سلام عليكم يا جماعة
الموضوع ده عجبني اوي
بس هو في مشكلة صغيرة المفروض ان اسمه فكتور هوجو مش هيجو
هتلاقوها كتير جوه الموضوع فطنشوا
من منكم لم يقرأ أولم يسمع بروايته الشهيرة (( البؤساء )) ؟
ذلك الشـــاعر ، الروائي ، المســرحي ، الرسـام ورجل السياسة … الذي ولد في 26 / 2 / 1802 م ، ومات في 22 / 5 / 1885 م ، بعد ان هيمن على الثقافة الفرنسية والعالمية في القرن التاسع عشـر، وبعد ان حظي بتكريم قل نظيره وندر مثيله .
ففي يوم السادس والعشرين من شباط من عام 1881 ، دخل هيجو عامه الثمانين ، وسط احتفالات شعبية ورسمية كبيرة من اقصى فرنسا الى اقصاها ، اقيم قوس للنصر في شارع ايليو ـ الذي سمي باسمه في تموز من ذلك العام ـ وحضر مئات الالاف من الفرنسيين من الباريسيين ومن المقاطعات الفرنسية كلها ، للقيام باستعراض تحت نوافذ منزله ، فيما بقي هو واقفا في نافذته المفتوحة بين حفيديه ، ليرى طوال النهار مرور مواكب المعجبين والمحيين الذين بلغ عددهم ستمائة الف انسان ، فيما كانت باقات الزهور ترتفع امام منزله كتل صغير ، وكان بين هؤلاء المحيين رئيس الوزراء جول فيري واعضاء حكومته الذين جاؤوا الى منزله ليقدموا فروض الاحترام لشاعر بلادهم الاكبر .
لماذا كل هذا الحب وكل هذا التقدير ؟
كان ذلك لان هيجو كان صرحا شعبيا كبيرا ، وكان شاعرا من طراز فريد ، تطرق للحب فغير الإحساس به ، وللموت فغير شبحه ، لتضيء منارته المغامرة الإنسانية برمتها ويستوحي قادة الشعوب وثوار المتاريس من صواريخه وسهامه التي أطلقها صوب المستقبل .
كثيرون منا قرؤوا روايته الشـــــــهيرة ( البؤســــاء ) ، التي تحولت إلى أفلام سينمائية لاحقاً إبتداءاً من عام 1909 ، عندما ظهرت شخصية ( جان فالجان ) على الشاشة الكبيرة في الفيلم الأمريكي الذي حمل نفس عنوان الرواية ، ووصولاً إلى عام 2000 ، عندما ظهرت في التلفزيون الفرنسي ، حيث تملك الفرنسيين شعور بأنهم يقفون خلف المتاريس الباريسية إلى جانب " غافروش " أحد ابطال الرواية في مواجهة رشقات نيران الحرس الوطني وقوات الحرس المؤللة .
كيف ولدت هذه الرواية العملاقة ؟
عند الساعة الثانية بعد ظهر الرابع والعشرين من حزيران 1848 م ، صوّت هيجو ، الذي كان حينها نائباً في البرلمان الفرنسي ـ معتنقا للأفكار اليمينية ـ بالموافقة على قرار حل الورشات الوطنية ، ذلك القرار الذي حرم الآلاف من عمال باريس من مصادر رزقهم ، وفي الأسابيع التالية نزعت السلطة قناعها وأغلقت الورشات ، فتناول العمال أسلحتهم محتجّين ، وكانت فرصة السلطة لقمعهم !!!
وبينما كانت المعارك الدموية تدور في شوارع باريس بين العمال والجنود ، كان " فيكتور هيجو " مع الجمهور في شارع ( سان لوي ) المغلق بثلاثة متاريس ... وقال حينها : (( هذا الدم الذي يراق من الجانبين هو دم شجاع وكريم )) ، ومن هنا ولدت هذه الرواية التي ترجمت الى جميع لغات العالم .. (( البؤساء )) .
في كتابه الأول من أصل سبعة مجلدات بعنوان ( أماكن في الذاكرة ) يلجأ الكاتب " بيير نورا " إلى تمجيد وتعظيم الكاتب الكبير ( فيكتور هيجو ) فيقول أنه أكبر صرح إنساني عرفه الفرنسيون بل قد يكون الكاتب الفرنسي الذي يحظي بأكبر تقدير في جميع أنحاء العالم ، فهو لاينتمي إلى الأدب تماماً ولا للسياسة لوحدها بل يجسد في آن معاً الفرد الفريد المنفرد والكل الإنساني في ان معا، مما يفسر المجد العالمي الذي أكتسبه والذي وضعه في ركن خاص في الذاكرة والوعي الجماعي .
