حُكم على خادم الأمير بالإعدام بسبب إساءةاقترفها. وكان الأمير حاضراً
تنفيذ الحكم. وكما هي العادة، سألوا المحكوم عليه ماهي رغبته الأخيرة.
فقال: أعطوني كأس ماء. أتوه بالكأس، ولكن لشدّة اضطرابه، كادتالكأس تقع من
يده. فشجّعه الأمير قائلاً:
إهدأ ! فإنّ حياتك بأمان حتى تنتهي من شربماء الكأس! أخذ الخادم كلام
الأمير على محمل الجِدّ، كلام شرف، وسكب الماء علىالأرض ولم يعد
بالاستطاعة إعادتها إلى الكأس. وهكذا خلّص حياته...
قد نمرّ بلحظات من الخوف تسيطر على جوارحنا فلنسع أن لا يتحوّل خوفنا إلى جزع يسيطر على عقولنا
وإذا كان جسدك أسير قيدك أيّا كان هذا القيد فلا تجعل عقلك أسير خوفك فتكون لليأس والهلاك أسهل صيد
..........................................
الصياد والحجاره
في أحد الأيام و قبل شروق الشمس .... وصل صياد إلى النهر ، و بينما كان
على الضفة تعثر بشئ ما وجده على ضفة النهر... كان عبارة عن كيس مملوء
بالحجارة الصغيرة ، فحمل الكيس ووضع شبكته جانبا ، و جلس ينتظر شروق الشمس
... كان ينتظر الفجر ليبدأ عمله ....
حمل الكيس بكسل و أخذ منه حجراً و رماه في النهر ، و هكذا أخذ يرمى
الأحجار..... حجراً بعد الآخر ..... أحبّ صوت اصطدام الحجارة بالماء ،
ولهذا استمر بإلقاء الحجارة في الماء حجر ...اثنان ....ثلاثة ... وهكذا .
سطعت الشمس ... أنارت المكان... كان الصياد قد رمى كلّ الحجارة ماعدا
حجراً واحداً بقي في كف يده ، وحين أمعن النظر فيما يحمله... لم يصدق ما
رأت عيناه .....لقد ... لقد كان يحمل ماساً !! نعم .....
يا إلهي ... لقد رمى كيساً كاملاً من الماس في النهر ، و لم يبق سوى قطعة
واحدة في يده ؛ فأخذ يبكي ويندب حظّه التّعس...... لقد تعثّرت قدماه بثروة
كبيرة كانت ستقلب حياته رأساً على عقب ... و لكنّه وسط الظّلام ، رماها
كلها دون أدنى انتباه .
لكن ألا ترون أنّّ هذا الصّياد محظوظ ؟! إنّه ما يزال يملك ماسة واحدة في
يده.... كان النّور قد سطع قبل أن يرميها هي أيضاً ... وهذا لا يكون إلّا
للمحظوظين وهم الّذين لا بدّ للشّمس أن تشرق في حياتهم ولو بعد حين ....
وغيرهم من التعسين قد لا يأتي الصباح و النور إلى حياتهم أبداً ... يرمون
كلّ ماسات الحياة ظناً منهم أنها مجرد حجارة !!!!!
الحياة كنز عظيم و دفين ... لكننا لا نفعل شيئا سوى إضاعتها أو خسارتها ،
حتى قبل أن نعرف ما هي الحياة ..... سخرنا منها واستخف الكثيرون منا بها ،
و هكذا تضيع حياتنا سدى إذا لم نعرف و نختبر ما هو مختبئ فيها من أسرار
وجمال وغنًى...!!!!!
ليس مهما مقدار الكنز الضائع ... فلو بقيت لحظة واحدة فقط من الحياة ؛
فإنّ شيئا ما يمكن أن يحدث .... شيء ما سيبقى خالداَ .... شيء ما يمكن
انجازه ...... ففي البحث عن الحياة لا يكون الوقت متأخراً أبداً.....
وبذلك لا يكون هناك شعور لأحد باليأس ؛ لكن بسبب جهلنا ، و بسبب الظلام
الذي نعيش فيه افترضنا أن الحياة ليست سوى مجموعة من الحجارة ، و الذين
توقفوا عند فرضية كهذه قبلوا بالهزيمة قبل أن يبذلوا أي جهد في التفكير
والبحث والتأمل .
الحياة ليست كومة من الطين و الأوساخ ، بل هناك ما هو مخفي بين الأوساخ والقاذورات
و الحجارة ، و إذا كنت تمعن النظر ؛ فإنك سترى نور الحياة الماسيّ يشرق لك لينير حياتك بأمل جديد ...
...........................................
الحب الحقيقي
قررت مدرسة روضة أطفال أن تجعل الأطفال يلعبون لعبة لمدة أسبوع واحد.
فطلبت من كل طفل أن يجلب كيساً فيه عدد من البطاطا. وعليه إن يطلق على كل
قطعة بطاطا اسماً للشخص الذي يكرهه. إذن كل طفل سيحمل معه كيس به بطاطا
بعدد الأشخاص الذين يكرههم.
في اليوم الموعود أحضر كل طفل كيس وبطاطا مع اسم الشخص الذي يكرهه , فبعضهم حصل على 2 بطاطا و 3 بطاطا وآخر على 5 بطاطا وهكذا......
عندئذ أخبرتهم المدرسة بشروط اللعبة وهي أن يحمل كل طفل كيس البطاطا معه
أينما يذهب لمدة أسبوع واحد فقط. بمرور الأيام أحس الأطفال برائحة كريهة
نتنة تخرج من كيس البطاطا , وبذلك عليهم تحمل الرائحة و ثقل الكيس أيضا.
وطبعا كلما كان عدد البطاطا أكثر فالرائحة تكون أكثر والكيس يكون أثقل.
بعد مرور أسبوع فرح الأطفال لأن اللعبة انتهت.
سألتهم المدرسة عن شعورهم وإحساسهم أثناء حمل كيس البطاطا لمدة أسبوع ,
فبدأ الأطفال يشكون الإحباط والمصاعب التي واجهتهم أثناء حمل الكيس الثقيل
ذو الرائحة النتنة أينما يذهبون.
بعد ذلك بدأت المدرسة بدأت المدرسة تشرح لهم المغزى من هذه اللعبة.
قالت المدرسة: هذا الوضع هو بالضبط ما تحمله من كراهية لشخص ما في قلبك.
فالكراهية ستلوث قلبك وتجعلك تحمل الكراهية معك أينما ذهبت. فإذا لم
تستطيعوا تحمل رائحة البطاطا لمدة أسبوع فهل تتخيلون ما تحملونه في قلوبكم
من كراهية طول عمركم.
الحب الحقيقي ليس أن تحب الشخص الكامل لأنّك لن تجده , ولكن الحبّ
الحقيقيّ أن تحب الشخص غير الكامل بشكل صحيح وكامل ..وهذا ما سيجعله
يبادلك نفس الحبّّ ، فكما تنتشر رائحة الكراهية تنتشر رائحة الحب