الشخصية النرجسية وكيف تتعامل مع النرجسي ؟؟؟؟؟
النرجسية (Narcissism)نسبةالى نارسيس (Narcisse)
الفتى اليوناني الذي ورد ذكره في الاساطيراليونانية. كان فتى
رائع الجمال ، نظر الى صورته ذات مرة في ماء البحيرة ،
فراعه جماله وشغله عن العالم فعكف على الصورة يتأملها .
واطلق اسمه بعد ذلك على كل من يركز اهتمامه على ذاته او
يجعل نفسه بقيمها ومشاعرها مركز العالم.
والنرجسية او حب الذات تعني تضخم مفهوم الذات عند الشخص والافراط بالاعتداد بها فيعجب بنفسه وبقدراته وصفاته و ... و...إلخ. النرجسي يتميز دائما بغياب الاهتمام بالعالم الخارجي يظن نفسه يعلم كل شيء، أن ما لديه من مخزون علمي وثقافي هو نهاية الكون نهايته، وبذلك تتحول (الأنا) من حالتها الطبيعية الى حالتها المرضية المتضخمة الى (تابوت) لايشعر بها صاحبها أنها كذلك.
يكون حب الشخص في بداية الطفولة مركز على الام وعندما يكبرقليلا تتوزع دائرة ذلك الحب على الاخرين الاب والاخوة وهكذا ويبدأ الطفل يتعرف على نفسه وعلى هويته وعلى ذاته عن طريق المرآة يلتفتً إلى الأم، إلى الآخر، لينتزع منها اعترافاً بأن هذه الصورة المنعكسة من المرآة هي صورته هو. فالطفل يرى نفسه دائماً بأعين الآخرين.وقد تبالغ الام او الاب في المديح والثناء على الطفل لجماله او بتفوقه وابداعه في مجال معين ويظل يتأمل في المرآة مفتوناًً بصورته فتتضخم ذات الطفل ويشعر بحب كبير لذاته ويعجب ويفتخر بها ويرى انه افضل من الاخرين يعتقد الكمال في كل تصرفاته فينتابه الغرورو والكبر على الاخرين واحتقارهم وقد يسبب ذلك للطفل مشكلات كثيرة تنعكس بآثارها سلبا على الشخص نفسه وعلى المجتمع ويقول الدكتور محمد الصغيراستشاري الطب النفسي حول هذا الموضوع ان الاعجاب نوعان :
اعجاب بالنفس واغترار بها واعجاب بالغير وهي منتشرة بين شبابنا وترى من يعجب بنفسه يميل إلى الغرور والتباهي والكبرياء ويسعىلتضخيم نفسه أمام الآخرين ويتطلع للفت أنظارهم بأي إنجاز يقوم به ويتفنن في استعراض أعماله وأحواله ويكثر الحديث حول ذلك (بمناسبة وبدون مناسبة) ويهتم بالشكليات والمظاهر وينسب لنفسه حسنات الآخرين وإنجازاتهم ويحسدهم عليها ويغاربدرجة كبيرة من كل من حوله ولا يريد لأحد أن يبرز بجواره وليس مستعد للبذل والعطاء للآخرين علاقاته انتهازية استغلالية تبرز فيها المصلحة الشخصية ولا يهمه فقد صديق أو خسارة موقف المهم هو تحقيق أكبر قدر من المكاسب الذاتية ولا عبرة بمشاعر الآخرين و أحاسيسهم.
هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى (لديهم اضطراب في الشخصية) وهم رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب (في المناصب والألقاب والجاه والثروة) إلا إنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك. مثل هؤلاء ينقصهم الاستبصار بحالهم فهم لا يدركون مدى أنانيتهم وعجبهم ولذا فعلاج هؤلاء صعب جداً، لادواء يمكن ان يعالج هذه العلة ولن تصنع المختبرات دواء يداوي العجب والكبر . وفي الغالب لاينفع التوجيه والارشاد والنصح ان لم يكن في ذات النرجسي شيئا من الاستبصار بعلته ومقدار من التدين يمكن معه ان يستبصر به بخطورة العجب والخيلاء والكبر والرياء ويذكر بما جاء في ذلك من الوعيد الشديد في نصوص الكتاب والسنة . وتبقى الوقاية اهم وسيلة للحد من النرجسية بالتربية السليمة المتوازنة التي تجمع الثواب على الصواب مع العقاب على الخطأ بأسلوب حكيم ومتابعة اسريه واعية تفسح المجال للموهوب لاخراج موهبته وترعاه بالعقل والتوجيه وتجنبه انتقام الذات ...
فهل أنت منهم.........؟؟