الحلقة الأولى
جريمة قتل!!!
مع تولي الشمس مسؤولية احداث الشروق...تتولى "حسنية" مسؤولية إيقاظ زوجها
"امجد"..وكعادتهما كانا يتبادلان الرومانسية بشتى صورها...فتارة يقذفان
على بعضيهما كلمات غاية في الحب..وتارة اخرى يقبّل "أمجد" يدها..وقطع ذلك
الصباح الرومانسي ما قالته "حسنية" لزوجها..صباح الخير يا زوجي
الحبيب....فرد عليها
"امجد"..صباح الخير يا أجمل "حسنية" في هذا الكون...أحبك يا أفضل امراة
رأيتها في حياتي....فتشعر "حسنية" بذلك الحياء البريء وتنظر الى الأرض
وتبتسم وتتشابك اصابعها مع بعضها ثم تقول :..وأنا....ايضا........يرد
"
أمجد" ضاحكا...أريد ان أسمعها (بحبك) من ذلك الثغر الصغير ....فتضحك "حسنية"....واضعة يدها على فمها وتقول..انت طماع
يا " امجد".....هيا لتناول طعام الفطور....كان أمجد ينظر اليها بشفقة..حيث
انها مريضة بالقلب....وتحتاج الى عملية الا انها مكلفة للغاية تصل الى نصف
مليون دولار تقريبا...وكان أمجد قد حاول مسبقا ان يتقدم بطلب لاجراء
العملية على نفقة الدولة...لكن لا فائدة..وكان يعلم ان العملية هي الأمل
الوحيد لحياتها والا.....ستموت
بعد ساعة من الزمن...استعد كل من "امجد" و"حسنية"...الى الذهاب الى
عملهما...حيث "حسنية" مدرسة كيمياء...و "امجد"..بالرغم من عبقريته في علم
الالكترونيات ودرس هندسة الالكترونيات الا انه يملك مطعما ويديره
بنفسه...وذلك
لانه لم يجد من يهتم بموهبته وعقله في علم الاليكترونيات
وعند الخروج من البيت..ادعى "امجد".. أنه قد نسي شيئا في الداخل وطلب من
زوجته الا تنتظره حتى لا تتاخر عن طابور المدرسة.. وبعد ذلك دخل غرفته
وقام بفتح النافذة!!!!!!! ....تلك النافذة التي تطل على شجرة كبيرة من
الناحية الخلفية للعمارة ثم قام بربط حبل سميك في النافذة والقى نهايته
على الشجرة!!!!!!!!..ثم اجرى مكالمة هاتفية غريبة من هاتفه المحمول على
هاتف البيت.
وعند الخروج من باب العمارة استقبله عم سيد..البواب وهو ينظر اليه متعجبا
انه نزل بعد زوجته هذه المرة لكن "أمجد" فهم تلك النظرات فأخذ امجد ورقة
من فئة الخمسين جنيها ووضعها بهدوء في جيب جلباب عم سيد واقترب منه ثم همس
في اذنه قائلا....(كل سنة وانت طيب يا عم سيد)....
وفي الساعة الواحدة ظهرا...حيث انتهاء الدوام المدرسي ل"حسنية" التي خرجت
عائدة الى بيتها...وفي الساعة الثانية ظهرا دخلت من باب العمارة وصعدت الى
شقتها بواسطة مصعد كهربائي.....وعندما فتحت باب شقتها حدث شيء غريب حيث تم
غلق باب احدى الغرف في الشقة بقوة في نفس الوقت الذي فتحت فيه باب
الشقة...ثم سمعت صوت ارتطام مادة زجاجية على الارض وتنكسر..وما هي اللحظات
حتى سمعت صوت استغاثة من زوجها من داخل تلك الغرفة.أسرعت "حسنية" الى
المطبخ لتحمل سكينا او اي الة حادة..وعندما فتحت باب المطبخ كانت
المفاجاة....حيث وجدت "امجد" مشنوقا!!!!!! في المطبخ
وبعد الحادث بنصف ساعة....دخل "أمجد" من باب العمارة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وكان معه بعض المشتريات التي اشتراها من احد الأسواق وظل ينادي على عم سيد
ليحمل معه تلك المشتريات الى شقته..شقة 10...وصعدا سويا عبر المصعد
الكهربائي الى الشقة...وعندما فتح باب الشقة كانت الصدمة قد سبقته حيث وجد
زوجته حسنية" مقتولة بسكين في صدرها..!!!!! تألم "أمجد" كثيرا من ذلك
المنظر وعم سيد التزم قول لا حول ولا قوة الا بالله...طلب "أمجد" من عم
سيد الاتصال بالشرطة....وبعد نصف ساعة تحولت شقة أمجد...شقة10....الى ثكنة
عسكرية من الضباط وعساكر من رفع البصمات وغيرهم...ولم يتوصلوا في نهاية
تحرياتهم الى شيء..وقيدت في النهاية ضد
مجهول!!!
