعي....
أمجد : ومقتل عبد الرحمن وصلاح....
الضابط : اما لصلاح فلا نعلم عنه شيء....لكن عبد الرحمن نحن الذين قتلناه....وقمنا بالضغط على الحكومة الكينية بالتستر وعدم الفصح بأية معلومات مقابل حمايتها من دول الجيران التي دائما ما تدخل كينيا معهما في نزاعات...وتوفير نسبة أكبر لها من ماء النيل...
أمجد : وكيف قتلتم عبد الرحمن ولما قتلتموه
الضابط : قمنا بتقديم مشروب لذلك الطيار....وكان يحوي نوع من المخدر....الذي بدأ يأتي بمفعوله بعد نصف ساعة من الطيران....مما افقده التركيز...وصدمت الطائرة بالجبل...وتحطمت
امجد : ولماذا فعلتم ذلك؟....ما الذي فعله عبد الرحمن لكم؟؟؟
الضابط : لقد طلبنا منه ان يعمل معنا ورفض....ولا يمكن أن نترك رجلا عرف بسرنا...ونقول له وداعا. بهذه البساطة...وكان لابد من خيارين...اما القبول واما القتل!!!
أمجد : يا لكم من مجرمين
الضابط : إنها سياسة يا سيد امجد
بعد ذلك ..طلب الضابط من أمجد أن يقابل العميل "هارون" غدا...وسيتصل الضابط بأمجد غدا ليخبره عن توقيت المقابلة ومكان حدوثها...
عاد أمجد الى بيته....كان قلقا دائما التفكير....وجد أمه في البيت ....فسلم عليها وقبل رأسها ....وسألته ان كانت تحضر له طعام الغداء...الا أنه رفض...وتعذر بانسداد شهيته...ودخل غرفته.....
بعد قليل
سمعت أم امجد صوت ارتطام قوي داخل غرفة ابنها......هرعت اليه...وفتحت باب الغرفة....لتجد المفاجأة ...بل أم المفاجآت في انتظارها.....لقد سقط امجد ميتا....في حدث لم يتوقعه أحدا على الاطلاق...
صرخت الام وقالت " ابني".....حاولت الام ان تستغيث بأي أحد....الجيران...البواب....الاسعاف....الا ان ابنها قد فارق الحياة
الا أن المفاجأة الكبرى أن أمجد لم يمت....كان أمجد قد "أعطي له" مادة "أيزو زوبين"...لكن من الذي أعطاها لأمجد!!!!
كان امجد ينظر ما يحدث حوله....ويسمع صراخ امه من حوله....وبكائها الذي لم ينقطع.....كان يشعر بكل شيء....لكنه لا يستطيع ان يتحدث...او يحرك جوارحه....كانت الروح مازالت مختزلة في جسده......بدأ الجيران يدخلوا على غرفته...وينظرون عليه وهو ملقى على أرض غرفته ميتا.....وهو ينظر اليهم ويراهم بوضوح....يسمعهم يقولوان "لا اله الا الله...انا لله وانا اليه راجعون"...الا انه كان يريد ان يتحرك ليخبرهم انه لم يمت......انه حي....قرروا حمله ووضعوها في سيارة الاسعاف التي جاءت بعد ذلك....ولما وصل الى المستشفى....كشف عليه الطبيب..وكان امجد ينظر اليه ويسمع تماما ما يقوله الطبيب...الا ان لا يستطيع ان يمنع ذلك.....وضع في ثلاجة المشرحة.....وهو يريد ان يصرخ ويقول ان حي ان لم امت....لكنه لا يستطيع
بعد ساعات....تم استخراج جثة أمجد ووضعوه في التربة......لقد سافروا به الى "البلد " ليتم دفنه هناك......كان أمجد يسمع البكاء من حوله....ويسمعهم وهم يرددون الآيات القرآنية....يحاول ان يحرك على الاقل اصبعه...ليعلم الناس انه لم يمت....الا انه لا جدوى....وبعد ان غسلوه وكفنوه....وضعوه على يمينه في االحفرة....وهو يريد ان يقول انا حي انا حي..........جاء أحد اقربائه وكشف عن وجهه ليقبل راسه...وأمجد ان يريد أن يصرخ ويقول أنا حي..أنا لم أمت....
اسودت الدنيا امام نظر امجد مع نزول التراب عليه.....وبدأت الاصوات تنقطع......لقد رحل الناس......بدأ يشعر بسواد القبر....بهدوئه....يشعر بالظلام الحالك....يشعر بتلك القطن الموضوع داخل انفه....يشعر بقوة الكفن الذي التف بجسده.....وفجأة بعد ساعات....شعر أمجد انه بدأ يحرك اصابعه......بدأ يحركهم بالفعل...لكن الكفن ملفوف حول جسده بطريقة تعيقه عن الحركة...بدأ يلقي قطعة القطن من انفه بزفير قوي....بدأ يضغط على الكفن...لقطعه...بدأ يحرك جسده بالكامل ...حاول ان يصرخ...لكن لا احد يسمعه....كان يصرخ ويقول انا حي...لقد عدت الي الحياة من جديد...........وفجأة....بدأ يسمع صوت يقترب منه....
انه يقترب أكثر .....انه يقترب اكثر وأكثر....وفجأة بدأ النور يتخلل اليه عبر ذرات التراب............وفجأة...اكتشف وجود رجلا ..يحفر الحفرة التي دفن بها امجد...ويخرجه منها....قام الرجل باستخراج امجد....وقدم له ملابس يرتديها....وكان امجد يشكر ذلك الرجل...ويقول له اشكرك....لقد انقذت حياتي....
الا ان الرجل اخبره انه يعلم ذلك....وانه يعلم بانه لم يمت!!!.....وطلب من أمجد ان يرافقه الى السيارة حالما ينتهي من ارتداء تلك الملابس التي جلبها له
بعد تم ردم الحفرة...واعادته من جديد....انطلق امجد بصحبة ذلك الرجل...الغريب ...الغامض.....وكان امجد يسأله باستمرار من انت...من انت...وكيف عرفت أنني لم أمت
وقف الرجل بسيارته في مكان بعيد.....وبدأ يتحدث مع امجد
سيد امجد...أنا ضابط في المخابرات الروسية.......ما حدث لك.....كان اصابة بالايزو زوبين!!!!!
أمجد : لكنني كنت اسمع وارى ما يحدث حولي جيدا ولم امت....
الضابط : هذا بالضبط ما تفعله ايزو زوبين.......فهي لا تميت ...انما تختزل الروح داخل الجسد......وتؤدي الى تثبيط عام في كل اجهزة الجسم......انها تفقد الجسم قدرته على العمل لاكثر من 24 ساعة.....أما الحيوانات فالتوقيت المستغرق يقل الى ست او سبع ساعات...
امجد : يا الله....وكيف يحدث ذلك؟؟
الضابط : هذا هو دورك يا بطل
امجد : دوري ؟؟....دوري في ماذا؟؟....انا لا اعرف شيئا
الضابط : لا ان تعرف وتعرف الكثير
امجد : والله لا اعلم شيئا عنها....لماذا كلكم تلاحقونني...المخابرات الامريكية....والموساد....وانتم الان....وكلكم تريدونني...وتظنون اني اعرف كل شيء عن ايزو زوبين لكنني لا اعرف عنها شيئا......مالكم لا تصدقونني
الضابط : اسمع يا سيد امجد.....ساخبرك بالقصة....من بدايتها....لتعلم لماذا نبحث عنك
والدك سعيد النوبي....اكتشف منذ خمسين عاما....نباتا غريبا غامضا....واستخرج منه مادة "الايزو زوبين".........وباع ذلك الاكتشاف الى الموساد الاسرائيلي........وانت تعرف في ذلك الوقت نسبة العداء بين مصر واسرائيل....وعدد العملاء الذين كانت تدسهم إسرائيل داخل مصر....ولأن والدك كان يعشق الاموال...وافق على الفور.....
