الاسكندر الأكبر...هل هو ذو القرنين المذكور في القرآن ؟؟؟!!!
------------------------------------------------------
من أكثر المعلومات المغلوطة والمنتشرة بين الناس أن الاسكندر الأكبر هو "ذو القرنين" المذكور في القرآن الكريم,والحقيقة أن هذا الموضوع قد أثار لغطاً كثيراً بين الناس باعتباره من الموضوعات الشيقة نظراً لغموض
شخصية ذي القرنين وكونه غير مذكور بصورة واضحة في التاريخ الانساني أو العالمي بهذا الاسم
لذا اتجه معظم المؤرخون إلى نسبه إلى أي قائد تاريخي مشهور وكان منهم "الاسكندر الأكبر" ...
-لماذا الحديث عن الاسكندر؟؟
-----------------------
تكمن عظمة الاسكندر الاكبر ليست في كونه قائد عسكري عظيم فحسب,ولكن لأنه قاد جيوشه
وتغلغل به في دول عظمى في القارات الثلاث القديم,وكل ذلك في حياته التي لم يتجاوز
فيها سن الـ 33 .... !!!!
يتضح طبعا من كل هذا أن الاسكندر الأكبر هو قائد وحاكم عظيم سافر في معظم البلاد وبالتالي ينطبق
عليه الوصف القرآني إلى حد ما...
***ملحوظة مهمة :- الجزء القادم من الموضوع هو سرد لسيرة الاسكندر الأكبر وهو جزء ممل جدا
لمن لا يحب القراءة في التاريخ,لذا يمكنك مجاوزته مباشرة إلى آخر جزء من الموضوع وهو حقيقة "ذو القرنين"...
***ملحوطة تانية مهمة برضه:-طبعا انا شخصيا ما انصحش بأنك تعمل كده لان كل معطيات نفي أن ذي القرنين
هوا الاسنكدر الاكبر موجودة في سيرته ...
-حياته:-
--------
ولد الاسكندر الأكبر في بلدة "بيلا" في مقدونيا القديمة سنة 356 ق.م ... ابن الملك فيليب حاكم مقدونيا
في ذلك الوقت وأحد أنجب تلامذة الفيلسوف الأعظم أرسطو حيث درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه على
الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة.
اعتلى العرش بعد اغتيال والده سنة 336 ق.م أي بالعشرين من عمره...فوجد نفسه محاطًا بالأعداء ومهدد بالتمرد
والعصيان من الخارج. فتخلص مباشرة من المتآمرين عليه وأعدائه في الداخل فحكم عليهم بالإعدام.
-حماية مقدونيا واليونان:-
-----------------------
كقائد لجيوش اليونان قام الإسكندر بحملة ناجحة ضد الفرس إلى نهر الدانوب وفي عودته سحق في أسبوع واحد الذين كانوا يهددون أمته من شعوب الليرانس Illyrians مرورا
بمدينة Thebes اللتان تمردتا عليه حيث قام بتحطيم كل شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشعر اليوناني بيندار
(Pindar)، وقام بتحويل السكان الناجون والذين كانوا حوالي 8،000 إلى العبودية. وكانت سرعة الإسكندر في
القضاء على Thebes بمثابة عبرة إلى الولايات اليونانية الأخرى التي سارعت إلى إعلان رضوخها على الفور.
-المواجهة الأولى مع الفرس:-
---------------------------
بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في عام 334 قبل الميلاد حيث قاد جيشا مكونا من 35،000 مقدوني وضباط
من القوات اليونانية، وعند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة، قابل جيشا من الفرس والمرتزقة
اليونان الذين كانوا حوالي 40،000 وقد سحق الإسكندر الفرس وكما أشير في الكتابات القديمة خسر 110 رجلا فقط.
وبعد هذه الحرب الضارية أصبح مسيطرا على كل ولايات آسيا الصغرى.
-مواجهة داريوس الثالث:-
------------------------
وباستمرار تقدمه جنوبا، واجه الإسكندر جيش الفرس الأول الذي قاده الملك داريوس الثالث في أسوس في شمال شرق
سوريا. ولم يكن معروفا كم عدد جيش داريوس والذي أحيانا يقدر بعدد يبلغ حوالي 500،000 رجل ولكن المؤرخين
يعتبرون أن هذا العدد مبالغ فيه. ومعركة أسوس في عام 333 قبل الميلاد انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة
داريوس هزيمة نكراء، حيث فر شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده الذين عاملهم الإسكندر معاملة جيدة وقريبة لمعاملة
الملوك. وبعد استيلاء الإسكندر على مناطق سورية الداخلية وحتى نهر الفرات واتجه نحو الساحل السوري غربا ومن
سورية اتجه جنوبا وقدمت مدينة صور المحصنة بحريا مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر إلا أن الإسكندر اقتحمها بعد
حصار دام سبعة أشهر في سنة 332 قبل الميلاد ثم احتل غزة ثم أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي
عام 332 على رأس نهر النيل بنى مدينة سميت الإسكندرية (سميت على اسمه فيما بعد). وسيرين العاصمة القديمة
لمملكة أفريقيا الشمالية والتي خضعت فيما بعد هي الأخرى وهكذا يكون قد وسع حكمه إلى الإقليم القرطاجي.
