الفصل الثالث....أيزو زوبين

أبرز الأحداث في الفصلين السابقين :

-وفاة والد أمجد عام 1964..وأثبت الطب الشرعي ان الازمة القلبية هي سبب الوفاة..وكان أمجد يحيي ذكرى وفاة والده "الاربعين" بصحبة رفعت ابن عمه ورجلين اخرين

- اكتشف أمجد روشتة قديمة تعود لوالده..مكتوب فيها ان والده مصاب بمرض عضال يمنعه من الانجاب

- قرر أمجد ان يقوم بتحليل الدي ان ايه ليتأكد من نسبه لوالده...وعندما "فتح القبر" وجد الجثة كما هي لم تتحلل بعد أربعين عاما!!!!..وقام بكشف الوجه فتأكد من جثة والده

- قال د.اسامة وهو صديق أمجد ان تحليل (الدي ان ايه) سيستغرق اربعة وعشرون يوما تقريبا...وعلى أمجد الانتظار..

- قال رفعت لأمجد : أخشى ان تحليل الدي ان ايه يخرج لنا بمفاجأة من العيار الثقيل!!!!!

- وجد امجد على بريده الاليكتروني رسالة غامضة ..نصها كالتالي...لقد تأخرت كثيرا يا أمجد..والمرسل : أيزو زوبين!!!!!

والأن مع الفصل الثالث المثير للغاية
*******

الفصل الثالـــــــــث
العنوان : ظهور نتائج الدي ان ايه!!

إندهش أمجد كثيرا لهذه الرسالة المريبة...التي قرأ كلماتها...دون أن يفهم منها شيء...رسالة غامضة تضيف لغزا جديدا بعد لغز والده...والأغرب من هذا كله ...اسم المرسل..انه ايزو زوبين!!!!..فما معنى أيزو زوبين؟!!!..ومن يكون ذلك الرجل الذي يدعى ايزو زوبين!!!. وما الذي يريده من أمجد...وكيف عرف ببريده الاليكتروني...وكيف يعرفه هو شخصيا....وماذا عن مضمون الرسالة..(.لقد تأخرت كثيرا ..يا أمجد)....تأخر عن ماذا؟؟...ومما يبدد احتمالية وصول الرسالة خطأ لأمجد هو وجود اسم أمجد في مضمون الرسالة؟....اذا هناك شخص يعرفه ويعرف بريده الاليكتروني "الايميل" ؟!!!!!

وبالرغم من انشغال أمجد بقضية والده أكثر وعدم تحلل جثته بعد اربعين عاما ....الا أنه قرر ان يرد على صاحب الرسالة وبعث له رسالة قال فيها : من انت...وماذا تريد مني وكيف تعرفني....وما ذلك الشيء الذي تأخرت عنه؟!!!

الأحد...28-3-2004

(28 يوم قبل الكارثة)

في الواحدة ظهرا ..حيث كان أمجد في عمله...في احدى المستشفايت الكبرى....اتصل به رفعت.....واطمأن على حالته وسأله عن أيّة اخبار جديدة تخص العم "سعيد"...الا ان أمجد نفى ذلك...ثم اخبره أمجد بشأن الرسالة الغامضة التي وصلت اليه بالأمس وعن مضمونها...وظل أمجد وابن عمه رفعت يتحدثان قرابة العشر دقائق عنها...ولم يتوصلا الى شيئ!!!!

عاد أمجد الى بيته مرهقا تماما...واول شيء فعله...هو فتح حاسوبه الخاص....لينظر في شأن الرسائل الواردة...وكانت المفاجاة في انتظاره..حيث ان الرسائل الورادة تساوي.. صفرا...فلم تأت له اية رسائل!!!....