قبل ذلك كان والدك يقترض القروض...ويغير شقته الى شقة في حي الزمالك الراقي....ويشتري سيارة جديدة...حتى تراكمت عليه الديون....وحينها لم يكن بمقدوره دفع تلك الأموال....فاحتال بحيلة الأيزو زوبين
وقام الموساد الإسرائيلي بانتشاله من القبر....وبذل..فقد هرب من دفع الديون التي عليه.....
....ليبدو وكأنه مات...وتقع من عليه عقوبة السجن...........وعاش حياته من جديد...بين السفر خارج مصر وداخلها......مستمتعا بالاموال التي كان يتقاضاها من الموساد......نتيجة اكتشافه لأيزو زوبين...........وبعد فترة طويلة.....قمنا نحن "موسكو"...بعرض مبالغ اكثر مما كان يتقاضاها من "تل ابيب"...ووافق على الفور للانضمام معنا....فكنا نعلم ان والدك نقطة ضعفه هو المال...........
وبعد ان عمل معنا عددا من السنوات......علمت "تل ابيب "بخيانته لها....وقرروا قتله....وهذا ما حدث..................لكن والدك قبل وفاته أخبرنا بسر خطير
أمجد : ماهو؟
الضابط : لقد زرع والدك "بذرة" لنبات الايزو زوبين داخل كبدك...!!!!!........ولذلك كل المخابرات تبحث عنك.....
أمجد : ماذا!!!
الضابط : هذا ما فعله والدك....ولذلك فكلنا نبحث عن تلك البذرة لنقوم بزراعة ذلك النبات واستخراج تلك المادة بكميات كبيرة تساعدنا على مزيد من الأبحاث
الضابط : والغريب انها لا تنكشف بالاشعة السينية التقليدية....ولا يمكن كشفها بأي نوع من التقنيات....ولا يمكن لنا ان نقوم بعملية جراحية....داخل كبدك نفتش فيه عن البذرة....
أمجد : والحل؟
الضابط : الحل...هو ان تبحث عن تلك المذكرة التي كان والدك يكتب فيها ملاحظاته عن اكتشافه ....وقد ذكر فيها المكان بالضبط داخل كبدك....التي زرع فيها البذرة
أمجد : وكيف علمتم بذلك
الضابط : انه عملينا...السيد "كاولينا"....الذي ابلغنا بذلك
أمجد : وكيف لذلك الرجل ان يعرف سرا كهذا...
الضابط : ليس هذه القضية...القضية اننا نريد البذرة....
أمجد : لكن ربما كان ذلك الرجل "كاولينا " يضحك عليكم
الضابط : لا يمكن...."كاولينا ".....يعرف والدك جيدا....بل ويعرفك أنت جيدا
أمجد : يا الله....كل شخص يعرفني جيدا......وكيف يعرفني هو..وانا لم التق به من قبل
الضابط : ستلتقي به قريبا...وستعرف منه كل شيء...
أمجد : وماذا عن رسائل الايزو زوبين التي كانت ترسل اليّ
الضابط : اي رسائل....نحن لم نرسل لك شيئا....
امجد : مستحيل...فمن يكون اذا
الضابط : لا نعرف
امجد : ومقتل صلاح.؟؟
الضابط : نحن الذين قتلناه هو وجورج..........
امجد : وكيف قتلتم صلاح....
الضابط...: لقد تم خداع الناس بقضية انتحار صلاح..........عندما خرج صلاح من عمله ...واتصل باحدى المطاعم لطلب الغداء...قمنا بخطفه...وعرضنا عليه ان يعمل معنا.......ورفض....قمنا بحبسه في غرفة...ليفكر في الامر....لكنه حاول الهرب....من الشرفة التي كانت في الغرفة وسقط ميتا.........وعندها فكرنا بالامر...وقررنا ان نستغل ذلك لصالحنا........فحملنا جثته الى عمارته...وقمنا باستغلال وجود سور وحديقة أمام شرفته....ووضعنا الجثة تحت شرفته..ليبدو للناس انه القى بنفسه من شرفته...وإصدار صوت ارتطام..كان خدعة تم إنشائها عبر تسجيل السيارة
أمجد : وهذا يفسر كيف كانت باب شرفة شقة أمجد مغلقا من الداخل....
الضابط : صلاح اغلق كل شيء كما لو كان خارجا من منزله بشكل اعتيادي....لكنه لم يعد..
أمجد : التقل بالنسبة لكم ..امر هين
الضابط : كل ما يقف في طريقنا لابد وان يمح من على الارض...
امجد : وجورج كان من الذين يقفون في طريقكم
الضابط : نعم...وتم تسميمه بمادة البولونيوم 210 عن طريق تسليط عليه هذه المادة من احد عملائنا....في احد المطاعم التي كان جورج يتناول غداؤه فيها......
طلب الضابط من أمجد...أن يهدأ ويفكر جيدا في مستقبله....فهو الان في نظر الناس ميتا ولا قيمة له...وتعاونه مع الاف إس بي...سيعيده الى الحياة من جديد...كان يفكر في هؤلاء الأشخاص الذين يعرفونه
"كاولينا "...."بابل"......."هارون".............
عاد أمجد الى بيته....لكنه تذكر ان امه في بيته....فلم تسافر الى "البلد" بعد....لكنها لن تتحمل هو المفاجأة.....مفاجأة انه لم يمت......
وصل أمجد الى بيته....ووجد باب البيت مفتوحا........دخل الى البيت...وبدأ يخطو خطوات بطيئة في البيت ينظر أين أمه......لكن المفاجأة....انه لم يجدها.....دخل غرفته....فلم يجدها....لكنه وجد شيئا على سريره....التفت اليه ونظر اليه....انه ساعة يدوية......لكنه غريبة........بدأ يقلب فيها...ويضغط على مفاتيحها...وفجأة بدأت الساعة تكبر...وتخرج منها شاشات....كان أمجد مصدوما....ما هذه الساعة الغريبة....وتبين له لاحقا انه جهاز اليكتروني...يعمل بال"واير ليس".....وبدأ يقلب ما فيها ...فاكتشف أم المفاجآت........لقد وجد من ضمن ما فيها بيانات للرسائل التم تم ارسالها واستقبالها......
لقد وجد في صندوق الرسائل المرسلة.......تلك الرسالات التي جاءت له...باسم ايزو زوبين!!!!!!............زإذا فصاحب الساعة اليديو تلك هو أيزو زوبين..الذي كان يرسل الرسائل الغامضة!!!!!!
لكنه استقبل المفاجأة الاخرى عندما نظر في صندوق البريد....ووجد عدة رسائل.....أحدهما تخاطب "هارون"....فعرف من خلال ذلك....ان تلك الساعة تعود للعميل "هارون"....عميل الموساد!!!!!!!!!!
..بدأ يقلب في الرسائل الواردة..فاكتشف رسالة اخرى لكنها جاءت تخاطب "كاولينا"!!!!!!........والمفاجأة أن رسالة اخرى جاءت تخاطب "بابل".........
هنا فهم أمجد أن الثلاث شخصيات....ما هم الا شخصية واحدة......هي التي كانت ترسل له تلك الرسائل الغامضة...وهذه الشخصية هي.......................
..وفجأة دخلت عليه امه.......
قالت له : ماذا ...امجد..ماذا تفعل هنا...وما هذه الساعة.
