الرئيسية
عمر طاهر من الدستور
تفتح وعيى على
كرة القدم فى وقت متأخر من طفولتى ،كان الجميع من حولى اهلاوية ، وكانت
بوسترات فريق الاهلى تملأ غرف أبناء العم والخال ، وكنت أهلاويا بالتعبية
وعلى سبيل صلة الرحم .
بداية تعلقى بالزمالك كانت فى المباراة التي احرز فيها " حسن شحاتة "
هدفاً صحيحاً فى " إكرامى " والغاه الحكم ليفوز الأهلى بالبطولة ظلما
وعدواناً ، كراهيتى للظلم جعلتني ألتفت للزمالك وأتابعه ببعض التركيز ، ثم
بدأت أعلن تشجيعي له بخطوات محسوبة حتى لا أخسر أحداً من أقاربي المتعصبين
، كان أبي هو أكثر الأشخاص إنزعاجاً من هذا التغيير ، وكان مصدر انزعاجه
أننى غيرت انتمائى ، وأخذ الموضوع أبعاداً أخرى فى ذهنه ، حيث صارحني بانه
يخاف ان أكون شخصاً يغير مواقفه فى يوم وليلة دون سبب مقنع ، لسنوات طويلة
وفضول أبي يقنعه لفتح هذا الموضوع تحت ستار الهزار ومرات بجد ، كنت أود أن
أقول لأبي أننى كنت أشجع الأهلى علشان خالي وأولاد عمي أهلوية ، لكنني خفت
أن أنفى عنى تهمة أنني بلا مبدأ بحجة أني بلا شخصية أصلاً وهى تهمة أكبر
لمن لا يعرف أبي.
تزامنت فترة المراهقة عندى بالفترة الذهبية للزمالك ، فتوطد إنتمائي له
عبر حمادة عبد اللطيف الشهير بالحاوي ، وجمال عبد الحميد بعد أن رماه
الأهلي ، ورضا عبد العال قبل أن يسرقه الأهلي ، وأشرف قاسم وخالد الغندور
وإيمانويل واسماعيل يوسف ، كانت فرقة تمتعك فنياً ولا يخلو الأمر من
بطولات ، خلال هذه الفترة كنت أفقد علاقتي بأقاربي واحداً تلو الآخر وكنت
أرى أبى وهو يتأمل بوستر الزمالك ويضرب كفاً بكف ، وكنت محط أنظار زملاء
الدراسة الذين كانوا يندهشون من وجود شخص يشجع الزمالك بينهم بجرأة بعد أن
كان أهلاوياً ، وذاع أمري فى الصعيد باعتباري الزمالكاوي الأشهر ذى القلب
الميت الذي يتدلى من شباك غرفته علم للنادي ، وصرت كعبة كل الزمالكوية ،
المختبئين فى الصعيد والذين كانوا يخفون إنتمائهم ، أذكر منهم مدرس اللغة
العربية الذي طرق باب الفصل يوماً في غير حصته وطلبني بالإسم وعندما خرجت
له سألني إن كنت قد إشتريت جريدة الزمالك لانه لم يجدها عند بتاع الجرائد
، وقد كانت معي بالفعل ، وهكذا بدأت علاقتي بالزمالك من منطقة كراهية
الظلم ونصرة المضطهدين ومرت بفريق يستحق التشجيع ، لكنني الآن أقف فى
منطقة تبدو كوميدية ... لماذا أشجع الزمالك وهو فى هذه الحالة الزرية؟
هناك أكثر من عشرين سبباً للاستمرار في تشجيع الزمالك و، وتحول بيني وبين أن أرتد أهلاوياً مرة أخرى:
•يمكنك تشجيع
الزمالك من الاستمتاع بأشياء أخرى غير كرة القدم ، مثل كف الأمن المركزي
الذى هبط على وجه جمال حمزة من ريكاردو ، وخناقات اللاعبين حول من الذي
سيسدد ضربات الجزاء وهى خناقات تذكرك بأيام الطفولة ، وهيئة عمرو الصفتي
التى تذكرك بالمخترعين العباقرة المجانين ، وتأمل أحوال البشر الغريبة من
خلال عبد المنصف الذى يصد الكرات الصعبة ويضع لمسته على الكرات السهلة
لتصبح هدفاص للخصم.
