بسم الله الرحمن الرحيم
----------------------------
كثيرون هم الذين شاهدوا الفيلم العملاق "The Rain Man" الحائز على أربع جوائز أوسكار
للمثلين Dustin Hoffman و Tom Cruise ,والذي كان يعاني فيه داستن هوفمان من مرض
التوحد,وقد تمكن الفيلم من معالجة ذلك المرض بصورة جيدة إلى حد ما,ولتعرفوا المزيد
عن هذا المرض,يسرني أن أقدم لكم هذا الموضوع....
*معنى التوحد:-
-------------------
مرض "التوحد" هو نوع من الإعاقات التطورية التي
تصيب الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم، ويسبب متاعب كثيرة
لهم وأسرهم ويسبب مشاكل في التفاعل الاجتماعي وتأخرا في النمو الإدراكي
وفي الكلام وفي تطور اللغة، وقد لا يبدأ الكلام قبل سن 5 سنوات هذا
بالإضافة إلى البطء في المهارات التعليمية، كما يعاني 25% منهم من حالات
صرع ومن الحركات الزائدة وعدم القدرة على التركيز والاستيعاب.
يتميز المصابون بهذا المرض بقدرات عقلية فائقة للعمليات الحسابية والألغاز الرقمية
وقوة ملاحظة هائلة لا يتمتع بها الكثيرون من أقرانهم.
وبدأ التعرف على مرض التوحد منذ حوالي 60 عاما،
وبالتحديد سنة 1943، وزادت نسبة حدوثه من طفل في كل 10 آلاف طفل في
1978 إلى طفل في كل 300 طفل.
تقدر نسبة شيوع التوحد تقريباً 4 5 حالات توحد
كلاسيكية في كل 000 ،10كما أنه أكثر شيوعاً في الأولاد عن البنات أي بنسبة
4:1 وللتوحديين دورة حياة طبيعية كما أن بعض أنواع السلوك المرتبطة
بالمصابين قد تتغير أو تختفي بمرور الزمن ويوجد التوحد في جميع أنحاء
العالم وفي جميع الطبقات العرقية والاجتماعية في العائلات.
=================
*أعراض التوحد:-
-------------------
وفيما يخص الأعراض التي تظهر على طفل التوحد فهي متعددة، إلا أنني سأعرض أهمها فيما يأتي:
1 - من أبرز أعراض التوحد أن يجد الطفل صعوبة في
تكوين العلاقات الاجتماعية، وعدم قدرته على التواصل والمشاركة في اللعب
الجماعي مع أقرانه من الأطفال، ولا يشارك الآخرين في اهتماماته.
2 - العرض الثاني لطفل التوحد عدم القدرة على
التواصل مع الآخرين عن طريق الكلام أو التخاطب؛ فالطفل التوحدي يعاني من
انعدام النضج في طريقة الكلام، ومحدودية فهم الأفكار، واستعمال الكلمات
دون ربط المعاني المعتادة بها، وترديد العبارات والجمل التي يسمعها
كالببغاء.
3 - يعاني الطفل من بطء المهارات التعليمية، وأثبتت
الدراسات أن 40% من الأفراد الذين يعانون من التوحد متأخرون في اكتساب
القدرات العقلية، واكتشف أن لدى المصابين بالتوحد مهارات ومواهب معينة في
مجالات الموسيقى والحساب، ومهارات يدوية مثل تركيب أجزاء الصور المقطوعة،
بينما يظهر لديهم تخلف شديد في مجالات أخرى.
4 - غالبا ما يعاني هؤلاء الأطفال من وجود حركات
متكررة للجسم تكون غير طبيعية، كهز الرأس المستمر، أو رفرفة اليدين، وكضرب
رأسه بالحائط.
5 - يظهر على 25% من الأطفال الذين يعانون من
التوحد حالات صرع، ويعاني بعض الأطفال من الحركات الزائدة، وعدم القدرة
على التركيز والاستيعاب.