امجد :أنتي يا امي.....أنتي التي كنتي ترسلي لي........أنتي "كاولينا "...و"هارون".....و"بابل".......مستحيل
ارتبكت الام...وبدأت تقول له : رسائل ماذا...وما هذه الأسماء الغريبة التي تقولها لي؟؟
أمجد : لا اصدق....انتي عميلة مزدوجة....وكنتي ترلي لي رسائل باسم ايزو زوبين...مستحيل....
أنكرت الام مرة اخرى معرفتها بتلك الرسائل...
امجد : لا تنكري....رسائل الايزو زوبين
الام : لا...اقصد ان هناك...عليك ان تهدأ....كيف عدت الى الحياة...الم تمت
امجد : لا تغيري الموضوع.......انتي التي كنتي ترسلي لي تلك الرسائل....أجيبيني هيا
الام : نعم!!!!!
امجد : مستحيل.........وأنتي "هارون"...و"بابل"....و" كاولينا"..
الام : نعم
امجد : لالا....اكيد ان احلم
الام : لا تتهمني قبل ان تسمعني للاخر..
امجد : اسمع ماذا........انتي عميلة مزدوجة لثلاث اجهزة مخابرات.......؟؟
الام : اسمعني للأخر
امجد : وكيف تم ذلك؟؟؟
صرخت الام وقالت : اسمعني...
إن أيزو زوبين التي تجري ورائها اجهزة الموساد....انا التي اكتشفته وليس والدك....وقمنا انا وهو ببيعه للموساد......من اجل المال....وعندما ضاقت علي والدك الديون قررنا ان نحتال بحيلة الايزو زوبين......وكنت اعلم بان الموساد سينتشله وسيعيده الى الحياة ...وكنت على اتصال دائم به بعد ذلك.......وبعد فترة كبيرة من العمر.....باع والدك الاكتشاف للمخابرات الروسية.......على انه هو المكتشف.....وقرر ان يأخذ المال بمفرده....ولذلك قررت الانتقام منه...وابلغت الموساد بتعاونه مع "موسكو"....وقد قاموا بتصفيته وقتله..........
وكنت ارسل لك تلك الرسائل لاني أحبك...
امجد : تحبيني ماذا...
الام : كنت احاول ان انبهك عن الخطر الذي يحاط بك.......كنت أحاول أن أنقذك....
أمجد : تنقذيني من ماذا....تنقذيني من الراحة ...تقذفيني الى الغموض...والى القلق...وتقولي كنتي تحبيني واردتي انقاذي
الام : لقد ارسلت لك اربعة رسائل....الاولى بعد العزاء....واخبرتك أنك تاخرت....تأخرت في الدخول في لعبة الايزو زوبين.......وبعد ذلك..عندما ظهرت نتائج الدي ان ايه واخبرتك....أنه ليس هناك تناقد بين رأي الدي ان ايه ورأيي.....أردت من ذلك أن اجعلك تصرف النظر في الموضوع....لأنك لن تستطيع حل اللغز........فوالدك مات امام الناس بالقلب....لكنه مات فعلا بالاختناق...ومرض بمرض منعه من الانجاب بعد أن دفن وخرج للحياة من جديد......فهو والدك وفي نفس الوقت منع من الانجاب وكان ذلك بتاثير أيزو زوبين....كان حل اللغز...في كلمة واحدة....وهي أيزو زوبين.....
أمجد : وكيف لي ان اعرف بذلك
الام : كنت اظن انك ستيأس من البحث وراءها...وستفقد الامل في حل اللغز....عندما أصعب عليك المسألة.....لأنك لا تعرف ايزو زوبين اصلا.
امجد : لكنك اخبرتيني ...ان هناك كلمة ان قلبتها حل اللغز
الام : كنت اريد ان اصعبها عليك....لتفقد الامل في حل اللغز....وتصبح يائسا...وهذا سيبعدك عن أيزو زوبين.....وسيبعدك عن التفكير في هذه القضية والبحث وراءها.....
أمجد : ولماذا أخبرتيني..ان المخابرات تحاول خداعي في العملية التي كنا سنقوم بها في فرنسا في رسالتك الاخيرة
الام : لتكون حذر....وحتى لا يتم القبض عليك من قبل الموساد
امجد : وكيف عرفتي بما يحدث لي داخل اجهزة المخابرات المصرية
الام : عرفت ذلك ولا يهم عرفت من اين
أمجد : وأخبرتيني بأن القصة ستبدا غدا في احد الرسائل.......
الام : نعم....لانني كنت اخبرت من قبل المخابرات الروسية أنهم قتلوا صلاح....فاردت ان ألفت نظرك لهذا الامر لتكن حذرا..
لم يتمالك امجد أعصابه ....بعد أن عرف ان امه هي التي تسببت في قتل والده وانها عميلة مزدوجة لثلاث اجهزة مخابرات......وأنها كانت تعلم كل شيء...
قام بخنقها.....وهي تحاول الهرب....وان تفهمه.....لكنه كان مصرا على قتلها..........حاولت الهرب.....لكنه قتلها....خنقها......وبعد أن قتلها......اتصل بالشرطة ليخبرهم بانه قتل أمه...وهو في حالة هيستيريا شديدة.............
أثناء التحقيق.....جاء السيد هشام عقيد في المخابرات المصرية...وبدا يتحدث مع أمجد........
وقال يا أمجد....لقد ارتكبت فعلا شنيعا .....لقد قتلت امك....التي تعد العين التي نرى بها ما وصلت اليه اخر الابحاث في روسيا وتل ابيب وامريكا....كانت امك عميلة مزدوجة لهم لكنها كانت تعمل معنا...
وأنت قتلت تلك العين......
امجد :اذا امي كانت تعمل لصالحكم....لصالح مصر
السيد هشام : نعم.....وعندما عدت انت الى بيتك.....كانت امك في سطح العمارة....تقوم بضبط اشارة الارسال عبر جهازها الجديد الذي قدمناه لها لكي يساعدها ذلك على التواصل معنا
أمجد : اتقصد تلك الساعة اليدوية؟؟
السيد هشام : لا.......تلك الساعة لم نعرف عنها شيئا.......لكن ذلك الجهاز قدمناه لها....بعد وفاتك....وكان يعمل ك"الريسيفر"....وهو احدى الاجهزة المتطورة....وحجمه صغير...ويبدو انها نسيت ان تغلق باب الشقة جيدا....قبل مغادرتها للسطح..
أمجد : مستحيل ما أسمعه.....
السيد هشام : اي أننا كنا نتحكم في المعلومات التي تصل الى وكالات الاستخبارات العالمية....وكنا نضع ايدينا عليها...ونعلم ماهية المعلومات الداخلة والخارجة....
أمجد : وكيف استطعتم أن تجعلوا أمي عميلة مزدوجة
السيد هشام : اخبرتك أننا نعلم تماما ما يحدث وراءنا وما يحدث في الخفاء....ولعلمك..فإن أمك هي التي جاءت لنا ...وقصت علينا القصص...وارادت ان تعمل لصالحنا...كما حدث مع أشرف مروان
السيد هشام : أتذكر عندما عملية سان لوران....التي فشلت وكان هناك كمينا لنا.......
أمجد : نعم
السيد هشام : نحن الذين أخبرنا والدتك بأن تخبر الموساد بوجود العملية....حتى نكسب ثقتهم في أمك كعميل مهم...وفي نفس الوقت يتم القاء القبض عليك...ونعلم انهم يريدونك وبالتالي فلن يؤذوك...بل سيخبروك بأخر المعلومات التي وصلوا اليهم...وتصبح أنت الاخر عميلا مزدوجا لنا....لكنك هربت...لكنهم وصلوا اليك مرة أخرى...