الاربعاء.....7-4-2004
(19 يوم قبل الكارثة)

كان أمجد يعاني من الاضطراب والقلق....والشرود الذهني...ولاحظ ذلك زملاؤه في العمل...وكان يتعمد الجلوس بمفرده ساعات الراحة...ويقضي وقته في التفكير والتأمل.يفكر في أشياء كثيرة...في قضية نسب ابوة "سعيد" له...ويفكر كيف لم تتحلل جثته الى الان!!...ويتأمل في شأن الرسالة الغامضة...حتى طعامه كان ضعيفا وقليلا ...ملابسه.. لم تكن بتلك الأناقة التي اعتاد الناس عليها....كان لا يهتم بنفسه كثيرا...وغياب زوجته وامه عن البيت ساعد على ذلك الأمر بالشيء الكثير ....وكان الشيء الملاحظ على أمجد..أنه يعاني حالة شديدة من الأرق والكوابيس..كانت كفيلة بغياب التركيز عنه..في العمل و في قيادته للسيارة مما ادى الى حدوث بعض الحوادث البسيطة له اثناء قيادته لسيارته..

عندما عاد أمجد في هذا اليوم ( الاربعاء السابع من شهر ابريل)... الى بيته في الواحدة صباحا(بعد منتصف الليل) ...وجد رسالة صوتية (الأنسر ماشين) تركها له رفعت..يطمئن عليه ويطلب منه ان يكلمه حين ما يعود....واتصل أمجد برفعت بالفعل....وسأله رفعت ..عن سبب تأخره للعودة الى البيت الى هذا الوقت..وماذا كان يفعل؟؟....الا ان امجد لم يجب على السؤال واكتفى ب "لا شيء".... ثم سأل رفعت امجد ثانيا عن نتائج تحاليل الدي ان ايه واذا كانت هناك اي اخبار جديدة...وعاد امجد الى غموضه ثانيا في رده وقال "لا شيء"...

الأحد ...11-4-2004
(15 يوم قبل الكارثة)

كانت الأيام بالنسبة لأمجد...يوم واحد...وهو يوم ظهور نتيجة تحليل الدي ان ايه...والمقرر بعد احدى عشر ايام تقريبا....كان يتطلع الى ذلك اليوم بشغف كبير..بدأ زملاؤه في العمل يلاحظون حالة التوهان التي يمر بها أمجد..وحاولوا ان يتحدثوا معه....الا انه كان يرجى حالته الغامضة الى "مشاكل عائلية".........وعندما عاد الى بيته اتصل بزوجته حسنية..واطمأن عليها وعلى حال أمه..واخبرها ان نتائج تحاليل الدي ان اي من المفترض ان تظهر بعد عشرة أيام او احدى عشر يوما تقريبا...ثم تحدث بعد ذلك الى والدته وظهر وكأنه يصطنع الهدوء في حديثه حتى لا يخيل الى والدته ان هناك امرا ما يخفيه عليها......

في تلك الفترة كانت علاقة أمجد بحاسوبه الشخصي اصبحت قوية للغاية..فهو يتردد عليه كثيرا وخصوصا على بريده الاليكتروني...متمنيا رؤية مصطلح "رسالة جديدة"...عبر الرسائل الواردة...الا ان ذلك لم يحدث ابدا!!!!...ليستمر امجد في قلقه وحيرته واضطرابه....

كان أمجد دائم الاتصال بهاتف الدكتور أسامة..يسأله عن موعد ظهور النتائج ...او لربما عرف اي شيئ عن قضية النسب الشائكة...الا ان د.أسامة كان يهدئ أمجد في كل مرة ويخبره بأن عليه الانتظار...

كان الانتظار بالنسبة لأمجد...هو الوقوف متجمدا امام جلاد القلق ...الذي يجلده تارة ويصفعه تارة اخرى..وهو (أمجد) لا يقوى على الهرب..او حماية نفسه.من تلك الصفعات

الخميس 22-4-2004
(يوم ظهور نتائج الدي ان ايه)
(أربـــــــعة أيــــــــــــــام قبــــــــــــــل الكارثــــــــــــــــــــة)

