الحلقة الأولى
=================
الحلقة الثانية
شريط التسجيل
لم ينم "أمجد" في تلك الليلة...وظل يفكر وهو مشغول البال فتلك الجريمة لم
تكن عذراء بل هناك من شاهده وصوره واقتحم منزله...ويمر يوم واثنان دون أي
امل في ان ينام...وعادة ما تكون الكوابيس ترافقه وتصاحبه بشكل دائب اثناء
النوم...
وفي صباح اليوم التالي...حاول "أمجد" ان يتناسى مسألة الكوابيس بالذهاب
الى مطعمه والانشغال فيه لعل العمل يشغله وينسيه لكن ما خفي كان أعظم...
طلب "أمجد" من العاملين احضار فطور له...يحوي طبق فول بالزيت الحار ومعه
طبق المخللات..حتى اذا ما انتهى تناول كوب الشاي لكن التفكير سيقتله...
كان يشعر بنظرات مريبة من قبل العاملين في المطعم له...وكأنهم قد علموا
أنه قتل زوجته "حسنية"!!!........استدعى "أمجد" الاسطى "عزيز" وهو الذي
يقوم بتوصيل الطلبات الى المنازل "ديلفري"..وكان يتحاور معه على غير
العادة...ثم سأله سؤال كان يريد من ورائه شيئا اخر فقال :
يا اسطى "عزيز"...لو أنك أخبرت زوجتك سرا...وفي المساء فوجئت بصديق لك يخبرك بذلك السر ..ماذا ستفعل؟..كيف ستفسر ذلك الأمر؟!!!
رد "عزيز" مسرعا وقال : تقصد شريط التسجيل!!!!!!!!!!!!
استأذن بعدها "عزيز" لفض الحوار حيث ينتظره مهمة توصيل احدى الطلبات
...تاركا "امجد" في صدمة ليس بعدها صدمة...يكلم نفسه ويتحدث اليها وهو
يقول....انت يا عزيز؟....أيعقل؟....كيف عرف بموضوع الشريط؟!!!!!
ظل "أمجد" في المطعم منتظر "عزيز" بفارغ الصبر....أصبح "أمجد" سريع
الغضب...يراقب الوقت ..دقيقة دقيقة..وبعد ان أوجعته رأسه من كثرة التفكير
تناول حبتين ليذهبان عنه ألم الصداع....وها هي الساعة تمر حتى عاد "عزيز"
الى المطعم..لم ينتظر عليه "أمجد" كثيرا...أخذ بيده وسحبه الى مكتبه وأغلق
الباب..ثم نظرالى "عزيز"..وهو يقول في قرارة نفسه......أنت؟!
قال "أمجد" لعزيز.....ما الذي تعرفه عن ذلك الشريط ؟
عزيز..: أي شريط يا سيد أمجد؟
أمجد : هل انت الذي صوّرتني ؟
عزيز : صوّرتك؟...ما الذي تقصده يا سيد أمجد؟
أمجد : لا تنكر يا عزيز...انت قلتها بعظمة لسانك....اعترف ..ما الذي تعرفه
عن ذلك الشريط ...ووكيف صورتني؟...وكيف اقتحمت منزلي..كيف ..كيف..كيف؟؟؟
عزيز : يا امجد باشا..اقسم لك اني لا اعرف شيئا عما تتحدث عنه؟
أمجد : حسنا ..اليوم سألتك سؤالا وقلت لك ما إذا ..أخبرتك زوجتك سرا وعلمه صديق لك..
اليس كذلك؟
عزيز : بلى ..
أمجد مقاطع كلام عزيز : وأجبتني وقلت تقصد شريط التسجيل
عزيز : لم اقل ذلك
أمجد : لا تنكر ...قلتها وسمعتها بأذني
عزيز: اهدأ يا سيد أمجد...انا لم اقل (شريط تسجيل) انما قلت (شيء مستحيل)
حيث مستحيل ان زوجتي تفشي سرا لأي شخص....
يصدم أمجد..ويأمر عزيز بالانصراف...وظل يسب نفسه حيث كان سيفضح نفسه بسبب
عدم تركيزه..عاد "أمجد"..الى بيته وهو في حالة لا يحسد عليها...استلقى على
اريكته العريضة رافعا رأسه الى أعلى مغمض العينين غارقا في التفكير
...يفكر ويفكر...
رن جرس باب الشقة..فقام "أمجد" وفتح باب الشقة ليكتشف الطامة الكبرى..إنه عزيز ومعه الشرطة....ضحك عزيز..وقال لقد وقعت يا عبقري
وقبض على "أمجد" وتم تحويله الى النيابة العامة ليتم التحقيق معه..وتم
تحديد موعد للنطق بالحكم...وفي المحكمة نطق القاضي بالحكم...حيث كما كان
متوقعا..الإعدام شنقا......هنا استيقظ "امجد" من نومه وكان ذلك احدى
الكوابيس التي يتعرض لها يوميا في منامه...قرر بعدها ان يرحل من تلك
الشقة...وتحدث مع عم سيد حارس العمارة وطلب منه ان يبحث عن مشتري لشقته
خلال يومين حيث سيبيعها بعفشها ..
وبالفعل باع أمجد الشقة بعفشها الى الحاجة فاطمة...وأخذ الأموال وقام
بتاجير شقة مفروشة أخرى ليهرب من شقته التي تحمل له ذكرى مؤلمة ...سواء
بقتل زوجته او بالكوابيس ...
وفي شقته الجديدة...تذكر المصيبة الكبرى...لقد نسي شريط التسجيل في شقته
القديمة..شقة 10...!!!!! ذلك الشريط الذي يعد بمثابة دليل ادانته
انطلق مسرعا عائدا الى شقته وكالعادة كان في استقباله عم سيد عند مدخل العمارة
قال له أمجد : أسف يا عم سيد لقد نسيت شيء مهما في الشقة
رد عم سيد وقال : من انت يا استاذ!!!!!!
أمجد يجيب باستغراب...انا أمجد يا عم سيد....
عم سيد : لا اعرف أحد بهذا الاسم!!!!!!!!!!!!!!
ظن أمجد ان القصة قد انتهت بمقتل زوجته...لكنه لم يعلم ان القصة قد بدأت الأن
يتبع..الحلقة الثالثة
بقلم : مصطفى حواش
عدل سابقا من قبل Dr.Ahmed في الخميس 3 سبتمبر - 6:46:06 عدل 1 مرات