أمجد : لا يمكن..ما أسمعه....مستحيل
السيد هشام ...لقد تسرعت حين ما قتلت امك...كان عليك أن تخبرنا...
أمجد : لقد فقدت صوابي عندما رأيت أمي هي ذلك العميل المزدوج لثلاث أجهزة استخبارات مختلفة.....
بدأت محاكمة أمجد.....التي رأفت المحكمة لظروف قتله لأمه...ومراعاة عمله مع المخابرات المصرية......كان الحكم الصادر في حق أمجد....هو الحبس لمدة عشر سنوات!!!!.....وتم الحكم
بعد عشر سنوات
خرج أمجد من السجن بعد أن فقد وظيفته....فقد كل شيئ...اقربائه..لم يعد له شيئا ...سوى عددا من الدولارات الكثيرة التي حصل عليها من السي آي إيه...والموساد....
ذهب أمجد الى البنك....وبدأ بالكشف عن حسابه...وحصل على أمواله...وقضى ليلته الأولى في احد الفنادق....بعدها قرر أن يسافر الى مدينة بيروت
سافر أمجد الى بيروت....وهناك قرر أن يقوم بإنشاء....مطعم.....وبالفعل....بعد ستة شهور كان أمجد كان أنشأ ذلك المطعم.......
بعد سنة..
فتح أمجد حاسوبه الشخصي الجديد....وفتح بريده الاليكتروني.......ووجد رسالة جديدة........فتحها وقرأ ما فيها..........
القصة...لم تنته بعد....
المرسل : أيزو زوبين!!!!!!!!!
*********
كلمة للكاتب :
نهاية...أوجه كلمة شكر لكل من تابع رواية "أيزو زوبين"....واهتموا بفصولها...بالرغم من الإطالة....
أوجه كلمة شكر...لكل من ساعدنا في تقديم معلومة صغيرة كانت او كبيرة...
كان هدفي من القصة...هو سرد قصة بوليسية....تتتصف بالإاثارة والتشويق....تحوي عددا من الجرائم والالغاز المثيرة ....وحاولت تقديم وجبة شاملة من المعلومات الطبية والسياسية ......لكن ذلك لا يمنع من أنني كنت حريصا على تقديم "رسالة "...عبر "أيزو زوبين".....فالقصة لم تقتصر على إثارة او متعة او تشويق ...فحسب....انما.....أرد أن أقول
أن شخصية "أمجد " ماهو الا رمز........رمز لكل شاب العربي......التي تحاول أجهزة المخابرات المختلفة....الوصول اليه.......
و"بذرة" أيزو زوبين التي زرعها والده له.....ما هي الا رمز ...رمز "للقيم والمبادئ والأخلاق"....التي يزرعها الأباء والأمهات في أبنائهم............وتحاول أجهزة المخابرات..الوصول اليه.....تحاول الوصول اليه..وانتزاع تلك المبادئ والقيم.....تحاول أن تمح العقول العربية من القيم التي تعلمناها ونحن صغار......
قاموا بغزونا فكريا....بل تربويا....حاولوا أن يوهمونا أن ثقافتهم أفضل من ثقافتنا......أن عاداتهم أفضل من عاداتنا.......
وللاسف....هناك من تأثر بهم.....هناك من استسلم لغزوهم.....هناك من نزعت منه تلك "البذرة"......هناك من "استرخص" اللغة العربية....وبدأ ييشتري لغة الغرب....بدأ يتحدث اللغة الانجليزية في كل وقت..وكأنها لغته الأم....أليس ذلك غزوا فكريا
هناك من "خلع" ثياب العروبة....وبدا يرتدي تلك الثياب الأجنبية......أليس ذلك غزوا تربويا....
إن قصة أمجد مع أجهزة المخابرات....تتكرر كل يوم....بل إنها قصة لن تنتهي ابدا.......
ستظل الدول الأجنبية...تحاول وتحاول....تغيير عقول الشباب....تغيير افكار الشباب........تغيير تلك "البذرة"...التي زرعت داخلنا....فهل نحن منتهون!!!!!!!
أتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت..........وأتمنى ان تكونوا قد استمعتم بتلك الثارة والتشويق التي عرضناها لكم.....
والى اللقاء في الصيف القادم...ورواية جديدة
بقلم .......العبد لله
أم المفاجآت(وفاة أمجد )
عاد أمجد الى بيته برفقة أمه....التي جاءت من البلد خصيصا لاستئجار محامي للدفاع عنه......كان أمجد مرهقا للغاية.....وأول ما فعله بعد دخول بيته...هو النوم
عندما استيقظ أمجد من النوم....قام واغتسل جيدا...وحلق ذقنه...التي ارتعت من هواء السجن كثيرا.....لكن التفكير والقلق يسيطران عليه......
كان أمجد مضطربا للغاية.....فهو عميل للمخابرات الأمريكية...وفي نفس الوقت أصبح عميلا للموساد.....وأخبره جورج من ذي قبل...أن "موسكو"..تريده وبشدة.....كان يتساءل ما الذي أملكه يجعلني جذابا وصيدا ثمينا لهذه المخابرات.....أيزو زوبين....فأنا لا اعرف عنها شيئا كثيرا........
بعد يوم
التقى أمجد بضابط في الموساد الاسرائيلي في شقة رفعت.....طلب الضابط من رفعت مغادرة الشقة ليتحدث مع أمجد بشكل من التفصيل.......
كان امجد يجلس خائفا...مضطربا...قلقا....فدائما مصطلح الموساد يكمن من خلاله بالفساد والجريمة والظلم.....
بدأ الضابط في الحديث....سيد أمجد....لا تعرف كم هي السعادة التي تغمرنا بسبب انضمامك معنا.....انه لفخر عظيم لنا....ولتعلم جيدا أن طلباتك هي اوامر بالنسبة لنا....كما أننا سنفتح عليك الأموال من كل جانب....ودلالة على ذلك فقد فتحنا لك حسابا في البنك ووضعنا لك فيه مبلغ عشرة الاف دولار.....كمقدمة للعمل معنا......
أمجد : لكنني لا أعرف ما الذي تريدونه مني؟؟؟
الضابط : على رسلك يا سيد أمجد.....أنت لا تعرف كم الجهد المبذول للوصول اليك...وكم دفعنا للحصول عليك......
أمجد : ولماذا أنا بالتحديد؟؟؟
الضابط : لأنك صيد ثمين...
أمجد : ما حكاية "صيد ثمين" هذه....كلكم تتحدثون عنها
الضابط : كلنا من؟؟
امجد : حتى المخابرات الامريكية...جندتني وقال لي اني صيد ثمين
الضابط : معقول؟
امجد : معقول ماذا؟؟
الضابط : أنك عميل للسي آي إيه
امجد : نعم
الضابط : هذا خبر رائع....لانك ستصبح عميلا مزدوجا ...لصالحنا...وستخبرنا بما وصلوا اليه من ابحاث في أمريكا
أمجد : أبحاث عن ماذا
الضابط ستعرف لاحقا!!
أمجد : لكنك لم تخبرني لماذا أنا اعتبر صيدا ثمينا
الضابط : لقد افادنا العميل "هارون" أنك تعرف كل شيء عن ايزو زوبين
أمجد : مستحيل
هنا تذكر أمجد ما قاله له ضابط المخابرات الامريكية عن العميل "بابل" الذي وضع اسم أمجد كأحد أهم الأسماء التي تعرف سر أيزوزوبين!!!!
قال أمجد للضابط الاسرائيلي : وهل "هارون" يعرفني
الضابط : عز المعرفة
امجد : مستحيل...