-تتويجه كفرعون لمصر:-
----------------------
في ربيع عام 331 ق.م. قام الإسكندر بالحج إلى المعبد العظيم ووسيط الوحي آلهة الشمس آمون-رع (Amon-Ra)
المعروف بزيوس (Zeus) عند اليونان، حيث كان المصريين القدامى يؤمنون بأنهم أبناء إله الشمس آمون-رع وكذلك
كان حال الإسكندر الأعظم
وقد أتى الحج الذي قام به الاسكندر ثماره فنصبه الكهنة فرعونا على مصر وأحبه المصريون وأعلنوا
له الطاعة والولاء واعتبروه واحدا منهم ونصبه الكهنة ابنًا لآمون وأصبح ابنًا لكبير الآلهة حيث لبس تاج آمون وشكله
كرأس كبش ذو قرنين، فلقب بذلك "الإسكندر ذو القرنين".. بعدها قام بالعودة إلى الشرق مرة أخرى.
-نهاية داريوس:-
----------------
أعاد الإسكندر ترتيب قواته في صور بجيش مكون من 40،000 جندي مشاة و7،000 فارس عابرا نهري دجلة
والفرات وقابل داريوس الثالث على رأس جيش بحوالي مليون رجل بحسب الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على
هذا الجيش وهزيمته هزيمة ساحقة في معركة جاوجاميلا في 1 أكتوبر عام 331 ق.م. فرَ داريوس مرة أخرى كما فعل في
(معركة أسوس) ويقال بأنه ذبح في ما بعد على يد أحد خدمه,وبذلك قضى الاسكندر
على الامبراطورية الفارسية في ذلك الوقت...
-حصار بابل:-
--------------
حوصرت مدينة بابل بعد معركة جاوجاميلا وكذلك مدينة سوسة حتى فتحت فيما بعد، وبعد ذلك وفي منتصف فصل
الشتاء اتجه الإسكندر إلى بيرسبوليس عاصمة الفرس. حيث قام بحرقها بأكملها انتقاما لما فعله الفرس في أثينا في عهد
سابق. وبهذا الاجتياح الأخير الذي قام به الإسكندر أصبحت سيطرته تمتد إلى خلف الشواطئ الجنوبية لبحر الخزر
متضمنًا أفغانستان وبلوشستان الحديثة وشمالاً من باكتريا وسوقديانا وهي الآن غرب تركستان وكذلك تعرف بآسيا
الوسطى. أخذت من الإسكندر ثلاث سنوات فقط من ربيع 333 إلى ربيع 330 ليفتح كل هذه المساحات الشاسعة. وبصدد
إكمال غزوه على بقايا إمبراطورية الفرس التي كانت تحوي جزءًا من غرب الهند، عبر نهر إندوس في عام 326 قبل
الميلاد وفاتحا بذلك البنجاب التي تقرب من نهر هايفاسيس والتي تسمى الآن بياس وعند هذه النقطة ثار المقدونيين
ضد الإسكندر ورفضوا الاستمرار معه فقام ببناء جيش آخر ثم أبحر إلى الخليج العربي ثم عاد برًا عبر صحراء ميديا
بنقص كبير في المؤونة فخسر عددًا من قواته هناك. أمضى الإسكندر حوالي سنة وهو يعيد حساباته ويرسم مخططاته
ويحصي المناطق التي سيطر عليها في منطقة الخليج العربي للاستعداد لاجتياح شبه الجزيرة العربية.
-موته:-
--------
عاد الإسكندر إلى مدينة بابل في ربيع 323 ق.م في بلدة تدعى الأسكندرية على نهر الفرات في بلاد مابين النهرين اي
العراق حاليا, حيث قام الإسكندر بنصب معسكره بالقرب من نهر الفرات في الجهة الشرقية منه, لذا سميت هذه المنطقة
باسمه بعد موته. حيث انه بعد مده وبالتحديد في شهر يونيو من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركًا
وراءه إمبراطورية عظيمة واسعة الأطراف.
-هل هو ذو القرنين ؟؟؟!!!
-----------------------
من خلال كل ما سبق يتضح أن الاسكندر الأكبر كان رجلاً قاتلاً ,بغض النظر عن قيادته العسكرية الفذة ...
لم يكن مؤمناً أو عابداً لله كما وصفه القرآن,بينما أن معظم المؤرخين المسلمين يقولون باحتمالية أن "ذي القرنين"
كان نبياً ,وإن لم يكن نبياً فإنه كان رجلاً عابداً لله على دين التوحيد,وهذا ما ينتفي تماماً عن الاسكندر الأكبر...
السبب الأخير للنفي هو أن من أهم أعمال "ذي القرنين" المذكورة في القرآن هو بناء سد "يأجوج ومأجوج"
وهو ما لم يذكر في سيرة "الاسكندر الأكبر" بأي صورة أو شكل من الصور مع العلم طبعا أن سيرة الاسكندر معروفة
بكل تفاصيلها ...
يقول الشيخ "سيد قطب" رحمه الله ...
"وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا وغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله."
- إذا...من هو ذو القرنين ؟؟؟!!!
----------------------------
الحقيقة أن حقيقة شخصية هذا الرجل هو من ألغاز التاريخ , ولكن هناك العديد من المقولات التي تفترض
عدة شخصيات سأذكرها على سبيل الحصر لا التفصيل ...
*الملك الفارسي: سايروس الأعظم ...
*الملك العربي: المنذر الأكبر بن ماء السماء ... أحد ملوك شمال الجزيرة العربية في التاريخ القديم...
*الملك العربي: تبع الأقرن ...أحمد ملوك جنوب الجزيرة العربية في التاريخ القديم لدولة "تبع" المندثرة
والمذكورة في القرآن ...
*المصــــــــادر*
----------------
ويكيبيديا ومواقع أخرى ...