إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها
من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي...لم يختلف الكثيرون في كونه
من أقوى القواد العسكريين...من أذكى الحكام الذين حكموا العراق لربما على مر العصور...
وهو أيضاً من أقسى الناس قلباً...رغم أن صاحب ذلك القلب كان معلماً للقرآن الكريم...
إنه الحجاج بن يوسف الثقفي...
ولد الحجاج في مدينة الطائف في عام الجماعة سنة 41 هـ...تعلم منذ صباه القرآن والحديث وأصول الفقه...
ثم أصبح معلماً للقرآن الكريم...فقد عرف عنه تعظيمه الكبير للقرآن ولحفظته...واستدلاله على آيات كثيرة منه
في كثير من المواقف...
ولكن كان للحجاج طموح سياسي وعسكري أكبر من مجرد ان يكون معلما للصبيان...لذا قرر الاتجاه إلى الشام
ليعاون عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير في ذلك الوقت الذي خرج على الحكم الأموي...
أثبت الحجاج لعبد الملك بن مروان أنه صالح عسكرياً لقيادة الجيش التأديبي لعبد الله بن الزبير...وأيقن أيضاً
أن الحجاج منزوعة الرحمة من قلبه فلن يهمه كثيراً أمر احتماء عبد الله بن الزبير في مكة...وبالفعل كان الحجاج
عند حسن ظن عبد الملك بن مروان...اتجه بجيشه إلى مكة...وحاصرها...ونصب المجانيق حولها
وكان هو أول من تجرأ من بعد فتح مكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الحرب في الأرض الحرام...
بل وصل الأمر بأن ادعى البعض ان الحجارة التي كانت ترمى بمجانيق الحجاج أصاب بعضها جدران الكعبة...
كانت تلك الواقعة من أسوأ عثرات الحجاج في حياته...لا سيما أنه قام بقتل عبد الله بن الزبير وقطع رأسه
وأرسلها إلى الخليفة و مثل بجثته لفترة طويلة جداً لدرجة أن أم عبد الله -أسماء بنت أبي بكر الصديق-هي الوحيدة
التي تجرأت وواجهته وسبته ولم يتجرأ على أن يتطاول عليها فهو يعلم علو مكانتها في الإسلام...
تعد تلك المعركة مرحلة انتقالية في حياة الحجاج...فقد عينه بعدها عبد الملك بن مروان والياً على مكة
ولكنه عزله عنها لكثرة شكواه...وهنا كانت الحادثة الأكبر في حياة الحجاج حينما نصح البعض بتوليته
حكم العراق...
كان الحجاج بالفعل من أفضل الحكام الذين تمكنوا من السيطرة على العراق ربما على مدار التاريخ فرغم
كثرة الملل والمذاهب هناك إلا أنه حكم بقبضة من حديد وتمكن من السيطرة عليها وقضى على جميع الفتن
التي كانت موجودة في ذلك الوقت...وكان أول عهده بالعراق...هذه الخطبة (باختصار) ..
"أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى.
يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال
يا أهل العراق! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها، فاستوسقوا واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا، واعلموا أنه ليس مني الإكثار والإبذار والأهذار، ولا مع ذلك النفار والفرار، إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد في الشتاء والصيف، حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم، ويقيم له أودكم، وصغركم
ثم التفت إلى أهل الشام فقال: يا أهل الشام! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأزفر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: "ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" والتفت إلى أهل العراق فقال: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار". اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: "أسكت يا غلام"، فسكت، فقال:" يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام"، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة ." .
تعد للحجاج بعض المآثر منها أنه قضى على ثورات الخوارج وقضى على جميع أخطارهم وتمكن من تثبيت
أركان الدولة الأموية,كما أنه سير جيوشاً عدة لفتح بلدان المشرق منها الجيش الذي أرسله
إلى بلاد السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي(كان قائداً للجيش وعمره 17 عاماً)
أيضاً كان له دور عظيم في تنقيط المصحف,وبنى مدينة واسط...
من جهة أخرى خلف الحجاج ميراثاً كبيراً من الظلم والقتل وسفك دماء العلماء,حتى أنه قد حيكت حوله الأساطير
والخرافات وضربت به الأمثال في القسوة والافتراء وقتل العلماء وكل من خالفه في الرأي وعلى رأسهم التابعي الشهير سعيد بن جبير
ولذلك قصة شهيرة ليس هنا المجال لذكرها...
ورغم كل ذلك التاريخ المأساوي اختلف في موت الحجاج...حيث رأي الكثيرون أنه قد تاب عند مماته وأنه تحت
رحمة الله...مما ورد عنه مقولته عند الموت: اللهم اغفرلي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل...
للاستزادة...
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC_%D8%A8%D9%86_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81
قصة الحجاج وسعيد بن جبير
http://lahdah.com/vb/showthread.php?t=79796
من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي...لم يختلف الكثيرون في كونه
من أقوى القواد العسكريين...من أذكى الحكام الذين حكموا العراق لربما على مر العصور...
وهو أيضاً من أقسى الناس قلباً...رغم أن صاحب ذلك القلب كان معلماً للقرآن الكريم...
إنه الحجاج بن يوسف الثقفي...
ولد الحجاج في مدينة الطائف في عام الجماعة سنة 41 هـ...تعلم منذ صباه القرآن والحديث وأصول الفقه...
ثم أصبح معلماً للقرآن الكريم...فقد عرف عنه تعظيمه الكبير للقرآن ولحفظته...واستدلاله على آيات كثيرة منه
في كثير من المواقف...