إنه الشخص الثاني الذي يعرف أمجد جيدا....ويبلغ عنه لجهاز مخابرات.....
قال أمجد : لكنني لا أعرفه
الضابط : ستتعرف عليه قريبا وسيخبرك بكل شيء.......لكن ألا تود أن تعرف من الذي وضع تلك "الروشتة" التي تخص والدك في شقة الزمالك!!!
أمجد : ماذا!!!......أنتم؟
نحن الذين وضعنا تلك "الروشتة"..التي أخبرتك بان والدك يعاني من مرض يمنعه من الانجاب......ونحن الذين طلبنا من رفعت اثناء العزاء ان يحدثك عن شقة الزمالك القديمة لكي تحن لها وتشتاق لها..فتذهب الى هناك....وترى تلك الروشتة التي ستغير مجرى حياتك تماما وبالفعل حدث ما كنا نرجو له....
أمجد : اذا والدي لم يكن يعاني من مرض يمنعه من الانجاب
الضابط :...بلى....كان يعاني من مرض يمنعه من الانجاب
امجد : وكيف اذا أنجبني
الضابط : لقد اصيب به بعد ما أنجبك
secondry infertility
الذي لا تعرفه يا سيد أمجد أن والدك كان عميلا لنا....فترة كبيرة من الزمن.......وكان ذلك في عام 1964.....حيث كانت الأزمة مشتعلة بين تل أبيب وبين القاهرة آنذاك...
..لكنه انشق عنا...فقمنا بتصفيته....قتلناه قبل ثلاثة أيام من العزاء....وضعناه حيا في قبره ليموت مختنقا..ليموت ببطء...فهذا جزاء من ينشق عنا....
أمجد : مستحيل....والدي لم يكن كذلك
الضابط : هذه الحقيقة يا سيد أمجد
أمجد : ورسائل أيزو زوبين....كانت منكم أنتم أيضا
الصابط : أي رسائل
أمجد : رسائل تخبرني بأشياء تفصيلية تحدث لي....واسم مرسلها أيزو زوبين
الضابط : ماذا!!!.....لا لسنا نحن
صرخ أمجد وقال : مستحيل...فمن يكون اذا ذلك الوغد....
الضابط : علينا أن نرى هذه الرسائل ...وقد نصل الى مرسلها....
أمجد : واختفاء جثتي رئيس الوزراء ووزير الصحة
الضابط : سيد أمجد...نحن كنا ندخل مادة أيزو زوبين مع دواء القلب.....تحت علم وزير الصحة....الذي كان يسهل لنا تلك الصفقة....وللأسف رئيس الوزراء المصري علم بالموضوع....ولذا كان لابد من التخلص منه...........قمنا بإعطاء وزير الصحة أيزو زوبين....وقتلنا رئيس الوزراء.....بإحدى مواد التسمم
أمجد : وكيف اختفت الجثتين؟؟
الضابط :..كانت هناك حفرة قمنا بإنشائها....في غرفة المشرحة...تطل على أحد مواسير مياه الصرف الصحي التي ستخرجه من نطاق المستشفى تماما.......وعندما استيقظ الوزير من تاثير أيزو زوبين..قام بأخذ جثة رئيس الوزراء وهربا من تلك الحفرة...
امجد : ولماذا أخذتم جثة رئيس الوزراء
الضابط : وجود جثته سيكشف انه مات مقتولا وليس بشكل طبيعي....
أمجد : ومقتل عبد الرحمن وصلاح....
الضابط : اما لصلاح فلا نعلم عنه شيء....لكن عبد الرحمن نحن الذين قتلناه....وقمنا بالضغط على الحكومة الكينية بالتستر وعدم الفصح بأية معلومات مقابل حمايتها من دول الجيران التي دائما ما تدخل كينيا معهما في نزاعات...وتوفير نسبة أكبر لها من ماء النيل...
أمجد : وكيف قتلتم عبد الرحمن ولما قتلتموه
الضابط : قمنا بتقديم مشروب لذلك الطيار....وكان يحوي نوع من المخدر....الذي بدأ يأتي بمفعوله بعد نصف ساعة من الطيران....مما افقده التركيز...وصدمت الطائرة بالجبل...وتحطمت
امجد : ولماذا فعلتم ذلك؟....ما الذي فعله عبد الرحمن لكم؟؟؟
الضابط : لقد طلبنا منه ان يعمل معنا ورفض....ولا يمكن أن نترك رجلا عرف بسرنا...ونقول له وداعا. بهذه البساطة...وكان لابد من خيارين...اما القبول واما القتل!!!
أمجد : يا لكم من مجرمين
الضابط : إنها سياسة يا سيد امجد
بعد ذلك ..طلب الضابط من أمجد أن يقابل العميل "هارون" غدا...وسيتصل الضابط بأمجد غدا ليخبره عن توقيت المقابلة ومكان حدوثها...
عاد أمجد الى بيته....كان قلقا دائما التفكير....وجد أمه في البيت ....فسلم عليها وقبل رأسها ....وسألته ان كانت تحضر له طعام الغداء...الا أنه رفض...وتعذر بانسداد شهيته...ودخل غرفته.....
بعد قليل
سمعت أم امجد صوت ارتطام قوي داخل غرفة ابنها......هرعت اليه...وفتحت باب الغرفة....لتجد المفاجأة ...بل أم المفاجآت في انتظارها.....لقد سقط امجد ميتا....في حدث لم يتوقعه أحدا على الاطلاق...
صرخت الام وقالت " ابني".....حاولت الام ان تستغيث بأي أحد....الجيران...البواب....الاسعاف....الا ان ابنها قد فارق الحياة
الا أن المفاجأة الكبرى أن أمجد لم يمت....كان أمجد قد "أعطي له" مادة "أيزو زوبين"...لكن من الذي أعطاها لأمجد!!!!
كان امجد ينظر ما يحدث حوله....ويسمع صراخ امه من حوله....وبكائها الذي لم ينقطع.....كان يشعر بكل شيء....لكنه لا يستطيع ان يتحدث...او يحرك جوارحه....كانت الروح مازالت مختزلة في جسده......بدأ الجيران يدخلوا على غرفته...وينظرون عليه وهو ملقى على أرض غرفته ميتا.....وهو ينظر اليهم ويراهم بوضوح....يسمعهم يقولوان "لا اله الا الله...انا لله وانا اليه راجعون"...الا انه كان يريد ان يتحرك ليخبرهم انه لم يمت......انه حي....قرروا حمله ووضعوها في سيارة الاسعاف التي جاءت بعد ذلك....ولما وصل الى المستشفى....كشف عليه الطبيب..وكان امجد ينظر اليه ويسمع تماما ما يقوله الطبيب...الا ان لا يستطيع ان يمنع ذلك.....وضع في ثلاجة المشرحة.....وهو يريد ان يصرخ ويقول ان حي ان لم امت....لكنه لا يستطيع
بعد ساعات....تم استخراج جثة أمجد ووضعوه في التربة......لقد سافروا به الى "البلد " ليتم دفنه هناك......كان أمجد يسمع البكاء من حوله....ويسمعهم وهم يرددون الآيات القرآنية....يحاول ان يحرك على الاقل اصبعه...ليعلم الناس انه لم يمت....الا انه لا جدوى....وبعد ان غسلوه وكفنوه....وضعوه على يمينه في االحفرة....وهو يريد ان يقول انا حي انا حي..........جاء أحد اقربائه وكشف عن وجهه ليقبل راسه...وأمجد ان يريد أن يصرخ ويقول أنا حي..أنا لم أمت....
