أبرز الأحداث في الفصل الأول :
- وفاة سعيد.. والد أمجد( اثر ازمة قلبية. عام 1964.وتم الحجز على كل ممتلكاته.بسبب تراكم الديون عليه..ما عدا شقة قديمة في حي الزمالك
- كان امجد يحيى ذكرى وفاة والده الاربعين في البلد عام 2004 مع اصدقائه واقربائه ( أبرزهم رفعت وابو حميد وطارق...رفعت (العازب وابن عم امجد) وابو حميد(المهندس وزوج ابنة عم.. امجد ) وطارق (مهندس الفيزياء النووية وصديق امجد))...
- ذهب أمجد الى شقة الزمالك القديمة..ليستعيد فيها الذكريات قبل ان يعود الى شقته في الجيزة وكان ذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءا...وبينما كان يقلب في الصور ويجول في انحاء الشقة..اكتشف ورقة غريبة قرا ما فيها ثم صرخ قائلا : لا يمكن...مستحيل...مستحيل!!!!!!
والأن مع الفصل الثاني
**************************
الفصل الثاني
العنوان : أيزو زوبين!!!
**************************
الفصل الثاني
العنوان : أيزو زوبين!!!
صرخ أمجد وقال .لا يمكن....مستحيل ......مستحيل.......
لقد كانت تلك الورقة...هي "روشتة"...تعود لوالده...حيث يخبره الطبيب انه (أي سعيد)....مصاب بمرض عضال لن يستطيع ان ينجب أبدا !!!!!!!!!!!!!!!.......
فإذا كان "سعيد"عقيما...لا يستطيع الانجاب.....فمن يكون أمجد اذا.....ومن يكون والده؟؟؟........... وفي أول ردة فعل لأمجد..اتصل بابن عمه رفعت
أمجد : .....مصيبة يا رفعت...سعيد ليس ابي...انا لست ابنه
رفعت : ما الذي اصابك ايها الرجل..ألم تكن معي منذ لحظات؟...
أمجد : انا أتحدث بجدية يا رفعت...لقد وجدت روشتة تعود لوالدي يخبره الطبيب انه لن يستطيع ان ينجب ابدا
رفعت : أنت بالطبع تمزح معي
امجد : اقسم لك بما اقوله
رفعت : وكيف وأين وجدت تلك الروشتة؟
أمجد : في شقة الزمالك ؟
رفعت : وما الذي أذهبك الى هناك؟
أمجد : ليست هذه القضية يا رفعت...القضية هل سعيد والدي ام لا!!!
رفعت : حسنا اهدأ...أين أنت الآن؟
أمجد : في شقة الزمالك
رفعت : حسنا انا قادم اليك
أنهى امجد مهاتفة رفعت....وظل يفكر...."هل معقول ان سعيد ليس والدي"...كان يرددها أمجد بقلق واضطراب..كان يفكر بصوت عال ويقول..أربما كنت لقيطا..وحملني والدي اقصد ذلك الرجل سعيد الى منزله واتخذني ولدا له!!......ثم قرر ان يتصل بوالدته في البلد ليعرف منها الحقيقة...فبالطبع هي تعلم الحقيقة كاملا...الا انه فوجئ بعدم تجميع الاتصال من الشبكة...
بعد نصف ساعة...جاء رفعت...ووجد أمجد في حالة يرثى لها...قال رفعت له : اين الروشتة؟....فأعطاها أمجد لرفعت....فلم يصدق رفعت عينيه!!!!!
كانت ردة فعل رفعت هي نفسها ردة فعل امجد : لا يمكن... مستحيل .....مستحيل
ثم تابع رفعت حديثه قائلا : حسنا..اتصل بأمك واسالها؟؟؟...
يرد امجد : وهل تظنني ما فعلت ذلك.
رفعت :اذا.. وماذا قالت لك؟!!
..أمجد :..لقد حاولت الاتصال بها مرارا الا ان الشبكة لا تجمع الاتصال
رفعت : وماذا ستفعل الأن؟
أمجد : سأذهب اليها الأن
رفعت :الى من؟
أمجد : ومن يكون غيرها يا رفعت..الى امي بالطبع
رفعت : أتعلم كم الساعة الان؟....انها التاسعة والنصف مساءا....ليكن ذلك في الصباح وغدا السبت اجازة
أمجد : لا يمكنني الانتظار لذلك....ساذهب الآن...هل ستأتي معي ام اذهب بمفردي....
انطلق أمجد كاالمجنون...ومعه رفعت....حتى انه نسي ان يغلق الشقة..فذكره رفعت بذلك..فصعد واغلقها باحكام........وانطلقا الى البلد
1:00 A.M
وصل أمجد الى البلد في تمام الواحدة صباحا بصحبة رفعت....واتجه الى البيت الذي تسكن فيه زوجته حسنية وامه ....وبدأ بقرع الجرس
فاستيقظت زوجته...التي اصابها القلق...من ذا الذي يقرع الجرس بهذا الشكل الجنوني دون توقف....في هذا الوقت المتأخر من الليل....