6 - التمسك بروتين حياتي معين والالتزام به، كأن ينشغل الطفل بلعبة واحدة لفترة طويلة دون ملل منها، كفتح الباب وغلقه مثلا.
=================
*أسباب التوحد:-
-------------------
وعن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد لم يصل
العلماء والباحثون بعد إلى سبب أكيد يمكن الاستناد إليه حتى الآن؛ فهذا
المرض لا يزال في مجال البحث والدراسة متعدد الأسباب، ولا نستطيع القول
إنه مرض وراثي؛ لأنه أيضا يرتبط بالعامل البيئي، فقد يكون الطفل حاملا
"الجين" المسبب للمرض، ثم لم يتعرض لبيئة مواتية لنشاطه فلا تظهر أعراض
المرض، كما أن التوحد يرتبط بعدد من الجينات، وليس جينا واحدا، وسأعرض
فيما يلي بعض النظريات التي توصلت إليها الأبحاث العلمية المفسرة لأسباب
مرض التوحد:
النظرية الأولي تقول إنه لوحظ أن الأطفال الذين
يعانون من التوحد يعانون في نفس الوقت من حساسية من مادة الكازين وهي
موجودة في لبن الأبقار والماعز، وكذلك "الجلوتين" وهي مادة بروتينية
موجودة في القمح والشعير والشوفان.
والنظرية الثانية أرجعت الإصابة بالتوحد إلى
المضادات الحيوية، فعندما يأخذ الطفل "المضاد الحيوي" يؤدي ذلك إلى القضاء
على البكتيريا النافعة والضارة في أمعائه في الوقت نفسه؛ ما يؤدي إلى
تكاثر الفطريات فيها التي تقوم بدورها في إفراز المواد الكيماوية مثل حمض
"الترتريك" و"الأرابينوز" والتي تكون موجودة أصلا، ولكن بكميات صغيرة، وقد
لوحظ زيادة ونمو وتكاثر الفطريات في الأطفال الذين يعانون من التوحد بسبب
كثرة استعمال المضادات الحيوية، وكذلك احتواء الجسم والوجبات الغذائية على
كميات كبيرة من السكريات.
وتوجد نظرية ثالثة لم يتم إثباتها في العالم العربي
بشكل قاطع تُرجع أسباب الإصابة بمرض التوحد إلى لقاح "النكاف" و"الحصبة"
و"الحصبة الألمانية"، حيث وجد أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من
اضطرابات في جهاز المناعة مقارنة بالأطفال الآخرين، وهذه اللقاحات تزيد
هذا الخلل، وبعض الدراسات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية
أثبتت أن هناك علاقة بين حدوث التوحد وهذه اللقاحات.
كما أنه بحساب كمية "الزئبق" التي تصل للطفل عن
طريق عطاء اللقاحات وجد أنها أعلى بكثير من النسبة المسموح بها، حسب لوائح
منظمة الأغذية العالمية والأدوية الأمريكية، وهذه النسبة تعتبر سامة وضارة
بصحة الطفل، وقد تكون من الأسباب التي تؤدي إلى التوحد.
=================
*علاج المتوحد:-
-------------------
للأسف في عالمنا العربي يتم معاملة المتوحد على أنه
مصاب بمرض التخلف العقلي وهذا خطأ منتشر,ولكن يجب أن نتبع الطريقة المثلى
في ذلك مدركين أن هذا المرض إنها هو تأخر ليس إلا,وما يفعله البعض من
اللجوء للسحرة والمشعوذين باعتباره مس من الجن لا يصح على الإطلاق.
للعلاج الصحيح للمتوحد يجب تشخيص الحالة مبكراً ومن
ثم متابعتها من قبل أطباء متخصصين ونفسيين,ولكن العبء الأكبر يقع على
الأسرة في البيت حيث يجب تنمية مهارات الطفل عن طريق الألعاب
الذهنية والفكرية.
