اذا كنت من مواطنى مصرنا المحروسة فلا بد أن هذا السؤال قد سلك طريقه الى أذنيك من قبل . فهو رفيق الخناق و سليل الحسب والنسب لوابل من قلة الأدب المصحوبة بتوابل من خدش الحياء العام من حولنا فى مجتمعنا الذى لم يعتاد ذلك من قبل . فاذا انتبهت مرة الى الشارع من حولك و أنت تسير ستلاحظ هذه التغيرات التى أحدثك عنها . و لعل أبرز ذلك هى حرب البسوس الممتدة بين سائقى الأجرة و السيارات الملاكى أو بين راكبى تلك السيارات الأجرة و سائقيها ، و اذا دققت فى أحداث الحرب الطاحنة لو جدت هذا السؤال لا محالة عارف أنت بتكلم مين ؟ و غالبا سيكون الرد على هذا السؤال أنت اللى بينك مش عارف أنت بتكلم مين؟ . انها حقا مشكلة كبيرة ، فاذا كنا كلنا شخصيات هامة و ان لم نكن هكذا فكل فرد منا يرى نفسه هكذا والا ما قال هذا السؤال.اذا لماذا نفعل ذلك؟!!!!! . هل هذه هى أخلاقيات الشخصيات المهمة و سلوك الطبقات الراقية أغلب ظنى أن الاجابة لا . و من السبب فى تلك المشكلات اذا كنا جميعا ملائكة و أبرياء و على رأى ولاد البلد متطلعش منا العيبة اذا من السبب فى تلك المشكلات و تلك العبارات بالتحديد؟؟!!! . هذا ما ظللت أبحث عن اجابة له لفترة طويلة على أجد الحل لانهاء حرب البسوس هذه او أستطيع أن أضع هدنة بين أفراد النزاع ، و لقد توصلت أخيرا أن السبب فى كل ذلك هو الشيطان لأنه هو أول من طرح هذا السؤال فى هذا الكون أو ربما قبل أن يكون هناك كون حيث رفض السجود لادم كما أمره الله –عز وجل – فلقد بدا وكأنه يقول لخالقه و مخلوقه لا عارفين أنتوا بتتكلموا مع مين؟ أنا ابليس مخلوق من نار كيف اسجد لمن خلق من طين . و بعد أن وصلت الى هذا السبب وجدته مقنعا جدا فربما لم يتوقف دور ابليس عن كونه المحرض على ارتكاب الحرب بل اقتنص دورا آخر و أخذ يلعبه بجدارة ألا و هو امداد أطراف النزاع ببعض وسائل الخلاف القذرة و المقذذة غاية أن يحقق مبتغاه و يضلل العباد و تظل حالة الحرب هذه قائمة ليظل يجنى ثمارها خاصة فى زمن انتشر فيه أولاد الأبلسة يعنى فى بيتها زى ما بيقولوا ولاد البلد .
بقلم
شريف عبدالعزيز