إنها لحقاً حياة قاسية
-----------
جلست أتحسر كثيراً و أنا أرى داري تتهدم أمام عيني,أرمقها من بعيد
تتساقط الدموع من عيناي,فتلهب نيران حسرة قلبي,وأرى زوجتي حولي,تنظر لي
نظرة المتحسر,نظرة المضطهد,تلك النظرة التي تجيدها النساء,ويزيدون بها
تحسرك وألمك,أرى في نظراتها اللوم,أرى في نظراتها طلباً لم تجرؤ على أن تنطقه
بلسانها:إفعل شيئاً أيها الأحمق...هل نسيت كم تعبت أنا وأنت في بناء تلكم الدار
وكيف اجتمع إخواني وإخوانك على هدف واحد,وهو بنائها مرات بعد مرات..
ومهما كانوا يهدمونها فإنها تعود لتنبى مرة أخرى,لم نفقد الأمل أبداً...
قرأت كل ذلك في نظراتها...ثم أخذتني الذكريات إلى بعيد بعيد...تذكرت
أول أبنائي,حينما ترعرع فيها,تذكرت كيف طفقت أعلمه كيف يتعامل مع تلكم
الحياة الظالمة القاسية,علمته كيف يكون قوياً وقت الشدائد,رأيت في نظراته يوماً
ما نظرة التحسر والاضطهاد حينما قاموا بهدم بيتنا أمام عينيه,ولكني كنت
أشد من أزره ومن أزر أمه ونجتمع مع الأقارب لنعيد بناء دارنا مرة أخرى...
ولكن أين هو ابني الآن,لقد قتلوه في آخر مرة هدموا بيتي فيها,قتلوا أول أبنائي
هؤلاء القساة القلوب...وأنا أسائل نفسي دائماً...أين الرحمة أيها الأوغاد ؟؟!!
لم نفقد الأمل أبداً...رغم قسوة الحياة والظروف...وقلة الغذاء...وانعدام الأمن...
كنا نجترئ ونعيد بناء الدار مرة أخرى,لا نخاف من أحد,نعلم تمام العلم ونثق دائماً
بأنهم سيعودون ليهدموها,ولكننا سنبنيها مرة أخرى...
أفقت من طوفان أفكاري على صوت زوجتي...ها قد ذهبوا...هؤلاء الملاعين...ألا فلتنصب
لعنات الرب عليهم جميعاً...سمعت كلامها,ثم أجفلت قليلاً...ثم انطلقت لأجمع أقاربي
لكي أبني داري مرة أخرى...من يدري...فلربما صمدت أمام العدوان هذه المرة...أو يكونوا
هم قد ملوا من هدم داري فيتركوني لكي أعيش الحياة الكريمة التي تستحقها جميع المخلوقات...
**النهاية**
*ما بعد النهاية:حدثت أحداث هذه القصة في "منور بيتنا" عندما كنت أقوم بهدم "عشة"
العصافير بجانب نافذتي...أعذروني...فلم أكن أستطيع أن أنام...
لذا فلربما جدر بنا إعادة تسمية القصة إلى "إنها لحقاً حياة قاسية...على العصافير"
ولربما جدر بك أن تعيد قراءة القصة مرة أخرى...على ضوء المعطيات الجديدة...
----------------
بقلمي...29/6/2009
-----------
جلست أتحسر كثيراً و أنا أرى داري تتهدم أمام عيني,أرمقها من بعيد
تتساقط الدموع من عيناي,فتلهب نيران حسرة قلبي,وأرى زوجتي حولي,تنظر لي
نظرة المتحسر,نظرة المضطهد,تلك النظرة التي تجيدها النساء,ويزيدون بها
تحسرك وألمك,أرى في نظراتها اللوم,أرى في نظراتها طلباً لم تجرؤ على أن تنطقه
بلسانها:إفعل شيئاً أيها الأحمق...هل نسيت كم تعبت أنا وأنت في بناء تلكم الدار
وكيف اجتمع إخواني وإخوانك على هدف واحد,وهو بنائها مرات بعد مرات..
ومهما كانوا يهدمونها فإنها تعود لتنبى مرة أخرى,لم نفقد الأمل أبداً...
قرأت كل ذلك في نظراتها...ثم أخذتني الذكريات إلى بعيد بعيد...تذكرت
أول أبنائي,حينما ترعرع فيها,تذكرت كيف طفقت أعلمه كيف يتعامل مع تلكم
الحياة الظالمة القاسية,علمته كيف يكون قوياً وقت الشدائد,رأيت في نظراته يوماً
ما نظرة التحسر والاضطهاد حينما قاموا بهدم بيتنا أمام عينيه,ولكني كنت
أشد من أزره ومن أزر أمه ونجتمع مع الأقارب لنعيد بناء دارنا مرة أخرى...
ولكن أين هو ابني الآن,لقد قتلوه في آخر مرة هدموا بيتي فيها,قتلوا أول أبنائي
هؤلاء القساة القلوب...وأنا أسائل نفسي دائماً...أين الرحمة أيها الأوغاد ؟؟!!
لم نفقد الأمل أبداً...رغم قسوة الحياة والظروف...وقلة الغذاء...وانعدام الأمن...
كنا نجترئ ونعيد بناء الدار مرة أخرى,لا نخاف من أحد,نعلم تمام العلم ونثق دائماً
بأنهم سيعودون ليهدموها,ولكننا سنبنيها مرة أخرى...
أفقت من طوفان أفكاري على صوت زوجتي...ها قد ذهبوا...هؤلاء الملاعين...ألا فلتنصب
لعنات الرب عليهم جميعاً...سمعت كلامها,ثم أجفلت قليلاً...ثم انطلقت لأجمع أقاربي
لكي أبني داري مرة أخرى...من يدري...فلربما صمدت أمام العدوان هذه المرة...أو يكونوا
هم قد ملوا من هدم داري فيتركوني لكي أعيش الحياة الكريمة التي تستحقها جميع المخلوقات...
**النهاية**
*ما بعد النهاية:حدثت أحداث هذه القصة في "منور بيتنا" عندما كنت أقوم بهدم "عشة"
العصافير بجانب نافذتي...أعذروني...فلم أكن أستطيع أن أنام...
لذا فلربما جدر بنا إعادة تسمية القصة إلى "إنها لحقاً حياة قاسية...على العصافير"
ولربما جدر بك أن تعيد قراءة القصة مرة أخرى...على ضوء المعطيات الجديدة...
----------------
بقلمي...29/6/2009