استيقظ أمجد بعد رحلة نوم دامت ساعتين ونصف فقط...حيث اليوم من المفترض ان يكون يوم ظهور نتائج الدي ان ايه......كان قلقا للغاية وخائفا....وكان مترقبا....هل سعيد والده ام لا....وما سر عدم تحلل الجثة بعد اربعين عاما...أسئلة كثيرة كانت تشكل له لغزا..وقد حان الوقت للاجابة عنها كاملة!!... ..فتح أمجد هاتفه الخليوي "الموبايل"..ففوجئ بشيئ مثير...انها رسالة من د.أسامة يخبره بأن تقرير الدي ان ايه سيكون جاهزا في تماما السابعة مساء اليوم...وعلى امجد الحضور..لكي يناقشه في بعض النقاط.......نظر أمجد الى ساعته انها تشير الى السابعة صباحا....اي انه متبقي اثني عشر ساعة....لكنه لم يكن يملك الصبر الكافي الذي يبقيه لاثني عشر ساعة متواصلة...قرر ان يتصل بدكتور أسامة ..وفوجئ بشيئ أخر مثير...ان د.اسامة قد اغلق هاتفه !!!!!

في هذا اليوم تحديدا....كان القلق مسيطر على أمجد بشكل جعله لا يتقن عمله ..ويرتكب الأخطاء...التي كانت من شأنها ان تجعل زملاءه يطلبون منه الراحة وهم سيتكفلون بواجباته....كان دائم النظر الى ساعته...لكن الوقت متبلد..بطيء.بالنسبة له....كان يشعر وكأن الوقت لا يريد ان يتحرك.....لكنه لم يكن يعلم..أن الدقائق كانت تعمل لصالحه...فما ينتظره في تقرير الدي ان ايه "أبشع" و"اسوأ"..مما هو عليه..لكن وقوع البلى ولا انتظاره..هو لسان حال أمجد

أنهى امجد عمله في السادسة مساءا وتوجه مباشرة الى معمل د. أسامة....ليستلم التقرير...التقرير الذي انتظره قرابة خمسة وعشرين يوما

وصل أمجد الى معمل د.أسامة في السابعة والنصف...استقبله اسامة بوجه لا هو ضاحك..ولا بعابس...وكأنه يرتدي "ماسك" قناع...يخفي من خلاله قسمات وجهه......بدأ أمجد بالكلام فقال

أمجد : أعتذر عن التأخير...لكن هيا أخبرني...سعيد والدي ام لا؟!!!

رد د.أسامة : اهدأ يا أمجد...تعالى معي الان

أخذ اسامة أمجد الى غرفة مكتبه...ثم أجلسه وجلس هو امامه...وأمجد ثانيا هو من بادر في الحديث

أمجد : هيا أخبرني....اهو والدي ام لا

اسامة: يا امجد...الموضوع اكبر من ان يكون والدك او لا

أمجد : ماذا تقصد..

اسامة : لقد اثبتت التحاليل التي اجريتها بمساعدة عددا من الاطباء ..ان سعيد النوبي...

امجد يقاطعه : هيا قلها...قلها ارجوك..قل انه والدي

اسامة : نعم انه والدك بالفعل!!!!

هنا قطع امجد حديث اسامة قائلا : يا الله....حمدا لله.....كل شيئ بعد ذلك يهون

يرد اسامة : لا أظن ذلك

امجد : ماذا تقصد

اسامة : لقد اثبتت التحاليل ان والدك لم يمت اثر الأزمة قلبية بل انه لم يكن يعاني من اي مشاكل في القلب أساسا وانما وفاته كانت نتيجة "الاختناق"...ويرجح انه اختنق في القبر...

امجد : هل تقصد ان والدي دفن حيا

اسامة : هذا ما كنا نظنه في البداية

امجد : لا افهم

اسامة :لو كان والدك دفن حيا..لكان مات في عام 1964

والدك لم يمت عام 1964.....والدك توفى قبل ثلاثة ايام من تسليمك الجثة لي...اي انه توفى في....