•كل فترة هناك رئيس جدي للنادي ، وهذا شئ يندر أن تعاصره فى الوطن العربي " فين وفييييييين لما الرئيس يتغير".
•إخلاص الزمالكوية من النوع الرباني ،غير المرتبط بمصلحة ، قد تهتز ثقتك
بالنادي فيتكفل زمالكاوي آخر لا تعرف بإعادتها إليك ، يكفيك أن تري شاباً
يقف بمفرده علي جنب المدرجات طول المباراة حاملاً لافتة كتب عليها " عفوا
الزمالك يمرض ولا يموت " لقطة عندما رأيتها لا أنكر أني أشعرت ودمعت.
•فى تشجيع الزمالك تدريب قوي على عدة خصال تكفل للإنسان السعادة دنيا وآخرة " الصبر وطولة البال والرضا بالمكتوب ".
•الزمالك نادي متسق مع نفسه وصريح ولا يجمل نفسه ولا يخدع الناس بادعائه
أنه قلعة المبادئ ، تلك القلعة التي أنجبت واحداً متهماً في جريمة شيك
بدون رصيد وواحداً متهماً فى قضية رشوة وآخر متهم بضرب أمين شرطة .
•ألا تكون أهلاوياً ، وهو شئ يمنحك قيمة ما ، ألا تكون منتمياً للجميع ،
لا تستطيع أن تنكر حصولك علي تميز ما بأن تكون واحداً من نوعك بين كل عشرة
يشبهون بعضهم البعض.
•المفاجأت هى المتعة الأهم فى الحياة ، عندما يتكرر الفوز بالمباريات
والبطولات يفقد الفوز معناه وتبهت الفرحة به ، الزمالك يفاجئك بالفوز
عندما لا تتوقعه " وبصراحة الواحد لا يتوقعه طول الوقت" ، فتصبح فرحتك به
مضاعفة.
•كاريزما الرجل الثاني ، باعتبار أن الأهلي هو الرجل الأول وهو عماد حمدي
وصلاح ذو الفقار ومحمود يس وعادل إمام ، هل تستطيع ان تنكر محبتك لمحمود
المليجي واستيفان روستي وعبد الفتاح القصري وعلي الشريف؟.
•لم يحدث فى التاريخ أن أدخل أحد البهجة على قلوب المصريين كلهم مرتين فى عامين مثلما فعل الزمالكاوى الأصيل " حسن شحاتة" .
•يمكن أن تفخر بالشئ الذى نجح أكثر من نادي الزمالك نفسه ، سور نادي الزمالك ، كيف كان سيصبح شكل المنطقة من دونه؟.
•نظراً لقلة عدد الزمالكوية تستطيع أن تجد مكاناً هادئاً تجلس فيه بمفردك طول المباراة.
•الخلط الدائم بين الأهلى والحزب الوطني يجعلك تفخر بناد صفحته بيضاء مثل فانلته بعيد تماماً عن هذا الخلط المشبوه .
•بوابة النادي التي تتم كهربتها عندما يقترب منها مرتضى منصور ورجاله ،
هذه البوابة المكهربة التي يندر وجود مثيل لها فى أى ناد آخر تحمي النادي
والعائلات الموجودة به من هجوم المتحرشين الجماعيين بتوع جامعة الدول
العربية.
•هناك اوبشن إضافي للسعادة ، فالسعادة ليست دائماً فى فوز الزمالك ، بل إن هزيمة الأهلي فى أى مباراة هي مصدر آخر للسعادة.
•شيكابالا.
•جدير بالذكر أن الزمالكوية لم يفكروا يوماً فى حرق مشجع أهلاوي ، ولم
يهدروا دم لاعب هرب من النادي إلي الخارج ، بالعكس فهم يكسرون ورائه ألف
قلة ، وأنه أول ناد فى تاريخ مصر يطبق مبدا الاحتراف عندما كان اسمه "
المختلط" كان نص اللاعيبة أجانب ، وأنه النادي الوحيد الذي فتح أبوابه في
فترة النكسة لفرق المحافظات التي تم تهجير سكانها مثل السويس والاساعيلي
للاقامة والتدريب ، وجدير بالذكر ان رئيس التحرير زمالكاوي وأنا كمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلاش ذكاء
المقال هزلي مش اكتر
مليش نفس اتخانق حاليا
تفتح وعيى على
كرة القدم فى وقت متأخر من طفولتى ،كان الجميع من حولى اهلاوية ، وكانت
بوسترات فريق الاهلى تملأ غرف أبناء العم والخال ، وكنت أهلاويا بالتعبية
وعلى سبيل صلة الرحم .
