------------------------
أنا أحمق!!!
قلتها لنفسي متأخراً جداً!!!
لماذا أنا أحمق؟؟!!! حسبتكم تعلمون السبب!!
حسناً,سأخبركم لم؟
لعلكم تتعظون,ولا تخطئون خطئي!!
**********
أنا طالب أدرس في السنة الثانية من المرحلة الثانوية,اسمي؟؟
لا يهم أن تعرفوه.
كالعادة في كل يوم دراسي,لا يوجد جديد...
الحصة الأولى,لا أحضرها,الثانية,أقضيها في المقهى المجاور للمدرسة
والثالثة,في غرفة المدير ليسمح لي بدخول المدرسة,وباقي الحصص
نائماً في الفصل,يوم جميل,أليس كذلك؟؟!!
خرجت من المدرسة ذلك اليوم,عائداً إلى منزلي.نظرت إلى جانب الطريق
فوجدت ثلاثة من سكان الحي ينظرون إلي,لماذا أتحدث عن هؤلاء الثلاثة بالتحديد,لأني وبكل
صراحة لا أطيقهم,إنهم يصرون دائماً على ارتداء تلك الملابس السوداء
تشبهاً بفرق الغناء الأجنبية الذين يطلق عليهم الشيطانييون Satanics
تلك الفرق التي تتشدق في أغانيها بحب الشيطان وروعته وجماله,لا أحبذ
كثيراً الاحتكاك بهؤلاء الثلاثة.
ولكني كنت بالفعل أحمقاً!!!
**********
اليوم التالي,كأي يوم دراسي عادي,لم أدخل المدرسة,أيام كهذه تمر
مرور الكرام,ولكن الناظر أصر ذلك اليوم على إدخال جميع الفارين
من المدرسة إليها بنفسه.
ولحظي العاثر,كنت أنا أول من رآه المرشد,فأخذت أجري بعيداً عنه وهو يطاردني
حتى لمحت هؤلاء الثلاثة يركبون سيارتهم,فأشاروا إلى أن اركب معنا,فلم أجد
بداً من ذلك,فركبت وانطلقنا حتى ابتعدنا مسافة كافية,ثم أوقف السيارة
على قارعة الطريق,فقال أحدهم يطمئنني:لقد نجوت يا مان ...
فقلت له باقتضاب: شكراً يا.......يا مان ....
ثم نظر ثلاثتهم إلى بعضهم نظرة لم أفهم فحواها,إلا أنني أيقنت أنها لا توح بخير,فقال
لي أحدهم:إننا نحتاجك في خدمة,ما رأيك أن تأتي معنا الليلة إلى حفل في الغابة
المجاورة,الدخول مجاني لكل أربعة يأتون مترافقين,ونحتاج الرابع وهو أنت.
طبعاً رفضت أول الأمر,ولكنهم ألحوا وأصروا وقالوا أني يجب أن أرد جميلهم
بإنقاذي من بين براثن الناظر,فلم أجد بداً من ذلك فوافقت.
اتفقنا على أن نتقابل في شارع (................) الساعة السابعة مساءً,وقبل أن
أترك السيارة,أعطاني أحدهم قلادة.
القلادة؟؟؟ إنها كئيبة بعض الشئ,عبارة عن مجسم لجمجمة يخترق فكها
رمح لينفذ من الجهة الأخرى,منقوش على ظهرها رموز بلغة لا أعرفها,نظرت
إليهم نظرة بمعنى ما هذا؟
فرد علي أحدهم:يمكنك اعتبارها توكيداً عليك لأن تأتي إلى الموعد,لتعيدها
إلينا,لنقل أنها أمانة يجب أن تحضرها في السابعة مساءً.
قلت:حسناً,لا بأس. ثم وضعتها في جيب سروالي,نزلت من السيارة و كلي عزم
بألا أذهب إليهم في الموعد...
وكم كنت أحمقاً!!!
**********
في السادسة والنصف,نظرت إلى الساعة,فأيقنت أن الموعد قد اقترب,أخذ الوقت
يمضي بسرعة حتى دقت السابعة.
وفجأة التمعت القلادة في جيب سروالي,ووجدت نفسي رغماً عني أتحرك
وأخرج من غرفتي,وأنزل الدرج,أسمع أمي تناديني فلا أستطيع الرد عليها.
أخذت أسير حتى وصلت إلى مكان اللقاء,وهناك وجدتهم في أسوأ هيئة
أرى عليها بشراً,مرتديين من الملابس أسود شئ رأيته,ويضعون وشوماً
غريبة على وجوههم,و حلقات تتدلى من أنوفهم وآذانهم,ياللقذارة,هل وصلوا
إلى هذا الحد؟؟؟!!!
نظر أحدهم إلى ساعته,ثم قال لي:لقد تأخرت عن الموعد!!
ثم تبادلوا النظرات,ولكن ما هذا,إن عيونهم تبرق بلون أحمر يشبه لون الدم
نظروا إلي بنظرات نارية,قائلين:اتبعنا.
طبعاً حاولت الركض,ولكن ما هذه القوة الخفية التي تدفعني لأتبعهم,يالحماقتي
كيف تركت تلك القلادة في جيبي.