فسألت من الطارق؟....فأعرب امجد عن نفسه...ففتحت له وهي مفزعة...قائلة....ما الذي اتى بك الى هنا في هذه الساعة.؟؟
لكنه لم يجبها وقال : اين امي؟..
قالت حسنية... : انها نائمة.....
رد امجد بغضب :أين هي؟
حسنية ترد بخوف : انها في الأعلى في غرفتها...
صعد امجد كالمجنون...ووراؤه رفعت وحسنية....وبدأ أمجد يوقظ أمه ويوبخها ويتحدث معها بغضب شديد..ويسألها من انا...وهل انا ابنك ومن يكون سعيد
استغربت امه من السؤال كثيرا وقالت : ما الذي اصابك يا بني؟
قال لها بغضب : أجيبيني هيا؟....هل انتي امي ام لا وهل ذلك الذي يدعي سعيد هو ابي؟
ترد الام مندهشة : "ذلك الذي يدعي سعيد"....هل هناك احد يتحدث عن والده بهذه الطريقة...ما الذي أصابك يا أمجد
بدأ أمجد يفقد صبره...ولم يعد في قوس صبره أية منزع...فأمسك بذراعيها وقال لها صارخا....أجيبيني هيا
هنا تدخل رفعت ...وقال : ماذا تفعل يا أمجد...هل جننت....
كانت الأم منهارة من تصرف ابنها الغير مبرر............وبدأ رفعت بتوضيح الأمور للأم...واخبارها بأمر الروشتة
قاطعت الام حديث رفعت وقالت : ما هذا الهراء يا رفعت...سعيد زوجي لم يكن مصاب بأي مرض يمنعه من الانجاب...وهو والد أمجد..وليس هناك شك في ذلك
قال امجد : آه يا رأسي ...لا اعلم اصدق من واكذب من؟
ترد الام حزينة : أتكذب أمك يا امجد؟؟
يرد امجد : وماذا تقولين في تلكم "الروشتة"؟؟
طلبت حسنية من امجد ان يكف عن هذا الحوار لان امه مريضة....وهذا زائد عن الحد....والوقت متأخر...وبعد ذلك
سحب رفعت امجد الى خارج البيت....وقال له ماذا فعلت ايها المجنون....انها أمك...حتى ولو لم تكن امك....فهي التي قامت بتربيتك وعليك احترامها..
لكن أمجد لم يرد...وامسك بهاتف رفعت "الموبايل" واتصل بدكتور اسامة
شخصية د.اسامة.......الاسم : أسامة مراد فهمي
العمر : 40 عاما
الوظيفة / المؤهل : دكتوراه في التحاليل الطبية ويعمل في المعامل الجنائية لتحليل ال
العمر : 40 عاما
الوظيفة / المؤهل : دكتوراه في التحاليل الطبية ويعمل في المعامل الجنائية لتحليل ال
DNA
دوره في القصة : زميل أمجد وصديقه
قال رفعت: بمن تتصل في هذا الوقت؟
لم يجبه امجد....وظل جرس هاتف د.أسامة يقرع حتى رد
اسامة.وصوته يغلبه النعاس..السلام عليكم من معي
امجد : انا امجد يا اسامة
اسامة : امجد!! ماذا هناك؟؟
امجد : اعتذر عن هذا الاتصال المفاجئ في هذا الوقت..لكن الامر عاجل
كان رفعت ينظر الى المكالمة ولم يعلم بما يفكر به امجد!!!!!!...وسأل نفسه من اسامة ذلك الذي يتصل به الان؟!!!
اسامة : لا عليك يا أمجد..ماذا هناك؟
أمجد...هل يمكن لتحليل الدي ان ايه ان يثبت ابوة النسب لشخص بعد وفاة الاب باربعين عاماّّّ؟؟؟
أسامة : نعم...هناك بعض المعدات الحديثة التي تساعدنا في ذلك الأمر في الوقت الحالي... الا ان الامر ليس بهذه السهولة
أمجد : اذا هل يمكن لي الاعتماد عليك في امر كهذا؟؟؟..
اسامة : لا بأس....احضر لي ما تبقى من العظام وعينة من الابن المراد اختبار نسبه...لكن احذر وانت قادم نحوي...فهذا امر مخالف للقانون..فلا يمكن استخراج جثة وتحليلها الا باذن من النيابة ...احرص على أن تأتي بها الى معملي قبل السابعة صباحا
شكر أمجد أسامة ..واخبره بانه سياتي مبكرا قبل السابعة صباحا الى معمله
أنهى امجد الاتصال....وسأله رفعت : من اسامة هذا ؟ وما الذي تريد ان تفعله بالدي ان ايه.....فاخبره أمجد ما يدور في عقله ودور اسامة في الدي ان ايه
انطلق أمجد بصحبة رفعت....الى المقبرة ..وكان "التربي " نائما...فايقظه أمجد مستغلا هدوء الليل وصمته .. وطلب منه اداة للحفر واعطى له عشرين جنيها....