اسودت الدنيا امام نظر امجد مع نزول التراب عليه.....وبدأت الاصوات تنقطع......لقد رحل الناس......بدأ يشعر بسواد القبر....بهدوئه....يشعر بالظلام الحالك....يشعر بتلك القطن الموضوع داخل انفه....يشعر بقوة الكفن الذي التف بجسده.....وفجأة بعد ساعات....شعر أمجد انه بدأ يحرك اصابعه......بدأ يحركهم بالفعل...لكن الكفن ملفوف حول جسده بطريقة تعيقه عن الحركة...بدأ يلقي قطعة القطن من انفه بزفير قوي....بدأ يضغط على الكفن...لقطعه...بدأ يحرك جسده بالكامل ...حاول ان يصرخ...لكن لا احد يسمعه....كان يصرخ ويقول انا حي...لقد عدت الي الحياة من جديد...........وفجأة....بدأ يسمع صوت يقترب منه....
انه يقترب أكثر .....انه يقترب اكثر وأكثر....وفجأة بدأ النور يتخلل اليه عبر ذرات التراب............وفجأة...اكتشف وجود رجلا ..يحفر الحفرة التي دفن بها امجد...ويخرجه منها....قام الرجل باستخراج امجد....وقدم له ملابس يرتديها....وكان امجد يشكر ذلك الرجل...ويقول له اشكرك....لقد انقذت حياتي....
الا ان الرجل اخبره انه يعلم ذلك....وانه يعلم بانه لم يمت!!!.....وطلب من أمجد ان يرافقه الى السيارة حالما ينتهي من ارتداء تلك الملابس التي جلبها له
بعد تم ردم الحفرة...واعادته من جديد....انطلق امجد بصحبة ذلك الرجل...الغريب ...الغامض.....وكان امجد يسأله باستمرار من انت...من انت...وكيف عرفت أنني لم أمت
وقف الرجل بسيارته في مكان بعيد.....وبدأ يتحدث مع امجد
سيد امجد...أنا ضابط في المخابرات الروسية.......ما حدث لك.....كان اصابة بالايزو زوبين!!!!!
أمجد : لكنني كنت اسمع وارى ما يحدث حولي جيدا ولم امت....
الضابط : هذا بالضبط ما تفعله ايزو زوبين.......فهي لا تميت ...انما تختزل الروح داخل الجسد......وتؤدي الى تثبيط عام في كل اجهزة الجسم......انها تفقد الجسم قدرته على العمل لاكثر من 24 ساعة.....أما الحيوانات فالتوقيت المستغرق يقل الى ست او سبع ساعات...
امجد : يا الله....وكيف يحدث ذلك؟؟
الضابط : هذا هو دورك يا بطل
امجد : دوري ؟؟....دوري في ماذا؟؟....انا لا اعرف شيئا
الضابط : لا ان تعرف وتعرف الكثير
امجد : والله لا اعلم شيئا عنها....لماذا كلكم تلاحقونني...المخابرات الامريكية....والموساد....وانتم الان....وكلكم تريدونني...وتظنون اني اعرف كل شيء عن ايزو زوبين لكنني لا اعرف عنها شيئا......مالكم لا تصدقونني
الضابط : اسمع يا سيد امجد.....ساخبرك بالقصة....من بدايتها....لتعلم لماذا نبحث عنك
والدك سعيد النوبي....اكتشف منذ خمسين عاما....نباتا غريبا غامضا....واستخرج منه مادة "الايزو زوبين".........وباع ذلك الاكتشاف الى الموساد الاسرائيلي........وانت تعرف في ذلك الوقت نسبة العداء بين مصر واسرائيل....وعدد العملاء الذين كانت تدسهم إسرائيل داخل مصر....ولأن والدك كان يعشق الاموال...وافق على الفور.....
قبل ذلك كان والدك يقترض القروض...ويغير شقته الى شقة في حي الزمالك الراقي....ويشتري سيارة جديدة...حتى تراكمت عليه الديون....وحينها لم يكن بمقدوره دفع تلك الأموال....فاحتال بحيلة الأيزو زوبين
وقام الموساد الإسرائيلي بانتشاله من القبر....وبذل..فقد هرب من دفع الديون التي عليه.....
....ليبدو وكأنه مات...وتقع من عليه عقوبة السجن...........وعاش حياته من جديد...بين السفر خارج مصر وداخلها......مستمتعا بالاموال التي كان يتقاضاها من الموساد......نتيجة اكتشافه لأيزو زوبين...........وبعد فترة طويلة.....قمنا نحن "موسكو"...بعرض مبالغ اكثر مما كان يتقاضاها من "تل ابيب"...ووافق على الفور للانضمام معنا....فكنا نعلم ان والدك نقطة ضعفه هو المال...........
وبعد ان عمل معنا عددا من السنوات......علمت "تل ابيب "بخيانته لها....وقرروا قتله....وهذا ما حدث..................لكن والدك قبل وفاته أخبرنا بسر خطير
أمجد : ماهو؟
الضابط : لقد زرع والدك "بذرة" لنبات الايزو زوبين داخل كبدك...!!!!!........ولذلك كل المخابرات تبحث عنك.....
أمجد : ماذا!!!
الضابط : هذا ما فعله والدك....ولذلك فكلنا نبحث عن تلك البذرة لنقوم بزراعة ذلك النبات واستخراج تلك المادة بكميات كبيرة تساعدنا على مزيد من الأبحاث
الضابط : والغريب انها لا تنكشف بالاشعة السينية التقليدية....ولا يمكن كشفها بأي نوع من التقنيات....ولا يمكن لنا ان نقوم بعملية جراحية....داخل كبدك نفتش فيه عن البذرة....
أمجد : والحل؟
الضابط : الحل...هو ان تبحث عن تلك المذكرة التي كان والدك يكتب فيها ملاحظاته عن اكتشافه ....وقد ذكر فيها المكان بالضبط داخل كبدك....التي زرع فيها البذرة
أمجد : وكيف علمتم بذلك
الضابط : انه عملينا...السيد "كاولينا"....الذي ابلغنا بذلك
أمجد : وكيف لذلك الرجل ان يعرف سرا كهذا...
الضابط : ليس هذه القضية...القضية اننا نريد البذرة....
أمجد : لكن ربما كان ذلك الرجل "كاولينا " يضحك عليكم
الضابط : لا يمكن...."كاولينا ".....يعرف والدك جيدا....بل ويعرفك أنت جيدا
أمجد : يا الله....كل شخص يعرفني جيدا......وكيف يعرفني هو..وانا لم التق به من قبل
الضابط : ستلتقي به قريبا...وستعرف منه كل شيء...
أمجد : وماذا عن رسائل الايزو زوبين التي كانت ترسل اليّ
الضابط : اي رسائل....نحن لم نرسل لك شيئا....
امجد : مستحيل...فمن يكون اذا
الضابط : لا نعرف
امجد : ومقتل صلاح.؟؟
الضابط : نحن الذين قتلناه هو وجورج..........
امجد : وكيف قتلتم صلاح....
الضابط...: لقد تم خداع الناس بقضية انتحار صلاح..........عندما خرج صلاح من عمله ...واتصل باحدى المطاعم لطلب الغداء...قمنا بخطفه...وعرضنا عليه ان يعمل معنا.......ورفض....قمنا بحبسه في غرفة...ليفكر في الامر....لكنه حاول الهرب....من الشرفة التي كانت في الغرفة وسقط ميتا.........وعندها فكرنا بالامر...وقررنا ان نستغل ذلك لصالحنا........فحملنا جثته الى عمارته...وقمنا باستغلال وجود سور وحديقة أمام شرفته....ووضعنا الجثة تحت شرفته..ليبدو للناس انه القى بنفسه من شرفته...وإصدار صوت ارتطام..كان خدعة تم إنشائها عبر تسجيل السيارة
أمجد : وهذا يفسر كيف كانت باب شرفة شقة أمجد مغلقا من الداخل....