بداية تعلقى بالزمالك كانت فى المباراة التي احرز فيها " حسن شحاتة "
هدفاً صحيحاً فى " إكرامى " والغاه الحكم ليفوز الأهلى بالبطولة ظلما
وعدواناً ، كراهيتى للظلم جعلتني ألتفت للزمالك وأتابعه ببعض التركيز ، ثم
بدأت أعلن تشجيعي له بخطوات محسوبة حتى لا أخسر أحداً من أقاربي المتعصبين
، كان أبي هو أكثر الأشخاص إنزعاجاً من هذا التغيير ، وكان مصدر انزعاجه
أننى غيرت انتمائى ، وأخذ الموضوع أبعاداً أخرى فى ذهنه ، حيث صارحني بانه
يخاف ان أكون شخصاً يغير مواقفه فى يوم وليلة دون سبب مقنع ، لسنوات طويلة
وفضول أبي يقنعه لفتح هذا الموضوع تحت ستار الهزار ومرات بجد ، كنت أود أن
أقول لأبي أننى كنت أشجع الأهلى علشان خالي وأولاد عمي أهلوية ، لكنني خفت
أن أنفى عنى تهمة أنني بلا مبدأ بحجة أني بلا شخصية أصلاً وهى تهمة أكبر
لمن لا يعرف أبي.
تزامنت فترة المراهقة عندى بالفترة الذهبية للزمالك ، فتوطد إنتمائي له
عبر حمادة عبد اللطيف الشهير بالحاوي ، وجمال عبد الحميد بعد أن رماه
الأهلي ، ورضا عبد العال قبل أن يسرقه الأهلي ، وأشرف قاسم وخالد الغندور
وإيمانويل واسماعيل يوسف ، كانت فرقة تمتعك فنياً ولا يخلو الأمر من
بطولات ، خلال هذه الفترة كنت أفقد علاقتي بأقاربي واحداً تلو الآخر وكنت
أرى أبى وهو يتأمل بوستر الزمالك ويضرب كفاً بكف ، وكنت محط أنظار زملاء
الدراسة الذين كانوا يندهشون من وجود شخص يشجع الزمالك بينهم بجرأة بعد أن
كان أهلاوياً ، وذاع أمري فى الصعيد باعتباري الزمالكاوي الأشهر ذى القلب
الميت الذي يتدلى من شباك غرفته علم للنادي ، وصرت كعبة كل الزمالكوية ،
المختبئين فى الصعيد والذين كانوا يخفون إنتمائهم ، أذكر منهم مدرس اللغة
العربية الذي طرق باب الفصل يوماً في غير حصته وطلبني بالإسم وعندما خرجت
له سألني إن كنت قد إشتريت جريدة الزمالك لانه لم يجدها عند بتاع الجرائد
، وقد كانت معي بالفعل ، وهكذا بدأت علاقتي بالزمالك من منطقة كراهية
الظلم ونصرة المضطهدين ومرت بفريق يستحق التشجيع ، لكنني الآن أقف فى
منطقة تبدو كوميدية ... لماذا أشجع الزمالك وهو فى هذه الحالة الزرية؟
هناك أكثر من عشرين سبباً للاستمرار في تشجيع الزمالك و، وتحول بيني وبين أن أرتد أهلاوياً مرة أخرى:
•يمكنك تشجيع
الزمالك من الاستمتاع بأشياء أخرى غير كرة القدم ، مثل كف الأمن المركزي
الذى هبط على وجه جمال حمزة من ريكاردو ، وخناقات اللاعبين حول من الذي
سيسدد ضربات الجزاء وهى خناقات تذكرك بأيام الطفولة ، وهيئة عمرو الصفتي
التى تذكرك بالمخترعين العباقرة المجانين ، وتأمل أحوال البشر الغريبة من
خلال عبد المنصف الذى يصد الكرات الصعبة ويضع لمسته على الكرات السهلة
لتصبح هدفاص للخصم.
