تلقيت منذ ايام على موقع الفيس بوك استغاثة انسانية من رجل تعرض للظلم والقهر والاستبداد...من رجل انقلبت حياته جحيما اسودا بسبب الجشع والطمع والسلطة والنفوذ وايضا الخيانة......بدأ بسرد قصته بشجن عميق وكأنه اتخذ من دموعه حبرا لكلماته وعباراته...ثم أوردني موقعه الخاص على الفيس والذي أنشأه ليروي للناس قصته وظلمه ليحدث الناس عن حاله لعل يغيثه احد ..وتألمت كثيرا عندما تصفحت جروبه لما فيها من الاسى والحزن حتى عندما وصلت الى نهاية قصته الا ووعدته وعدا شخصيا مني ان اقدم قصته للقراء بالقدر الذي أستطيع..
"أبو سمر" رجل اراد ان يصعد بأهله درجة في سلم الحياة المادية فقرر ان يغدو راحلا الى بلاد النفط..بلاد الخليج وتحديدا الامارات ولم لا؟ وقد كان حاكمها الشيخ زايد رحمه الله..أمير الانسانية ودرة الامراء ..الرجل الذي اضاف للأخلاق الكثير فهو بحق رجل " زي ما الكتاب بيقول"..واستقرت طائرته في ميناء الشارقة الجوي...وكعادة الحياة فهي تحوي القبيح والحسن...ولكن الحظ العاثر "لأبو سمر"..أدمجه مع الجزء القبيح ليبدأ رحلة الشقاء والظلم والقهر...
.
البداية...عندما عاد " ابو سمر" من الاسكندرية الى الامارات قيد في حقه التعميم والذي صدر بعد دخوله الامارات بيومين بالرغم ان التعميم لا يصدر الا بعد دخول الوافد الامارات باسبوع على الاقل الا ان الاوراق الرسمية تسقط اما النفوذ والسلطان والرشاوي ورقة ورقة...وهذا التعميم يصدره الكفيل للقبض على المكفول اذ احس الكفيل بخيانة المكفول ...
ظل ابو سمر في المطار من الساعة الرابعة فجرا حتى الثانية عشر ظهرا دون ان يرتشف رشفة ماء واحدة على حد تعبيره......اتصل " ابو سمر" بزوجته واخبرها بصديقه الاماراتي وهو عقيد في امن الدولة ان تتحدث معه وتتصل به...
وبدأ الامر يزداد سوءا فدخل السجن ظلما وعدوانا...فأصيبت زوجته وبناته بانهيار رهيب جراء ما حدث له...أما هو فأصيب بشلل في الأطراف وكان الله في عونه...وبعد اربعين يوم خرج من السجن لتبدأ الماساة الحقيقية
حيث سحب منه جواز السفر ...فأصبح حبيسا في الامارات بلا عمل بلا جواز سفر بلا اوراق ثبوتية...لا يملك سوى نفسه فقط..ماذا يفعل ؟...لمن يلجا؟...من اين ياتي بقوته وقوت اولاده؟...في تلك الاثناء كانت المفاجأة الثقيلة تنفجر لتدوي صداها في اذني "ابو سمر" و"الانسانية"...عندما قام صديقه الاماراتي العقيد في امن الدولة بالتصدي "لام سمر"..يجبرها على اجراء مكالمات جنسية معه والا هددها بحبس زوجها مدى الحياة في سجون الامارات معتمدا على نفوذه..........يا الله هل هناك اناس بتلك البشاعة ؟!!
ولم يستح ذلك الظابط وهو بين ربوع بيت الله الحرام حين يخرج هاتفه ليهاتف " أم سمر" وهو في مكة يعتمر ليحادثها بمحادثاته الجنسية...والمسكينة " ام سمر" لا حول ولها ولا قوة...ماذا تفعل حيال ذلك الكفيل الطاغية...واي الم كانت تشعر به وهي تشعر باغتصاب نفسي رهيب عليها ولا تستطيع ان ترفع يدها للاستغاثة...