وذهب امجد الى قبر والده والمكان الذي دفن فيه..........توقف قليلا...وتذكر ابيه..تذكر لحظة الدفن وكان عمره خمسة سنين آنذاك... تذكر لحظة قدوم عمه اليه في ذلك اليوم وقوله له (لقد اصبحت رجل البيت يا أمجد من الأن) .وبالرغم من صغر سنه في ذلك الوقت الا ان هناك احداث لا يمكن ان تمحى من الذاكرة وكأن شريط الذكريات الذي مضى من اربعين عاما يعود ثانيا في مخيلة امجد.....ثم بدأ بالحفر....لجمع العظام.. كان يحفر.. وهو يفكر..أهو والده ام لا..ثم يستريح قليلا فيكمل رفعت الحفر بدلا منه....وبعد ذلك ..كانت المفاجأة في استقبال الجميع......المفاجأة التي لم يتوقعها احد....... فالجثة.......................كما هي!!!!!!!!!!!!!!!!!!......لم تتحلل بعد اربعين عاما!!!!!!!!!!!!!!!.."فالكفن" مازال موجودا وكل شيء...وكأنه قد توفي بالأمس!!!!....وقف امجد ورفعت و"التربي"..اكثر من خمس دقائق في ذهول عميق..لم يصدقوا ما رأوه...حالة من الصمت عمت على "الثلاثة"...لا أحد يستطيع ان يتحدث...قطع امجد ذلك الصمت وقال.
امجد : مستحيل..بعد اربعين عاما لم تتحلل الجثة !!!!...ربما ذلك ليس بقبر والدي...بل هو كذلك ليس قبر والدي
يرد رفعت : اشعر وكأني في كابوس
التربي : اني أعمل في تلك المهنة بعدد السنين التي قضاها ذلك المتوفي في قبره ولم يحدث لي ذلك ابدا
اقترب أمجد بخطوات بطيئة للغاية...وكأنه ما اراد ان يخطو تلك الخطوات أبدا..بل انها تعد الخطوات الأبطأ لأمجد....خطوات تحركها نحو جثة والده..اقترب منه كثيرا...ثم مدّ يده وبدأ يتحسس الكفن...بالفعل الجثة كما هي!!!!!....كان يحاول نزع الوجه لينظر الى الجثة ويتأكد منها....وبعد محاولات...استطاع ان يكشف الوجه....وجه الجثة....الجثة التي توفيت منذ اربعين عاما...وهنا تلقى امجد صاعقة ....حينما رأى الوجه!!!!......فالوجه هو وجه أبيه سعيد بالفعل!!!!!!.....بكى أمجد وهو مصدوم...كان يفكر لكنه كالمشلول...كان ينظر الى والده...الى وجهه....لقد تغير كثيرا..علامات "الشيخوخة" بادية عليه...كأنه كان حي طوال الاربعين عاما الماضية...بل انه كذلك...لا لا ليس كذلك....يا الله...ما اصعب الموقف الذي يمر به أمجد...موقف لم يعد للعقل والمنطق مكان فيه...
وبعد ان تجاوز امجد مرحلة الاندهاش هو ورفعت ..حملا الجثة الى السيارة ثم عادا لردم الحفرة من جديد تحت انظار ذلك "التربي" الذي سمح لهم بكل ذلك مقابل عشرون جنيها
تحرك أمجد من البلد متجها الى المدينة ...وتحديدا الى معمل د.اسامة الخاص.........وفي الطريق كان الصمت هو الحديث الذي دار بين أمجد ورفعت...فكل منهما..يتحدث مع نفسه..يتحدث مع مخيلته..كل منهم لا يصدق ما حدث لأمر الجثة....كيف لجثة تظل تحت الأرض اربعين عاما ولم تتحلل!!!....
يقطع أمجد حالة الصمت تلك التي عمّت في السيارة قائلا : لا أصدق ما يحدث لي...والدي ليس بوالدي...وجثته لم تتحلل بعد أربعين عاما...وكل هذا اكتشفه في يوم واحد....اه يا ربي...ما هذا الذي يحدث لي
يرد رفعت مصدوما : اتمنى ان تتوقف المفاجآت عند هذا الحد
امجد : ماذا تقصد
رفعت : أخشى ان تحليل الدي ان ايه يخرج لنا..بمفاجأة اخرى من العيار الثقيل!!!