ولكن كان للحجاج طموح سياسي وعسكري أكبر من مجرد ان يكون معلما للصبيان...لذا قرر الاتجاه إلى الشام
ليعاون عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير في ذلك الوقت الذي خرج على الحكم الأموي...
أثبت الحجاج لعبد الملك بن مروان أنه صالح عسكرياً لقيادة الجيش التأديبي لعبد الله بن الزبير...وأيقن أيضاً
أن الحجاج منزوعة الرحمة من قلبه فلن يهمه كثيراً أمر احتماء عبد الله بن الزبير في مكة...وبالفعل كان الحجاج
عند حسن ظن عبد الملك بن مروان...اتجه بجيشه إلى مكة...وحاصرها...ونصب المجانيق حولها
وكان هو أول من تجرأ من بعد فتح مكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الحرب في الأرض الحرام...
بل وصل الأمر بأن ادعى البعض ان الحجارة التي كانت ترمى بمجانيق الحجاج أصاب بعضها جدران الكعبة...
كانت تلك الواقعة من أسوأ عثرات الحجاج في حياته...لا سيما أنه قام بقتل عبد الله بن الزبير وقطع رأسه
وأرسلها إلى الخليفة و مثل بجثته لفترة طويلة جداً لدرجة أن أم عبد الله -أسماء بنت أبي بكر الصديق-هي الوحيدة
التي تجرأت وواجهته وسبته ولم يتجرأ على أن يتطاول عليها فهو يعلم علو مكانتها في الإسلام...
تعد تلك المعركة مرحلة انتقالية في حياة الحجاج...فقد عينه بعدها عبد الملك بن مروان والياً على مكة
ولكنه عزله عنها لكثرة شكواه...وهنا كانت الحادثة الأكبر في حياة الحجاج حينما نصح البعض بتوليته
حكم العراق...
كان الحجاج بالفعل من أفضل الحكام الذين تمكنوا من السيطرة على العراق ربما على مدار التاريخ فرغم
كثرة الملل والمذاهب هناك إلا أنه حكم بقبضة من حديد وتمكن من السيطرة عليها وقضى على جميع الفتن
التي كانت موجودة في ذلك الوقت...وكان أول عهده بالعراق...هذه الخطبة (باختصار) ..
"أما و الله فإني لأحمل الشر بثقله و أحذوه بنعله و أجزيه بمثله، والله يا أهل العراق إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وإني لصاحبها، والله لكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى.
يا أهل العراق، يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق، إنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مناخ الضلال
يا أهل العراق! إنما أنتم أهل قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرتم بأنعم الله، فأتاها وعيد القرى من ربها، فاستوسقوا واعتدلوا، ولا تميلوا، واسمعوا وأطيعوا، وشايعوا وبايعوا، واعلموا أنه ليس مني الإكثار والإبذار والأهذار، ولا مع ذلك النفار والفرار، إنما هو انتضاء هذا السيف، ثم لا يغمد في الشتاء والصيف، حتى يذل الله لأمير المؤمنين صعبكم، ويقيم له أودكم، وصغركم
ثم التفت إلى أهل الشام فقال: يا أهل الشام! أنتم البطانة والعشيرة، والله لريحكم أطيب من ريح المسك الأزفر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: "ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" والتفت إلى أهل العراق فقال: لريحكم أنتن من ريح الأبخر، وإنما أنتم كما قال الله تعالى: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار". اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام: فقال القارئ: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله، فسكتوا فقال الحجاج من فوق المنبر: "أسكت يا غلام"، فسكت، فقال:" يا أهل الشقاق، ويا أهل النفاق ومساوئ الأخلاق. يسلم عليكم أمير المؤمنين فلا تردون السلام؟ هذا أدب ابن أبيه؟ والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً سوى أدب ابن أبيه، ولتستقيمن لي أو لأجعلن لكل امرئ منكم في جسده وفي نفسه شغلاً، اقرأ كتاب أمير المؤمنين يا غلام"، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما بلغ إلى موضع السلام صاحوا وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة الله وبركاته، فأنهاه ودخل قصر الإمارة ." .
تعد للحجاج بعض المآثر منها أنه قضى على ثورات الخوارج وقضى على جميع أخطارهم وتمكن من تثبيت
أركان الدولة الأموية,كما أنه سير جيوشاً عدة لفتح بلدان المشرق منها الجيش الذي أرسله
إلى بلاد السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي(كان قائداً للجيش وعمره 17 عاماً)
أيضاً كان له دور عظيم في تنقيط المصحف,وبنى مدينة واسط...
من جهة أخرى خلف الحجاج ميراثاً كبيراً من الظلم والقتل وسفك دماء العلماء,حتى أنه قد حيكت حوله الأساطير
والخرافات وضربت به الأمثال في القسوة والافتراء وقتل العلماء وكل من خالفه في الرأي وعلى رأسهم التابعي الشهير سعيد بن جبير
ولذلك قصة شهيرة ليس هنا المجال لذكرها...
ورغم كل ذلك التاريخ المأساوي اختلف في موت الحجاج...حيث رأي الكثيرون أنه قد تاب عند مماته وأنه تحت
رحمة الله...مما ورد عنه مقولته عند الموت: اللهم اغفرلي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل...
للاستزادة...
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%AC_%D8%A8%D9%86_%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81
قصة الحجاج وسعيد بن جبير
http://lahdah.com/vb/showthread.php?t=79796