قرية (سبرباي) إحدى ضواحي مدينة طنطا، ونشأ في أسرة اشتهر عنها النظام
والانضباط حيث كان والده القائمقام (عقيد) محمد رياض عبدالله قائد (بلوكات)
الطلبة بالكلية الحربية والذي تخرجت على يديه أعداد كبيرة ممن تولوا مناصب
قيادية داخل المؤسسة العسكرية المصرية.
بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية الطب تمشياً مع رغبة
أسرته، لكنه بعد عامين من الدراسة آثر الالتحاق بالكلية الحربية التي كان
يجد في نفسه ميلاً شديداً إليها، وتخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان. حيث
عُين بعد تخرجه في سلاح المدفعية، والتحق بإحدى البطاريات المضادة
للطائرات في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942 حيث
اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الإيطالية والألمانية.
في عام 1944 نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية وكان ترتيبه الأول في
التخرج، وفيما بين عامي 1945 ـ 1946 أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة
للطائرات في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في بريطانيا بتقدير امتياز.
وانتسب لكلية التجارة وهو برتبة فريق لإيمانه بأن الإستراتيجية هي
الاقتصاد. وقد أجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية
والروسية. وخلال عامي 1947 ـ 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في
القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين،
ومُنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.
تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951 وكان وقتها برتبة
مقدم، ثم عُين قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية عام 1953،
وفي العام التالي اُختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح
المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد
السوفيتي عام 1958 لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية، وأتمها في
عام 1959 بتقدير امتياز وحصل على لقب (الجنرال الذهبي)، وبعد عودته شغل
منصب رئيس أركان سلاح المدفعية عام 1960 ثم نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة
أركان حرب القوات المسلحة عام 1961، وأُسند إليه منصب مستشار قيادة القوات
الجوية لشؤون الدفاع الجوي.
اشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة
للطائرات خلال عامي 1962 ـ 1963، وفي عام 1964 عُين رئيساً لأركان القيادة
العربية الموحدة، ورُقي في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها
دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا.
وحينما اندلعت حرب 1967 عُين الفريق عبدالمنعم رياض قائداً عاماً للجبهة
الأردنية، وفي 11 يونيو 1967 اُختير رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة
المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك الفريق
أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.
أشرف على خطة القيادة المصرية لتدمير خط بارليف ورأى أن يباشر تنفيذها
بنفسه، وأثناء الاشتباكات العنيفة التي حدثت بين القوات المصرية
والإسرائيلية في 9 مارس 1969 من السويس جنوباً إلى القنطرة شمالاً أصر على
زيارة الجبهة، وفي ظهر ذلك اليوم أصر على زيارة إحدى وحدات المشاة الفرعية
التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 متراً، وما إن وصل
إلى تلك الوحدة حتى وجهت إليهم إسرائيل نيران مدفعيتها، واستمرت المعركة
التي كان يقودها بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات
المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا
القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبدالمنعم رياض بعد 32 عاماً قضاها عاملاً في
الجيش متأثراً بجراحه. نعاه الرئيس جمال عبدالناصر ومنحه رتبة الفريق أول
ونجمة الشرف العسكرية