عندما دخل ( هيجو ) إلى الأكاديمية الفرنسية في عام 1841 ، وهو إبن التاسعة والثلاثين ، كان كاتب " هرناني " و " أحدب نوتردام " قد بدأ طريق الشهرة العالمية ، صحيح ان شهرته قد بلغت جميع الدوائر الباريسية ودوائر النخب الريفية في المقاطعات ، مع أول ديوان شعري له بعنوان ( أناشيد ) وأول سلسلة من ( إسطورة العصور ) بين عامي 1856 و 1859 ... لكن الضربة الأدبية الحاسمة كانت عام 1862 مع روايته الشهيرة ( البؤساء ) التي لاقت نجاحاً باهراً وبسطت له نفوذاً وشهرة أدبيتين شهدت بهما آنذاك الصحافة والمراسلات والمذكرات لدرجة أن أسماء بعض أبطال تلك الرواية مثل ( كوزيت - Cosette ، و غافروش - Gavroche ) غدت أسماء عامة ، وقد مثل نشر تلك الرواية ظاهرة مثيرة لدرجة أن الآراء حولها في الوسط الأدبي كانت منقسمة جداً ، أضف إلى ذلك أن النشاط الفكري والسياسي لــ ( هيجو ) قاد إلى حب الناس له وثقتهم بفكره وأدبه ... حيث بدأ سياسياً كحزبي يميني وانتهى إلى جانب اليسار وكان هذا رهاناً ناجحاً كما أثبت ذلك التاريخ .
وكان هذا التحول والتطور في حياته السياسية على مدار ثلاثة أجيال متعاقبة ، تحولا أنجزه الأديب بنفسه بفصل إمتداد العمر به وبسبب أفكاره البكر التي سبقت العصر في آن واحد .
ومن خلال موقعه كشهيد للظلم والجور الطاغي في ظل الإمبراطورية الثانية ، كان ( فيكتور هيجو ) بقصد أو من غير قصد " صاحب " الخيار الذي كان يروق للفرنسيين وينال إعجابهم .
كانت اخر كلماته وهو على فراش الموت : " هذه هي معركة الليل والنهار " ثم : " انني ارى نورا اسود " … مما يذكّر ببيت من اجمل الابيات الشعرية التي نظمها :
(( هذه الشمس المخيفة السوداء التي يشعّ منها الليل ! )) .
منقوووووووووووول
الموضوع ده عجبني اوي
بس هو في مشكلة صغيرة المفروض ان اسمه فكتور هوجو مش هيجو
هتلاقوها كتير جوه الموضوع فطنشوا
من منكم لم يقرأ أولم يسمع بروايته الشهيرة (( البؤساء )) ؟
ذلك الشـــاعر ، الروائي ، المســرحي ، الرسـام ورجل السياسة … الذي ولد في 26 / 2 / 1802 م ، ومات في 22 / 5 / 1885 م ، بعد ان هيمن على الثقافة الفرنسية والعالمية في القرن التاسع عشـر، وبعد ان حظي بتكريم قل نظيره وندر مثيله .
ففي يوم السادس والعشرين من شباط من عام 1881 ، دخل هيجو عامه الثمانين ، وسط احتفالات شعبية ورسمية كبيرة من اقصى فرنسا الى اقصاها ، اقيم قوس للنصر في شارع ايليو ـ الذي سمي باسمه في تموز من ذلك العام ـ وحضر مئات الالاف من الفرنسيين من الباريسيين ومن المقاطعات الفرنسية كلها ، للقيام باستعراض تحت نوافذ منزله ، فيما بقي هو واقفا في نافذته المفتوحة بين حفيديه ، ليرى طوال النهار مرور مواكب المعجبين والمحيين الذين بلغ عددهم ستمائة الف انسان ، فيما كانت باقات الزهور ترتفع امام منزله كتل صغير ، وكان بين هؤلاء المحيين رئيس الوزراء جول فيري واعضاء حكومته الذين جاؤوا الى منزله ليقدموا فروض الاحترام لشاعر بلادهم الاكبر .
لماذا كل هذا الحب وكل هذا التقدير ؟
كان ذلك لان هيجو كان صرحا شعبيا كبيرا ، وكان شاعرا من طراز فريد ، تطرق للحب فغير الإحساس به ، وللموت فغير شبحه ، لتضيء منارته المغامرة الإنسانية برمتها ويستوحي قادة الشعوب وثوار المتاريس من صواريخه وسهامه التي أطلقها صوب المستقبل .