•كل فترة هناك رئيس جدي للنادي ، وهذا شئ يندر أن تعاصره فى الوطن العربي " فين وفييييييين لما الرئيس يتغير".
•إخلاص الزمالكوية من النوع الرباني ،غير المرتبط بمصلحة ، قد تهتز ثقتك
بالنادي فيتكفل زمالكاوي آخر لا تعرف بإعادتها إليك ، يكفيك أن تري شاباً
يقف بمفرده علي جنب المدرجات طول المباراة حاملاً لافتة كتب عليها " عفوا
الزمالك يمرض ولا يموت " لقطة عندما رأيتها لا أنكر أني أشعرت ودمعت.
•فى تشجيع الزمالك تدريب قوي على عدة خصال تكفل للإنسان السعادة دنيا وآخرة " الصبر وطولة البال والرضا بالمكتوب ".
•الزمالك نادي متسق مع نفسه وصريح ولا يجمل نفسه ولا يخدع الناس بادعائه
أنه قلعة المبادئ ، تلك القلعة التي أنجبت واحداً متهماً في جريمة شيك
بدون رصيد وواحداً متهماً فى قضية رشوة وآخر متهم بضرب أمين شرطة .
•ألا تكون أهلاوياً ، وهو شئ يمنحك قيمة ما ، ألا تكون منتمياً للجميع ،
لا تستطيع أن تنكر حصولك علي تميز ما بأن تكون واحداً من نوعك بين كل عشرة
يشبهون بعضهم البعض.
•المفاجأت هى المتعة الأهم فى الحياة ، عندما يتكرر الفوز بالمباريات
والبطولات يفقد الفوز معناه وتبهت الفرحة به ، الزمالك يفاجئك بالفوز
عندما لا تتوقعه " وبصراحة الواحد لا يتوقعه طول الوقت" ، فتصبح فرحتك به
مضاعفة.
•كاريزما الرجل الثاني ، باعتبار أن الأهلي هو الرجل الأول وهو عماد حمدي
وصلاح ذو الفقار ومحمود يس وعادل إمام ، هل تستطيع ان تنكر محبتك لمحمود
المليجي واستيفان روستي وعبد الفتاح القصري وعلي الشريف؟.
•لم يحدث فى التاريخ أن أدخل أحد البهجة على قلوب المصريين كلهم مرتين فى عامين مثلما فعل الزمالكاوى الأصيل " حسن شحاتة" .
•يمكن أن تفخر بالشئ الذى نجح أكثر من نادي الزمالك نفسه ، سور نادي الزمالك ، كيف كان سيصبح شكل المنطقة من دونه؟.
•نظراً لقلة عدد الزمالكوية تستطيع أن تجد مكاناً هادئاً تجلس فيه بمفردك طول المباراة.
•الخلط الدائم بين الأهلى والحزب الوطني يجعلك تفخر بناد صفحته بيضاء مثل فانلته بعيد تماماً عن هذا الخلط المشبوه .
•بوابة النادي التي تتم كهربتها عندما يقترب منها مرتضى منصور ورجاله ،
هذه البوابة المكهربة التي يندر وجود مثيل لها فى أى ناد آخر تحمي النادي
والعائلات الموجودة به من هجوم المتحرشين الجماعيين بتوع جامعة الدول
العربية.
•هناك اوبشن إضافي للسعادة ، فالسعادة ليست دائماً فى فوز الزمالك ، بل إن هزيمة الأهلي فى أى مباراة هي مصدر آخر للسعادة.
•شيكابالا.
•جدير بالذكر أن الزمالكوية لم يفكروا يوماً فى حرق مشجع أهلاوي ، ولم
يهدروا دم لاعب هرب من النادي إلي الخارج ، بالعكس فهم يكسرون ورائه ألف
قلة ، وأنه أول ناد فى تاريخ مصر يطبق مبدا الاحتراف عندما كان اسمه "
المختلط" كان نص اللاعيبة أجانب ، وأنه النادي الوحيد الذي فتح أبوابه في
فترة النكسة لفرق المحافظات التي تم تهجير سكانها مثل السويس والاساعيلي
للاقامة والتدريب ، وجدير بالذكر ان رئيس التحرير زمالكاوي وأنا كمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلاش ذكاء
المقال هزلي مش اكتر
مليش نفس اتخانق حاليا