ثم اخذ اسامة ورقة من على مكتبه ونظر فيها وقال....في الثالث والعشرين من شهر مارس عام 2004

امجد مصدوما : مستحيل...لا يمكن ...اجزم بأن هناك خطأ ما

اسامة : ظننا ذلك ..لكننا عدنا التحاليل اكثر من مرة..وكل النتائج متشابهة

امجد : لحظة...انت تقول ان والدي توفي مختنقا في قبره...صحيح؟

اسامة : نعم

امجد : اذا لو دفن عام 1964...كان يفترض به ان يكون مات مختنقا بعدها بيوم او اثنين على اقصى تقدير ...اليس كذلك؟

اسامة : هذا صحيح

امجد : اذا فكيف عاش في القبر اربعين عاما...دون ان يختنق؟؟؟؟

اسامة : هذا ما لا نعرفه حتى الان....انا كدت اجن من هذا الامر...الا انني لم اصل الى حل

امجد : لو فرضنا ان نسبة الاكسجين تحت الارض تكفيه لان يعيش اربعين عاما...فكيف عاش دون طعام او ماء

اسامة : اقسملك ..انني بحثت في ذلك...اكثر منك..وفكرت في الامر من كل النواحي...الا انني لم اصل لشيئ....ربما هناك شخص ما دفن مكان والدك

أمجد : لا يمكن بدليل انه والدي الذي وجدته في القبر...ولو فرضنا صحة ما تقوله...فوالدي توفي عام 64...توقف قلبه تماما عن النبض..لم تكن به نبضة واحدة فلو فرضنا انه دفن في مكان اخر ثم اعادوه ثانيا..فلابد وان يعيدوه عظاما..

اسامة : لا أعلم.

يكمل اسامة ....لكن هذه ليست المفاجاة الوحيدة في تقرير الدي ان ايه!!!

أمجد : ماذا هناك بعد؟؟

اسامة : لقد اثبتنا ان والدك مصاب بمرض يمنعه من الانجاب بالفعل..وان ما أخبرتني به عن امر الروشتة صحيح تماما...وانه مرض عضال...من النادر الشفاء منه...بل ان الابحاث حاليا حوله مازالت قائمة..فما بالك عام 1964....

امجد : اذا والدي انجبني وهو مريض بمرض يمنعه من الانجاب..؟؟

اسامة : نعم

امجد : لا يمكن ما تقوله يا اسامة...

ينظر امجد الى اسامة ويربت على كتفه ويقول : اسامة ..لقد ازداد الموضوع تعقيدا ...عليك ان تساعدني

اسامة : لقد فعلت ما بوسعي..ولو كان هناك امر اعلم انني سأفيدك فيه .لفعلته دون ان تخبرني به

شكر امجد اسامة ...وقام بحمل الجثة بمساعدته ووضعها في السيارة ...استعدادا لدفنها في "البلد"....انطلق امجد من عنده...واتصل به رفعت

فأخبره امجد بكل شيئ...فصدم رفعت..وقال : الم اخبرك يا امجد ...الم اقل لك..ان تقرير الدي ان ايه قد يحمل في طياته الكثير من المفاجآت

يرد امجد : لكنني لا افهم شيئ...لقد ازدادت الامور تعقيدا.....

انهى امجد حديثه مع رفعت..وظل يفكر في ما قاله له اسامة ...سعيد النوبي مصاب بمرض يمنعه من الانجاب...لكنه والده!!!..ولم يمت عام 1964 وانما 2004!!!....ولم يمت اثر ازمة قلبية ..انما مختنق!!!!.....لكن سعيد كان يصرخ في سيارته ويقول..كيف؟؟..لقد رايته امام عيني في "الحمام"...والطب الشرعي اثبت وفاته بالازمة القلبية!!!

وصل امجد في تمام الحادية عشر مساءا الى "البلد"...وذهب الى المقابر....وعن طريق عشرون جنيها اخرى استطاع ان يعيد الجثة الى مكانها بمساعدة "التربي"...الذي لم يتردد في تقديم المساعدة مقابل اخذ العشرين جنيها!!!