أمجد : مثل ماذا
رفعت : لا اعلم...لكن الان..أصبحنا عرضة لأي مفاجأة قد لا تخطر على البال!!
بدأ أمجد يفكر في كلام رفعت....حيث ان رفعت على صواب...وكلامه مقنع للغاية...فقد يحمل ذلك التحليل....تحليل الدي ان ايه ...مفاجأة أخرى لم تخطر على بال احد...ولم لا!!!
5:00 A.M
اتصل امجد باسامة يخبره عن قرب وصوله الى معمله...وعليه ان يكون مستعدا لاستقباله في المعمل
6:00 ِA.M
وصل امجد بصحبة رفعت ومعهما الجثة الى المعمل وكان اسامة في انتظارهما....جلس رفعت في السيارة..وحمل أمجد الجثة بمفرده ودخل بها المعمل حيث وجد اسامة في انتظاره
بعد السلام والتحية
قال اسامة : ما هذا ؟..ألم تخبرني يا امجد ان الوالد توفي منذ اربعين عاما؟
يرد أمجد :نعم...لكنني وجدت الجثة كما هي!!!
اسامة : مستحيل!!..هذا هراء...لمن هذه الجثة يا امجد
امجد : انها .....لوالدي!!
اسامة : ماذا...والدك؟
اخبر امجد اسامة بما حدث وما راى..وبحقيقة امر الروشتة....وان امه نفت الموضوع الا انه قرر التأكد بنفسه
وبمساعدة أمجد حمل اسامة الجثة الى معمله ووضعها في مكان آمن خاص...
وسأله امجد كم يستغرق تحليل الدي ان ايه؟؟؟؟
فاجاب اسامة : في حدود 24 يوما.....(اي تقريبا في الثاني والعشرين من شهر ابريل!!!!!!)..............( قبل أربعة أيام من حدوث الكارثـــــــة)
امجد : ياااه انه لوقت طويل....الا يمكن الاسراع اكثر من ذلك
اسامة : لا يمكن...سافعل ما بوسعي
شكر امجد اسامة.ثانيا..على كل ما يقوم به... ثم عاد الى سيارته حيث رفعت بانتظاره داخلها...وانطلقا ....وفي الطريق اخبر أمجد رفعت بأن النتائج ستظهر بعد اربعة وعشرين يوما
فرد رفعت : يا الله...لا يمكنني الانتظار لذلك الوقت لمعرفة الحقيقة
أمجد : ولا أنا...لكن ليس امامنا سوى الانتظار....ثم أخذ امجد شهيقا عميقا وقال....الانتظار القاتل.......وبعد أن أوصل رفعت الى بيته..غادر أمجد متجها الى بيته في منطقة الجيزة
ووصل الى البيت في تمام الساعة الثامنة صباحا..
دخل أمجد البيت وهو يشعر بالتعب والارهاق...والحيرة والقلق...فما حدث له اشبه بفيلم خيالي.....بعدها بنصف ساعة نام أمجد وغاص في سبات عميق
في ظهر اليوم التالي وهو يوم السبت الموافق
27-3-2004.....
(قبـــــــــــــل الكارثـــــــــــــــة ب29 يوما)
27-3-2004.....
(قبـــــــــــــل الكارثـــــــــــــــة ب29 يوما)
2:30 P.M
استيقظ أمجد من نومه...لكن تفكيره لم ينقطع...فكان يفكر في ما حدث له بالامس...في كل موضع من مواضع جلوسه في البيت كان يفكر...وهو نائم وهو جالس وهو قائم...ثم بعد ذلك
اتصل بزوجته يخبرها بتحليل الدي ان ايه وكيف ان الجثة لم تتحلل بعد اربعين عاما...وصدمت حسنية بشكل كبير وكان ردها : مستحيل...ربما لم يكن قبر والدك ولا جثته..لكن امجد أكد لها بأن القبر هو قبر والده والجثة جثته
وبعد ان تداركت حسنية الموقف
....طلبت من امجد عدم اخبار امه بذلك....حتى لا تحزن على ما يحدث لزوجها بعد موته.....كما طالبته بعدم مواجهة أمه الى حين ظهور نتائج تحليل الدي ان ايه والتأكد من الأمر.
انهى امجد الحديث مع زوجته....وفتح حاسوبه الاليكتروني "اللاب توب".....ودخل على بريده الاليكتروني واكتشف ان هناك رسالة جديدة فقام بفتحها ..لتصبح بذلك المفاجأة الثالثة له في اقل من 48 ساعة
وكان نص الرسالة كالتالي ...
لقد تأخرت كثيرا.....يا أمجد
المرسل : أيزو زوبين!!!!!
......
..
.
بقلم : مصطفى حواش
المرسل : أيزو زوبين!!!!!
......
..
.
بقلم : مصطفى حواش