معوض لقناة بى بى سى ونشرته صحيفة "المصرى اليوم" المستقلة سأل معوض
الكابتن حسن السؤال الذى يسأله الجميع فى العالم "لماذا لا يوجد لاعب قبطى
بالمنتخب المصرى بالرغم من أن نسبتهم لا تقل عن عشرة بالمائة" حسب ما قالة
المذيع، فأجاب شحاتة بالإجابة المعتادة "فيه هانى رمزى ومحسن عبد المسيح"،
فأجاب المذيع "هذا فى الماضى إننى أتكلم عن الآن"، فقال له الكابتن حسن"
والله دى حاجة بتاعة ربنا إنه لا يوجد لاعبين أقباط بالأندية".
ثم استطرد شحاتة "أنه لو ظهر لاعب جيد بالأندية سيضمه للمنتخب" وهنا
بالطبع نطمئن شحاتة وغيره إذا ظل هذا الوضع المتطرف على ما هو عليه.
فاطمئن يا كابتن شحاتة فالتجفيف يبدأ من المنبع من قطاعات الناشئين وأسوار
أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى بل حتى معظم أندية الدرجة
الأولى أصبحت مثلها مثل جامعة الأزهر لا يدخلها غير المسلم، وهنا أحيلك
إلى الكاتب الأستاذ سامى البحيرى ليحكى لك ما حدث مع صديقة المسيحى
الموهوب جدًا "ماجد نبيه ميخائيل" حينما اختاره المدرب الأجنبى للأهلى فى
ذلك الوقت وذهب للإدارة ليملأ الاستمارة وسأله الموظف السؤال الذى يُسأل
لكل قبطى "اسمك إيه يا ابنى" فقال له "ماجد" قال له ماجد إيه قال له
"نبيه" قال له نبيه إيه فقال له "نبيه ميخائيل" وهنا توقف إدارى الفريق عن
الكتابة فوراً وقال "إحنا مش هنقدر ناخدك السنة دى تعال السنة الجاية
إنشاء الله" وحسب ما ذكره البحيرى أن ماجد ظل يبكى وسار على قدميه من مقر
النادى الأهلى إلى شبرا، حيث يسكن وبالطبع كان سبب الرفض هو "ميخائيل".
اطمئن يا كابتن شحاتة فالأندية أصبحت مثلها مثل باقى الوظائف العليا التى
لم ولن يدخلها الأقباط بسبب ديانتهم. اطمئن يا كابتن شحاتة فمصر ليست دولة
متسامحة مثل غانا تلك الدولة التى يقدر عدد أقليتها المسلمة إلى أغلبيتها
المسيحية تمامًا مثل عدد الأقلية المسيحية إلى الأغلبية المسلمة فى مصر
ولكن شتان الفارق فمنتخب غانا به ستة لاعبين مسلمين وهناك المئات بالأندية
ولا أعتقد أن مجموع اللاعبين المسيحيين فى تاريخ مصر الكروى مجتمعين وصلوا
إلى ستة لاعبين. أطمئن فالمناخ الرياضى عامة بكل عناصره الفنية والإدارية
أصبح شديد التزمت واللباس الدينى والشورت الشرعى ملأ الملاعب وأصبحت
التصريحات الدينية التى تخرج من اللاعبين أكثر من التصريحات الفنية للدرجة
التى أصبحنا نعتقد أن جهاز الرياضة سيتبع وزارة الأوقاف قريبا، وياليته
تدين مقرون بالفضيلة فنفس اليد التى يسجد بها اللاعب هى نفس اليد التى
يوقع بها اللاعب على أكثر من عقد لأكثر من نادى، ونفس الفم الذى قبل به
لاعب مصرى الأرض شكراً لله هو نفس الفم الذى قبل به اللاعب صديقته
الدنماركية فى المطار بعد الفوز بالبطولة. اطمئن يا كابتن شحاتة فليس هناك
أمل فإذا كانوا يقتلونهم فى الكشح والعياط والعديسات ونجع حمادى وسمالوط
وديروط فهل سيجعلونهم يلعبون بالأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد.
اطمئن يا كابتن شحاتة فلا أحد يشعر بالأسف لهذا المشهد بل بالعكس يبررون
هذا الظلم، فالأستاذ كمال عامر فى مجلة "روز اليوسف" الأحد الماضى يبرر
عدم وجود أقباط فى الأندية لأن " كرة القدم لا تستهويهم" بالرغم من أنه فى
نفس المقالة يقول إن كأس قداسة البابا شنودة يتنافس عليه أكثر من 700 فريق
كلهم من الأقباط. ثم يقول عامر إن فى الأندية التى يشارك فى ملكيتها أقباط
بها خمسة لاعبين فقط والغريب أن الأستاذ عامر لا يتعجب من أن ثلاثة أندية
بها خمسة لاعبين مسيحيين وهناك ستة عشر فريقا فى الدورى المصرى ليس بها
لاعب أو مدير فنى أو إدارى مسيحى واحد.
اطمئن يا كابتن شحاتة فالكرة أثبتت أن بعض عناصر اللعبة يفضلون
المسيحى الغانى والإنجولى والنيجيرى أن يلعب بجواره لكن كله إلا المسيحى
المصرى. يا كابتن شحاتة عدم وجود قبطى بالأندية المصرية ليس "شىء بتاع
ربنا" كما قلت فى حديثك "فالظلم" ليس من عمل ربنا على الإطلاق وأنت تعلم
جيدًا السبب الحقيقى واسأل زملاءك مدربى الناشئين ومدارس الكرة فى كل مصر
واسأل الشيخ المعتدل رضا طعيمة والذى يعلم ما يحدث للمواهب القبطية
بالأندية ولهذا قال فضيلته "إن القبطى الموهوب الذى يرفضه أى نادى فى مصر
بسبب دينه عليه أن يذهب إلى القضاء ضد هذا النادى".
اطمئن يا كابتن شحاتة فلم أجد ولن تجد وطنا يتعاون فيه كل مجالات الحياة
من سلطة تنفيذية وتشريعية إلى تعليم وإعلام وثقافة حتى الفن والرياضة،
الجميع يتعاون للقضاء على وحدتها الوطنية وقطع كل مصادر الحياه عن أقليتها
المسالمة إلا فى بلادنا الحبيبة مصر
*******
مقال منقول.