بعدها ...ذهب امجد الى زوجته وامه....واخبرهما بكل شيئ....كل شيئ....وفاة والده...وسببها..وكل شيئ

ردة فعل الام كانت مختلفة عن زوجته حسنية....فامه ظلت تبكي..لما حدث ل"سعيد"..بعد وفاته...وعاتبت امجد على ذلك كثيرا...وقررت ان تقاطعه لانه فعل ذلك من ورائها....وانكرت الام "مدام ليلى"..ان يكون زوجها يعاني من اي مرض يمنعه من الانجاب...وأقسمت على ذلك!!!..وأكدت على وفاته بالازمة القلبية عام 1964!!!!

اما زوجته حسنية...فكانت الصدمة اكبر بكثير من ان تنطق بكلمة واحدة

بعد ان اشعل امجد الحريق في البيت بذكره نتائج الدي ان ايه.....خرج من عندهم وعاد الى المدينة...عاد الى بيته في الجيزة..ووصل الى هناك في تمام الساعة الثالثة فجرا...

....دخل الشقة...وجلس على الاريكة...وظل يفكر في هذه الاغاز....الام تؤكد على وفاة زوجها في 1964..والدي ان ايه يثبت ان الوفاة في 2004

الام تؤكد ان زوجها لا يعاني من اي مرض يمنعه من الانجاب..بينما الدي ان ايه يؤكد على اصابة زوجها بالمرض..

الام تؤكد ما قاله الطب الشرعي..بوفاة زوجها بازمة قلبية..والدي ان ايه ينفي ذلك..مؤكدا على ان سبب الوفاة هو الاختناق...

لو فرضنا ان الدي ان ايه..صحيحا....فهذا يجعلنا اما الغاز اكثر تعقيدا...وامورا اكثر صعوبة في الفهم..كيف لشخص ان يدفن في القبر اربعين عاما ولم يمت مختنقا طيلة هذه المدة...كيف لرجل مصاب بمرض يمنعه من الانجاب..وينجب طفلا

..."آخ يا راسي"...أطلقها امجد بعد رحلة تفكير في تلك الألغاز

الأحد الموافق 25-4-2004
قبل الكارثة بيوم واحد!!!!

استيقظ امجد كعادته في الصباح....ليذهب الى عمله....بعد ان فقد الثقة في نفسه في حل لغز ابيه...لغزا لم يعد بمقدور احد ان يحله..لغزا تعقد اكثر بتقرير الدي ان ايه...

.. ذهب امجد الى العمل..وكان يحاول أن يعوض ما اخفقه في المدة الماضية في العمل...وبدا نشيطا....في عمله مما أثار حفيظة زملائه الذين قالوا له "هذا امجد الذي نعرفه".......كان يحاول ان يلهي نفسه بالعمل عن التفكير في حل اللغز...الا أن أمجد كان بين الحين والأخر يفكر في ذلك اللغز.....وهل هناك علاقة بين تلك الرسالة اللعينة من أيزو زوبين وبين ما يخص موضوع ابيه!!!!.....ولو كان هناك علاقة ...اذا فهناك حلقة مفقودة ....تلك الحلقة التي قد يكون لها دورا ومهما في فهم ما يدور حوله....وان لم يكن هناك علاقة بين الرسائل وبين ما يحدث له....فان ذلك يصبح لغزين منفصلين...

اتصلت حسنية بأمجد تخبره بأنها تريد ان تعود غدا الى البيت..ومعها امه..لكنها طلبت منه ان يكلم أمه ويصالحها بعد ما صدر منه تجاهها...فأمه لن ترضى ان تأتي معها وهي في حالة خصام معه......وبالفعل تحدث امجد مع امه وصالحها وطالبها بأن تاتي مع زوجته غدا الى البيت.. كدليل على قبولها الصلح......

عاد امجد من عمله الى بيته....دخل البيت كعادته انطلق الى حاسوبه..يتفحصه..ويتفحص بريده الاليكتروني...وأخيرا...لقو وجد رسالة جديدة...بدأت أسارير وجه أمجد تتغير..سحب كرسي ثم جلس..وظل ينتظر الصفحة وهي تتحمل حتى تظهر له صاحب الرسالة...ثوان قليلة تفصل امجد عن صاحب الرسالة....وفجأة....ظهرت الصفحة..انها رسالة من ...أيزو زوبين!!!!!.....وكان نصها كالتالي....