و الطفل التوحدي يحتاج إلى كثير من الصبر والأناة
والهدوء في التعامل معه، ولا يمكن التأثير الإيجابي عليه إلا من خلال
الاقتراب من شخصيته، ولكل طفل توحدي مفتاح خاص به، ومعرفة كيفية استخدام
هذا المفتاح يحتاج إلى الاقتراب منه،بكثرة الجلوس معه، ومشاركته في
هواياته، والخروج للتريّض معه. باختصار إقامة علاقة حميمة معه، قد يكون
الأب أو الأم أو الأخ هو الأكثر مناسبة للقيام بهذه المهمة؛ إذ إنها تحتاج
إلى شيء من الوقت، وكثير من الصبر، ومجهود كبير، ففي البداية لا بد من
اختيار الشخص المناسب الذي سيقوم بهذه الرعاية وهذا المجهود.
----------------------------
كثيرون هم الذين شاهدوا الفيلم العملاق "The Rain Man" الحائز على أربع جوائز أوسكار
للمثلين Dustin Hoffman و Tom Cruise ,والذي كان يعاني فيه داستن هوفمان من مرض
التوحد,وقد تمكن الفيلم من معالجة ذلك المرض بصورة جيدة إلى حد ما,ولتعرفوا المزيد
عن هذا المرض,يسرني أن أقدم لكم هذا الموضوع....
*معنى التوحد:-
-------------------
مرض "التوحد" هو نوع من الإعاقات التطورية التي
تصيب الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من أعمارهم، ويسبب متاعب كثيرة
لهم وأسرهم ويسبب مشاكل في التفاعل الاجتماعي وتأخرا في النمو الإدراكي
وفي الكلام وفي تطور اللغة، وقد لا يبدأ الكلام قبل سن 5 سنوات هذا
بالإضافة إلى البطء في المهارات التعليمية، كما يعاني 25% منهم من حالات
صرع ومن الحركات الزائدة وعدم القدرة على التركيز والاستيعاب.
يتميز المصابون بهذا المرض بقدرات عقلية فائقة للعمليات الحسابية والألغاز الرقمية
وقوة ملاحظة هائلة لا يتمتع بها الكثيرون من أقرانهم.
وبدأ التعرف على مرض التوحد منذ حوالي 60 عاما،
وبالتحديد سنة 1943، وزادت نسبة حدوثه من طفل في كل 10 آلاف طفل في
1978 إلى طفل في كل 300 طفل.
تقدر نسبة شيوع التوحد تقريباً 4 5 حالات توحد
كلاسيكية في كل 000 ،10كما أنه أكثر شيوعاً في الأولاد عن البنات أي بنسبة
4:1 وللتوحديين دورة حياة طبيعية كما أن بعض أنواع السلوك المرتبطة
بالمصابين قد تتغير أو تختفي بمرور الزمن ويوجد التوحد في جميع أنحاء
العالم وفي جميع الطبقات العرقية والاجتماعية في العائلات.
=================
*أعراض التوحد:-
-------------------
وفيما يخص الأعراض التي تظهر على طفل التوحد فهي متعددة، إلا أنني سأعرض أهمها فيما يأتي:
1 - من أبرز أعراض التوحد أن يجد الطفل صعوبة في
تكوين العلاقات الاجتماعية، وعدم قدرته على التواصل والمشاركة في اللعب
الجماعي مع أقرانه من الأطفال، ولا يشارك الآخرين في اهتماماته.
2 - العرض الثاني لطفل التوحد عدم القدرة على
التواصل مع الآخرين عن طريق الكلام أو التخاطب؛ فالطفل التوحدي يعاني من
انعدام النضج في طريقة الكلام، ومحدودية فهم الأفكار، واستعمال الكلمات
دون ربط المعاني المعتادة بها، وترديد العبارات والجمل التي يسمعها
كالببغاء.