وفي المساء....كان "أمجد"..يتناول فنجان القهوة السادة ويعيد شريط ذكريات الاحداث...وكيف قتل زوجته؟......
ففي الساعة الواحدة ظهرا اي موعد خروج زوجته من المدرسة...كان يخطط لدخول
المنزل عبر تلك الشجر التي تطل عليها نافذة غرفته....باستخدام الحبل الذي
ربط احدى طرفيه في النافذة في الصباح قبل الخروج من المنزل...وعندما تسلق
الشجرة ربط الطرف الثاني في الشجرة وبالتالي اصبح الحبل مشدودا بين
النافذة والشجرة..وبدأ يتسلق الحبل حتى عبر من الشجر الى النافذة ومن ثم
الى البيت حيث المسافة ليست كبيرة بين الشجرة والنافذة فهي تقريبا ثلاثة
امتار...ثم قام بتغيير ملابسه بملابس اخرى التي سينفذ بها الجريمة
وفي الواحدة والربع ظهرا قام باستخدام حبل رفيع وربطه ما بين باب الشقة وباب غرفة اخرى في البيت...بحيث اذا تم فتح باب الشقة يتم
شد ذلك الحبل الرفيع فينغلق باب تلك الغرفة ثم قام بوضع كتلة زجاجية على
باب تلك الغرفة بحيث اذا تحرك سقط واحدث صوتا الارتطام...وكونه مهندسا
الكترونيا فهو بارع في استخدام الادوات الالكترونية...فاستخدم خدعة
الهاتف..حيث قبل خروجه من المنزل قام باجراء مكالمة غريبة من هاتفه
المحمول على هاتف المنزل ليسجل رسال صوتيه بصوته وهو يستغيث بزوجته ويطلب
منها دخول المطبخ للتسلح بسكين او الة حادة..واستطاع فور دخول زوجته الشقة
ان يشغل ذلك التسجيل الصوتي في هاتف المنزل....ووضع الهاتف في الغرفة
الاخرى حتى يبدو ان الصوت قادم منها..
ثم تاتي بعد ذلك الخدعة الاخيرة...وهي خدعة الشنق..حيث قام باستخدام نفس
الحبل الذي تسلقه من الشجرة وحتى النافذة.. في عملية الشنق...لكنه وضع
كرسي صغير اسفل قدمه بحيث ان اصابع قدمه تلامس ذلك الكرسي وبذلك فلن يكون
الشنق حقيقيا
...الا ان رهبة الموقف عندما رأته زوجته لم تستطع ان تلاحظ ان زوجها يقف
بأطراف اصابعه على كرسي صغير موضوع اسفل قدمه... ولم تحتمل ذلك المنظر
فوضعت يدها على وجهها فاستغل ذلك "امجد" وقام بنزع الحبل حول عنقه وطعن
زوجته خمس طعنات حتى قتلت...ثم ذهب واستبدل ملابسه بتلك التي لبسها في
الصباح...و بنفس الطريقة التي دخل بها الى الشقة خرج منها عن طريق الشجرة
...ثم انطلق الى احد الاسواق ليشتري ما يشتريه ثم يدخل عبر باب العمارة
يرافقه عم سيد ليكون دليلا وشاهدا على ان "امجد"..لم يكن في شقته لحظة
ارتكاب الجريمة....وبينما يتذكر "امجد" تلك الاحداث وبيده فنجان القهوة
يرتشف منها كل الحين والاخر...قطع تفكيره جرس باب الشقة....فقام وتظاهر
بالحزن والبكاء...
وفتح باب الشقة....فلم يجد أحدا!!!!!!!..لكنه وجد شريط تسجيل فيديو ملقى
على الأرض..أخذه بحذر ووضعه في الفديو وشاهد ما فيه...وكانت المفاجاة...ان
ذلك الشريط يحوي مشهد الجريمة في المطبخ وهو ينزع الحبل من عنقه ويطعن
زوجته بخمس طعنات...!!!!!!!!!!....علم "امجد" ان هناك من يراقب
خطواته..ويعلم ان هناك من صوره!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
يتبع...الحلقة الثانية
بقلم : مصطفى حواش
عدل سابقا من قبل Dr.Ahmed في الثلاثاء 1 سبتمبر - 23:28:59 عدل 1 مرات