**********
حقيقة,كنت مرعوباً بصورة لم أتصور أني قد أرعب مثلها أبداً,نسير في الغابة
وقد بدأ الظلام يحل,وأرى غرباناً سوداً ينزلون على الأشجار من حولي,كأنهم
يهنؤونني بحماقتي,وأخذت أتخيل الأشجار وكأنها تتحول إلى وحوش تنظر
إلي نظرات مرعبة,ثم تناهى إلى مسمعي صوت صاخب لموسيقى أعرفها
جيداً,إنها تلك الموسيقى التي تغنيها تلك الفرق الحمقاء عبدة الشياطين.
وأخيراً,وصلنا إلى المكان,كانت المنطقة شبه دائرية خالية من الأشجار,لا يوجد
شئ سوى جهاز التسجيل الذي تنبعث منه الأغنية,ونجمة خماسية مرسومة
بالطباشير على العشب,ورموز بلغة غريبة مرسومة بالدم على الأشجار من حول المنطقة
ظللت أتأملها أتساءل عن مصدر الدم,ثم أبصرت تيساً أسوداً ملقى على الأرض
مذبوح بصورة غريبة قاسية,وقد غرق في بركة من الدماء.
ماذا يفعل هؤلاء الحمقى,جال ذلك الخاطر في بالي ولم أنطق به,فرد علي أحدهم
وكأنه يقرأ أفكاري:ألم تستنتج بعد؟؟؟!!
أخذت أنظر حولي لأرى الغربان بدأت في الحضور والوقوف على الأشجار المحيطة,كما
غريباً من الكلاب السوداء لم أتصور وجودها,أصخت السمع إلى المسجل لأسمع
الأغنية المنبعثة منه.
رباه!!! ما هذا الكلام؟؟!!!!
"أيها الشيطان كامل البهاء,جئناك بكل ما تطلب,فقط لترينا قوتك العظيمة....."
ما هذا؟؟؟!! إنهم يستدعون شيطاناً,قلتها بصوت عالي,فنظروا إلى وهم يبتسمون
ابتسامة مقيتة,وهم يقولون:لعلك أدركت دورك في عملية الاستدعاء؟؟!!
ثم أخذت أتحرك رغماً عني إلى منتصف النجمة الخماسية,رباه!!!
إنهم ينوون تقديمي قرباناً لشيطانهم,هنا تداعت في رأسي الأفكار,وتذكرت
الاختفاءات الغامضة التي حدثت في البلدة خلال الفترة السابقة.
وفجأة,تغيرت معالم المكان,إن الأشجار تسيل بالدماء,الغربان تعوي,الكلاب تنبح
بشدة,الأرض تميد من تحت قدمي,ما هذا الذي يظهر هناك,لقد بدأ الشيطان
بالتجسد أمامي,رفعت يداي لأحمي عيناي من رؤيته,ولكن!!!
إن يداي حرتان,لم أدرك ذلك من قبل,مددت إحدى يدي على الأرض لأجد حجراً
أمسكت به و ألقيته على المسجل لينقطع الصوت,وتداعى كل شئ,و سقطت
على الأرض مغشياً علي.
**********
استيقظت صباح اليوم التالي,نظرت حولي,رأيت الثلاثة ملقون على الأرض
جسست نبضهم,لقد ماتوا!! لقد نالوا جزاءهم العادل,نظرت إلى المسجل المحطم
وبالكاد استطعت انتزاع الشريط منه,وعدت إلى البيت.
طبعاً كان الاستقبال حافلاً ببكاء أمي وسباب أبي ومقولته الشهيرة"إنني لم أحسن
تربيتك أيها الـ ............
أخبرتهم أنني تورطت في شجار عنيف أغشي علي بعده ولم أفق إلا هذا الصباح,تجاهلت
بقية أسئلتهم وصعدت إلى غرفتي,وضعت الشريط في مسجلي واستمعت إلى
محتواه,وهنا أدركت الحقيقة.
لقد انتشرت في الفترة الأخيرة تلك الموسيقى الصاخبة التي يؤديها
الغرب بفرقه القذرة أمثال ميتاليكا و جود سماك,الذين هم في حقيقتهم
عبدة شيطان,يتمدحون في أغانيهم الشيطان ويدعونه ليحتل أجسادهم
ويدفعهم للحياة الحقيقية المليئة بالمجون والفساد.تلك الفرق التي تلبس
الأسود دائماً وتضع الوشوم على أجسادها ويغنون الموسيقى المعروفة
بالـ Metal يكثرون من الضوضاء دون غناء.
لقد وقع هؤلاء الثلاثة ضحية لذلك الشريط الشيطاني الذي دفع الشيطان
لاحتلال أجسادهم والسيطرة عليها ودفعهم إلى ما يقومون به,ولكن,ما هذا
الذي يحدث لي؟؟؟!!!
إنني أشعر بالخدر يتسلل إلى أطرافي,إن عيناي يتحولان إلى اللون الأحمر,يالحماقتي
ما كان لي أن أستمع لهذا الشريط الملعون,سأصبح مثلهم,يبدو أنني سأحتاج
إلى جلسات من الرقية الشرعية لأتخلص من تلك اللعنة,ولكن...
ألم أخبركم أني كنت أحمقاً...ألست صادقاً في ذلك....
**********
**تمت بحمد الله**