هاهاها...لطالما كنت مشتاقا الى رؤية وجهك... وانت في حيرة من امرك... بين تقرير الدي ان ايه..وبين ما قالته أمك
لكن دعني أخبرك شيئا يا رجل...لو "فكرت قليلا"..ستكتشف ان ما قالته أمك يتفق مع تقرير الدي ان ايه
أشد.....ما.....يكون......الاتفاق.....
فكر قليلا..هناك خدعة واحدة....انها بسيطة..لو "قلبتها"...ستكتشف الحقيقة..والتطابق بين تقرير الدي ان ايه..وما قالته لك امك

المرسل : أيزو زوبين!!!!!

كانت الرسالة بمثابة الصدمة لأمجد...فلا يمكن ان يكون هناك تطابقا....أبدا ابدا..لكن ما الذي يقصده "بالخدعة"...وما هو ذلك الشيئ الذي اذا قلبناه انفك اللغز....اسرع امجد لحمل ورقة وقلم..وبدأ يعيد الاحداث.حدثا حدثا..منذ وفاة ابيه وحتى هذهه اللحظة..ثم قام بقلب الأحداث...لكنه لم يصل الى شيء...حاول ان يقلب الارقام...او الكلمات...لكنه لم يصل الى شيئ...لم يجد أمامه سوى رفعت.....اتصل به واخبره عن مضمون الرسالة....الا ان رفعت لم يستطع ان يصل لشيء هو الاخر....حاول الاثنين فك اللغز...لكنهم فشلوا في تحقيقه....لكن أمجد مازال يفكر في ما قاله له "ايزو زوبين"...

(فكر قليلا..هناك خدعة واحدة..انها بسيطة..لو "قلبتها"..ستكتشف الحقيقة!!!!)

لكنه...لم يصل الى حل ....

الإثنين....26-4-2004
يــــــــــــوم الكارثــــــــــــــــــــــــــــــة

استيقظ امجد كعادته في الصباح....وبعد ان اتصل بزوجته التي أخبرته أنها ستأتي إلى البيت ومعها أمه.....أغلق الاتصال...ثم ذهب إلى عمله!!!

12:30 P.M

(قبل الكارثة بنصف ساعة)

دخل أمجد الى غرفة الاستراحة....وأجرى مكالمة هاتفية مع حسنية التي أخبرته ان الساعة الرابعة عصرا هو موعد قدومها هي وامه الى البيت ا!!!!!

(قبل الكارثة بعشرين دقيقة)

قرر امجد ان يحتسي القهوة الساخنة....وقام بتجهيزها بنفسه....وبدأ يشربها على مهل....وهو يفكر ويتأمل في ما حدث له في الايام الماضية...وفي ذلك اللغز المعقد.

غيّر أمجد من طريقة جلسته....فبعد ان كان يجلس على الاريكة ....قام وذهب الى النافذة ينظر من خلالها الى الشارع...وليتسنى له مخالطة اشعة الشمس الدافئة

قبل الكارثة بخمس دقائق

نظر امجد الى النافذة فوجد شيئا غريبا....انها قطة سوداء تنظر له بشكل مثير....حاول أمجد ..الا يعيرها اهتمام...الا انها مازالت تنظر اليه بشدة

قبل الكارثة بدقيقتين

إنتهى أمجد من القهوة...والتفت الى الخلف لوضعها على الطاولة...وبعد ذلك بدأ يسمع صوت غريبا....والمثير انه يقترب ويعلو شيئا فشيئا

قبل الكارثة بدقيقة واحدة

هرع أمجد الى النافذة ليرى ان كان مصدر الصوت ..خارجي....الا انه فوجئ بأن الهدوء يسيطر على المكان من الخارج....

قبل الكارثة بعشر ثوان

نظر أمجد الى القطة السوداء ..فلم يجدها!!!......بعدها مباشرة قرر ان يخرج من غرفة الاستراحة ليكتشف مصدر ذلك الصوت.

الكــــــــــــــــــــــــــارثة!!!!
..........
.....
..
.


بقلم : مصطفى حواش