أما "أبو سمر" فكان الله في عونه...زوجته يعتدى عليها هاتفيا وبناته في حالة نفسية سيئة..وهو في حالة لا يرثى عليها ابدا...مطارد ومعرض للقتل في اي لحظة وهو بلا عمل او اقامة او مأوى...وصديقه الاماراتي الظابط قد خانه واظهر معدنه الاصلي
وعندما نفد صبر " ام سمر" تجاه تلك المكالمات القذرة التي تأباها نفسها الشريفة وغيرت خط تليفونها...انطلق الظابط يطارد زوجها " ابو سمر" الذي بدوره انطلق هربا في الشوارع ولا يعلم احد مكانه حتى هذ اللحظة.....وهو لا يستطيع ان يعود الى مصر لحجز جواز سفره....
القصة مؤلمة للغاية...خاصة وان اسرة بريئة تتعرض للبطش لان ذنبها الوحيد هو البحث عن حياة مادية افضل....ومع كل تلك الاحداث ..فعندما كنت أتحدث مع الاخ " ابو سمر" كان الاسلوب الديني يطغى في حديثه معي حيث كان صابرا مؤمنا..واثقا في الله خير الثقة...وأخبرني انه ليس عاطلا وانه بدا بالعمل في احد المواقع على الانترنت ويكسب مبلغا من المال لا باس به...
وبعد نشر قضية " ابو سمر" في صحيفتي "المصري اليوم" و" اليوم السابع"وبرنامج " 90 دقيقة"....لن اردد ما تردد في تلك الصحف ..ولن اوجه ندائي الى المسؤولين والى معالي وزيرة القوى العاملة السيدة عائشة كما حدث في "90 دقيقة"....لكن ندائي سيكون الى القراء الافاضل...الى القراء
اصحاب القلوب الرحيمة...الى القراء الذين شاركوني هم وحزن" عبير الجنابي" من قبل....الى اصحاب الهمم العالية....ان نرفع ايدينا اليوم لله جل وعلا....ان لا يمر بنا الليلة الا ونحن مددنا ايدينا ندعو الله جل وعلا ان يرفع الغم والهم من على اخينا " ابو سمر"...
فالله هو وحده القادر على ذلك...وهو مسبب الاسباب ولا شيء يعز عليه...والدعاء هو خير شيء نقدمه لابو سمر...وبالله عليكم ايها القراء ان لا يمر بكم اليوم الا ودعوتم لابو سمر بكشف الضر...
من منا لا تضيق عليه الحياة وتضغط عليه بذراعيها؟؟...من منا لم يمرعليه ليلة كان يشعر بانسداد انفاسه وضيق صدره؟؟؟...وعندئذ نتمنى لو ان نستغيث باي احد نحكي له ونفضفض اليه...نسأل الاخرين ان يدعو لنا...نستغيث بهم ان يمدوا ايديهم ولو بدعوة واحدة لنا...فما بالك بمن يعيش بعيدا عن اولاده..عن زوجته..عن عائلته...ولا يستطيع ان يذهب اليهم...لا يستطيع ان يراهم ..ان يحتضن بناته وان يقبلهم...يعيش مطارد .معرض للقتل بين اللحظة والاخرى...فقفوا بجانب ذلك الرجل حتى يقف الله معكم في حياتكم ..في دنياكم..في مشاكلكم...في احزانكم.
وأقول للاخ الافاضل " ابو سمر"...كنت اود تقديم المزيد من قصتك لكن اعذرني ان قصرت...واقول لك اثبت على ما انت عليه...ولا تخشى من الموت فإن مت فأنت شهيد باذن الله...واعلم ان الله أرحم منك على اسرتك...فلن ينساهم ابدا...وشعب مصر مازال بخير ولن يهمل أبدا أسرتك...واعلم ان المنح لا تأتي الا بعد المحن...
كلمة أخيرة... الى متى سيظل المواطن المصري في الخارج لا قيمة له!!!!!
الى متى سيظل المواطن المصري في الخارج لا يجد من يدافع عنه!!!
بقلم :
مصطفى حواش