الضابط : صلاح اغلق كل شيء كما لو كان خارجا من منزله بشكل اعتيادي....لكنه لم يعد..
أمجد : التقل بالنسبة لكم ..امر هين
الضابط : كل ما يقف في طريقنا لابد وان يمح من على الارض...
امجد : وجورج كان من الذين يقفون في طريقكم
الضابط : نعم...وتم تسميمه بمادة البولونيوم 210 عن طريق تسليط عليه هذه المادة من احد عملائنا....في احد المطاعم التي كان جورج يتناول غداؤه فيها......
طلب الضابط من أمجد...أن يهدأ ويفكر جيدا في مستقبله....فهو الان في نظر الناس ميتا ولا قيمة له...وتعاونه مع الاف إس بي...سيعيده الى الحياة من جديد...كان يفكر في هؤلاء الأشخاص الذين يعرفونه
"كاولينا "...."بابل"......."هارون".............
عاد أمجد الى بيته....لكنه تذكر ان امه في بيته....فلم تسافر الى "البلد" بعد....لكنها لن تتحمل هو المفاجأة.....مفاجأة انه لم يمت......
وصل أمجد الى بيته....ووجد باب البيت مفتوحا........دخل الى البيت...وبدأ يخطو خطوات بطيئة في البيت ينظر أين أمه......لكن المفاجأة....انه لم يجدها.....دخل غرفته....فلم يجدها....لكنه وجد شيئا على سريره....التفت اليه ونظر اليه....انه ساعة يدوية......لكنه غريبة........بدأ يقلب فيها...ويضغط على مفاتيحها...وفجأة بدأت الساعة تكبر...وتخرج منها شاشات....كان أمجد مصدوما....ما هذه الساعة الغريبة....وتبين له لاحقا انه جهاز اليكتروني...يعمل بال"واير ليس".....وبدأ يقلب ما فيها ...فاكتشف أم المفاجآت........لقد وجد من ضمن ما فيها بيانات للرسائل التم تم ارسالها واستقبالها......
لقد وجد في صندوق الرسائل المرسلة.......تلك الرسالات التي جاءت له...باسم ايزو زوبين!!!!!!............زإذا فصاحب الساعة اليديو تلك هو أيزو زوبين..الذي كان يرسل الرسائل الغامضة!!!!!!
لكنه استقبل المفاجأة الاخرى عندما نظر في صندوق البريد....ووجد عدة رسائل.....أحدهما تخاطب "هارون"....فعرف من خلال ذلك....ان تلك الساعة تعود للعميل "هارون"....عميل الموساد!!!!!!!!!!
..بدأ يقلب في الرسائل الواردة..فاكتشف رسالة اخرى لكنها جاءت تخاطب "كاولينا"!!!!!!........والمفاجأة أن رسالة اخرى جاءت تخاطب "بابل".........
هنا فهم أمجد أن الثلاث شخصيات....ما هم الا شخصية واحدة......هي التي كانت ترسل له تلك الرسائل الغامضة...وهذه الشخصية هي.......................
..وفجأة دخلت عليه امه.......
قالت له : ماذا ...امجد..ماذا تفعل هنا...وما هذه الساعة.
امجد :أنتي يا امي.....أنتي التي كنتي ترسلي لي........أنتي "كاولينا "...و"هارون".....و"بابل".......مستحيل
ارتبكت الام...وبدأت تقول له : رسائل ماذا...وما هذه الأسماء الغريبة التي تقولها لي؟؟
أمجد : لا اصدق....انتي عميلة مزدوجة....وكنتي ترلي لي رسائل باسم ايزو زوبين...مستحيل....
أنكرت الام مرة اخرى معرفتها بتلك الرسائل...
امجد : لا تنكري....رسائل الايزو زوبين
الام : لا...اقصد ان هناك...عليك ان تهدأ....كيف عدت الى الحياة...الم تمت
امجد : لا تغيري الموضوع.......انتي التي كنتي ترسلي لي تلك الرسائل....أجيبيني هيا
الام : نعم!!!!!
امجد : مستحيل.........وأنتي "هارون"...و"بابل"....و" كاولينا"..
الام : نعم
امجد : لالا....اكيد ان احلم
الام : لا تتهمني قبل ان تسمعني للاخر..
امجد : اسمع ماذا........انتي عميلة مزدوجة لثلاث اجهزة مخابرات.......؟؟
الام : اسمعني للأخر
امجد : وكيف تم ذلك؟؟؟
صرخت الام وقالت : اسمعني...
إن أيزو زوبين التي تجري ورائها اجهزة الموساد....انا التي اكتشفته وليس والدك....وقمنا انا وهو ببيعه للموساد......من اجل المال....وعندما ضاقت علي والدك الديون قررنا ان نحتال بحيلة الايزو زوبين......وكنت اعلم بان الموساد سينتشله وسيعيده الى الحياة ...وكنت على اتصال دائم به بعد ذلك.......وبعد فترة كبيرة من العمر.....باع والدك الاكتشاف للمخابرات الروسية.......على انه هو المكتشف.....وقرر ان يأخذ المال بمفرده....ولذلك قررت الانتقام منه...وابلغت الموساد بتعاونه مع "موسكو"....وقد قاموا بتصفيته وقتله..........
وكنت ارسل لك تلك الرسائل لاني أحبك...
امجد : تحبيني ماذا...
الام : كنت احاول ان انبهك عن الخطر الذي يحاط بك.......كنت أحاول أن أنقذك....
أمجد : تنقذيني من ماذا....تنقذيني من الراحة ...تقذفيني الى الغموض...والى القلق...وتقولي كنتي تحبيني واردتي انقاذي
الام : لقد ارسلت لك اربعة رسائل....الاولى بعد العزاء....واخبرتك أنك تاخرت....تأخرت في الدخول في لعبة الايزو زوبين.......وبعد ذلك..عندما ظهرت نتائج الدي ان ايه واخبرتك....أنه ليس هناك تناقد بين رأي الدي ان ايه ورأيي.....أردت من ذلك أن اجعلك تصرف النظر في الموضوع....لأنك لن تستطيع حل اللغز........فوالدك مات امام الناس بالقلب....لكنه مات فعلا بالاختناق...ومرض بمرض منعه من الانجاب بعد أن دفن وخرج للحياة من جديد......فهو والدك وفي نفس الوقت منع من الانجاب وكان ذلك بتاثير أيزو زوبين....كان حل اللغز...في كلمة واحدة....وهي أيزو زوبين.....
أمجد : وكيف لي ان اعرف بذلك
الام : كنت اظن انك ستيأس من البحث وراءها...وستفقد الامل في حل اللغز....عندما أصعب عليك المسألة.....لأنك لا تعرف ايزو زوبين اصلا.
امجد : لكنك اخبرتيني ...ان هناك كلمة ان قلبتها حل اللغز
الام : كنت اريد ان اصعبها عليك....لتفقد الامل في حل اللغز....وتصبح يائسا...وهذا سيبعدك عن أيزو زوبين.....وسيبعدك عن التفكير في هذه القضية والبحث وراءها.....
أمجد : ولماذا أخبرتيني..ان المخابرات تحاول خداعي في العملية التي كنا سنقوم بها في فرنسا في رسالتك الاخيرة
الام : لتكون حذر....وحتى لا يتم القبض عليك من قبل الموساد
امجد : وكيف عرفتي بما يحدث لي داخل اجهزة المخابرات المصرية
الام : عرفت ذلك ولا يهم عرفت من اين
أمجد : وأخبرتيني بأن القصة ستبدا غدا في احد الرسائل.......