كثيرون منا قرؤوا روايته الشـــــــهيرة ( البؤســــاء ) ، التي تحولت إلى أفلام سينمائية لاحقاً إبتداءاً من عام 1909 ، عندما ظهرت شخصية ( جان فالجان ) على الشاشة الكبيرة في الفيلم الأمريكي الذي حمل نفس عنوان الرواية ، ووصولاً إلى عام 2000 ، عندما ظهرت في التلفزيون الفرنسي ، حيث تملك الفرنسيين شعور بأنهم يقفون خلف المتاريس الباريسية إلى جانب " غافروش " أحد ابطال الرواية في مواجهة رشقات نيران الحرس الوطني وقوات الحرس المؤللة .
كيف ولدت هذه الرواية العملاقة ؟
عند الساعة الثانية بعد ظهر الرابع والعشرين من حزيران 1848 م ، صوّت هيجو ، الذي كان حينها نائباً في البرلمان الفرنسي ـ معتنقا للأفكار اليمينية ـ بالموافقة على قرار حل الورشات الوطنية ، ذلك القرار الذي حرم الآلاف من عمال باريس من مصادر رزقهم ، وفي الأسابيع التالية نزعت السلطة قناعها وأغلقت الورشات ، فتناول العمال أسلحتهم محتجّين ، وكانت فرصة السلطة لقمعهم !!!
وبينما كانت المعارك الدموية تدور في شوارع باريس بين العمال والجنود ، كان " فيكتور هيجو " مع الجمهور في شارع ( سان لوي ) المغلق بثلاثة متاريس ... وقال حينها : (( هذا الدم الذي يراق من الجانبين هو دم شجاع وكريم )) ، ومن هنا ولدت هذه الرواية التي ترجمت الى جميع لغات العالم .. (( البؤساء )) .
في كتابه الأول من أصل سبعة مجلدات بعنوان ( أماكن في الذاكرة ) يلجأ الكاتب " بيير نورا " إلى تمجيد وتعظيم الكاتب الكبير ( فيكتور هيجو ) فيقول أنه أكبر صرح إنساني عرفه الفرنسيون بل قد يكون الكاتب الفرنسي الذي يحظي بأكبر تقدير في جميع أنحاء العالم ، فهو لاينتمي إلى الأدب تماماً ولا للسياسة لوحدها بل يجسد في آن معاً الفرد الفريد المنفرد والكل الإنساني في ان معا، مما يفسر المجد العالمي الذي أكتسبه والذي وضعه في ركن خاص في الذاكرة والوعي الجماعي .
عندما دخل ( هيجو ) إلى الأكاديمية الفرنسية في عام 1841 ، وهو إبن التاسعة والثلاثين ، كان كاتب " هرناني " و " أحدب نوتردام " قد بدأ طريق الشهرة العالمية ، صحيح ان شهرته قد بلغت جميع الدوائر الباريسية ودوائر النخب الريفية في المقاطعات ، مع أول ديوان شعري له بعنوان ( أناشيد ) وأول سلسلة من ( إسطورة العصور ) بين عامي 1856 و 1859 ... لكن الضربة الأدبية الحاسمة كانت عام 1862 مع روايته الشهيرة ( البؤساء ) التي لاقت نجاحاً باهراً وبسطت له نفوذاً وشهرة أدبيتين شهدت بهما آنذاك الصحافة والمراسلات والمذكرات لدرجة أن أسماء بعض أبطال تلك الرواية مثل ( كوزيت - Cosette ، و غافروش - Gavroche ) غدت أسماء عامة ، وقد مثل نشر تلك الرواية ظاهرة مثيرة لدرجة أن الآراء حولها في الوسط الأدبي كانت منقسمة جداً ، أضف إلى ذلك أن النشاط الفكري والسياسي لــ ( هيجو ) قاد إلى حب الناس له وثقتهم بفكره وأدبه ... حيث بدأ سياسياً كحزبي يميني وانتهى إلى جانب اليسار وكان هذا رهاناً ناجحاً كما أثبت ذلك التاريخ .
وكان هذا التحول والتطور في حياته السياسية على مدار ثلاثة أجيال متعاقبة ، تحولا أنجزه الأديب بنفسه بفصل إمتداد العمر به وبسبب أفكاره البكر التي سبقت العصر في آن واحد .
ومن خلال موقعه كشهيد للظلم والجور الطاغي في ظل الإمبراطورية الثانية ، كان ( فيكتور هيجو ) بقصد أو من غير قصد " صاحب " الخيار الذي كان يروق للفرنسيين وينال إعجابهم .
كانت اخر كلماته وهو على فراش الموت : " هذه هي معركة الليل والنهار " ثم : " انني ارى نورا اسود " … مما يذكّر ببيت من اجمل الابيات الشعرية التي نظمها :
(( هذه الشمس المخيفة السوداء التي يشعّ منها الليل ! )) .
منقوووووووووووول