الام : نعم....لانني كنت اخبرت من قبل المخابرات الروسية أنهم قتلوا صلاح....فاردت ان ألفت نظرك لهذا الامر لتكن حذرا..
لم يتمالك امجد أعصابه ....بعد أن عرف ان امه هي التي تسببت في قتل والده وانها عميلة مزدوجة لثلاث اجهزة مخابرات......وأنها كانت تعلم كل شيء...
قام بخنقها.....وهي تحاول الهرب....وان تفهمه.....لكنه كان مصرا على قتلها..........حاولت الهرب.....لكنه قتلها....خنقها......وبعد أن قتلها......اتصل بالشرطة ليخبرهم بانه قتل أمه...وهو في حالة هيستيريا شديدة.............
أثناء التحقيق.....جاء السيد هشام عقيد في المخابرات المصرية...وبدا يتحدث مع أمجد........
وقال يا أمجد....لقد ارتكبت فعلا شنيعا .....لقد قتلت امك....التي تعد العين التي نرى بها ما وصلت اليه اخر الابحاث في روسيا وتل ابيب وامريكا....كانت امك عميلة مزدوجة لهم لكنها كانت تعمل معنا...
وأنت قتلت تلك العين......
امجد :اذا امي كانت تعمل لصالحكم....لصالح مصر
السيد هشام : نعم.....وعندما عدت انت الى بيتك.....كانت امك في سطح العمارة....تقوم بضبط اشارة الارسال عبر جهازها الجديد الذي قدمناه لها لكي يساعدها ذلك على التواصل معنا
أمجد : اتقصد تلك الساعة اليدوية؟؟
السيد هشام : لا.......تلك الساعة لم نعرف عنها شيئا.......لكن ذلك الجهاز قدمناه لها....بعد وفاتك....وكان يعمل ك"الريسيفر"....وهو احدى الاجهزة المتطورة....وحجمه صغير...ويبدو انها نسيت ان تغلق باب الشقة جيدا....قبل مغادرتها للسطح..
أمجد : مستحيل ما أسمعه.....
السيد هشام : اي أننا كنا نتحكم في المعلومات التي تصل الى وكالات الاستخبارات العالمية....وكنا نضع ايدينا عليها...ونعلم ماهية المعلومات الداخلة والخارجة....
أمجد : وكيف استطعتم أن تجعلوا أمي عميلة مزدوجة
السيد هشام : اخبرتك أننا نعلم تماما ما يحدث وراءنا وما يحدث في الخفاء....ولعلمك..فإن أمك هي التي جاءت لنا ...وقصت علينا القصص...وارادت ان تعمل لصالحنا...كما حدث مع أشرف مروان
السيد هشام : أتذكر عندما عملية سان لوران....التي فشلت وكان هناك كمينا لنا.......
أمجد : نعم
السيد هشام : نحن الذين أخبرنا والدتك بأن تخبر الموساد بوجود العملية....حتى نكسب ثقتهم في أمك كعميل مهم...وفي نفس الوقت يتم القاء القبض عليك...ونعلم انهم يريدونك وبالتالي فلن يؤذوك...بل سيخبروك بأخر المعلومات التي وصلوا اليهم...وتصبح أنت الاخر عميلا مزدوجا لنا....لكنك هربت...لكنهم وصلوا اليك مرة أخرى...
أمجد : لا يمكن..ما أسمعه....مستحيل
السيد هشام ...لقد تسرعت حين ما قتلت امك...كان عليك أن تخبرنا...
أمجد : لقد فقدت صوابي عندما رأيت أمي هي ذلك العميل المزدوج لثلاث أجهزة استخبارات مختلفة.....
بدأت محاكمة أمجد.....التي رأفت المحكمة لظروف قتله لأمه...ومراعاة عمله مع المخابرات المصرية......كان الحكم الصادر في حق أمجد....هو الحبس لمدة عشر سنوات!!!!.....وتم الحكم
بعد عشر سنوات
خرج أمجد من السجن بعد أن فقد وظيفته....فقد كل شيئ...اقربائه..لم يعد له شيئا ...سوى عددا من الدولارات الكثيرة التي حصل عليها من السي آي إيه...والموساد....
ذهب أمجد الى البنك....وبدأ بالكشف عن حسابه...وحصل على أمواله...وقضى ليلته الأولى في احد الفنادق....بعدها قرر أن يسافر الى مدينة بيروت
سافر أمجد الى بيروت....وهناك قرر أن يقوم بإنشاء....مطعم.....وبالفعل....بعد ستة شهور كان أمجد كان أنشأ ذلك المطعم.......
بعد سنة..
فتح أمجد حاسوبه الشخصي الجديد....وفتح بريده الاليكتروني.......ووجد رسالة جديدة........فتحها وقرأ ما فيها..........
القصة...لم تنته بعد....
المرسل : أيزو زوبين!!!!!!!!!
*********
كلمة للكاتب :
نهاية...أوجه كلمة شكر لكل من تابع رواية "أيزو زوبين"....واهتموا بفصولها...بالرغم من الإطالة....
أوجه كلمة شكر...لكل من ساعدنا في تقديم معلومة صغيرة كانت او كبيرة...
كان هدفي من القصة...هو سرد قصة بوليسية....تتتصف بالإاثارة والتشويق....تحوي عددا من الجرائم والالغاز المثيرة ....وحاولت تقديم وجبة شاملة من المعلومات الطبية والسياسية ......لكن ذلك لا يمنع من أنني كنت حريصا على تقديم "رسالة "...عبر "أيزو زوبين".....فالقصة لم تقتصر على إثارة او متعة او تشويق ...فحسب....انما.....أرد أن أقول
أن شخصية "أمجد " ماهو الا رمز........رمز لكل شاب العربي......التي تحاول أجهزة المخابرات المختلفة....الوصول اليه.......
و"بذرة" أيزو زوبين التي زرعها والده له.....ما هي الا رمز ...رمز "للقيم والمبادئ والأخلاق"....التي يزرعها الأباء والأمهات في أبنائهم............وتحاول أجهزة المخابرات..الوصول اليه.....تحاول الوصول اليه..وانتزاع تلك المبادئ والقيم.....تحاول أن تمح العقول العربية من القيم التي تعلمناها ونحن صغار......
قاموا بغزونا فكريا....بل تربويا....حاولوا أن يوهمونا أن ثقافتهم أفضل من ثقافتنا......أن عاداتهم أفضل من عاداتنا.......
وللاسف....هناك من تأثر بهم.....هناك من استسلم لغزوهم.....هناك من نزعت منه تلك "البذرة"......هناك من "استرخص" اللغة العربية....وبدأ ييشتري لغة الغرب....بدأ يتحدث اللغة الانجليزية في كل وقت..وكأنها لغته الأم....أليس ذلك غزوا فكريا
هناك من "خلع" ثياب العروبة....وبدا يرتدي تلك الثياب الأجنبية......أليس ذلك غزوا تربويا....
إن قصة أمجد مع أجهزة المخابرات....تتكرر كل يوم....بل إنها قصة لن تنتهي ابدا.......
ستظل الدول الأجنبية...تحاول وتحاول....تغيير عقول الشباب....تغيير افكار الشباب........تغيير تلك "البذرة"...التي زرعت داخلنا....فهل نحن منتهون!!!!!!!
أتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت..........وأتمنى ان تكونوا قد استمعتم بتلك الثارة والتشويق التي عرضناها لكم.....
والى اللقاء في الصيف القادم...ورواية جديدة
بقلم .......العبد لله