3 - يعاني الطفل من بطء المهارات التعليمية، وأثبتت
الدراسات أن 40% من الأفراد الذين يعانون من التوحد متأخرون في اكتساب
القدرات العقلية، واكتشف أن لدى المصابين بالتوحد مهارات ومواهب معينة في
مجالات الموسيقى والحساب، ومهارات يدوية مثل تركيب أجزاء الصور المقطوعة،
بينما يظهر لديهم تخلف شديد في مجالات أخرى.
4 - غالبا ما يعاني هؤلاء الأطفال من وجود حركات
متكررة للجسم تكون غير طبيعية، كهز الرأس المستمر، أو رفرفة اليدين، وكضرب
رأسه بالحائط.
5 - يظهر على 25% من الأطفال الذين يعانون من
التوحد حالات صرع، ويعاني بعض الأطفال من الحركات الزائدة، وعدم القدرة
على التركيز والاستيعاب.
6 - التمسك بروتين حياتي معين والالتزام به، كأن ينشغل الطفل بلعبة واحدة لفترة طويلة دون ملل منها، كفتح الباب وغلقه مثلا.
=================
*أسباب التوحد:-
-------------------
وعن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد لم يصل
العلماء والباحثون بعد إلى سبب أكيد يمكن الاستناد إليه حتى الآن؛ فهذا
المرض لا يزال في مجال البحث والدراسة متعدد الأسباب، ولا نستطيع القول
إنه مرض وراثي؛ لأنه أيضا يرتبط بالعامل البيئي، فقد يكون الطفل حاملا
"الجين" المسبب للمرض، ثم لم يتعرض لبيئة مواتية لنشاطه فلا تظهر أعراض
المرض، كما أن التوحد يرتبط بعدد من الجينات، وليس جينا واحدا، وسأعرض
فيما يلي بعض النظريات التي توصلت إليها الأبحاث العلمية المفسرة لأسباب
مرض التوحد:
النظرية الأولي تقول إنه لوحظ أن الأطفال الذين
يعانون من التوحد يعانون في نفس الوقت من حساسية من مادة الكازين وهي
موجودة في لبن الأبقار والماعز، وكذلك "الجلوتين" وهي مادة بروتينية
موجودة في القمح والشعير والشوفان.
والنظرية الثانية أرجعت الإصابة بالتوحد إلى
المضادات الحيوية، فعندما يأخذ الطفل "المضاد الحيوي" يؤدي ذلك إلى القضاء
على البكتيريا النافعة والضارة في أمعائه في الوقت نفسه؛ ما يؤدي إلى
تكاثر الفطريات فيها التي تقوم بدورها في إفراز المواد الكيماوية مثل حمض
"الترتريك" و"الأرابينوز" والتي تكون موجودة أصلا، ولكن بكميات صغيرة، وقد
لوحظ زيادة ونمو وتكاثر الفطريات في الأطفال الذين يعانون من التوحد بسبب
كثرة استعمال المضادات الحيوية، وكذلك احتواء الجسم والوجبات الغذائية على
كميات كبيرة من السكريات.
وتوجد نظرية ثالثة لم يتم إثباتها في العالم العربي
بشكل قاطع تُرجع أسباب الإصابة بمرض التوحد إلى لقاح "النكاف" و"الحصبة"
و"الحصبة الألمانية"، حيث وجد أن الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من
اضطرابات في جهاز المناعة مقارنة بالأطفال الآخرين، وهذه اللقاحات تزيد
هذا الخلل، وبعض الدراسات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية
أثبتت أن هناك علاقة بين حدوث التوحد وهذه اللقاحات.
كما أنه بحساب كمية "الزئبق" التي تصل للطفل عن
طريق عطاء اللقاحات وجد أنها أعلى بكثير من النسبة المسموح بها، حسب لوائح
منظمة الأغذية العالمية والأدوية الأمريكية، وهذه النسبة تعتبر سامة وضارة
بصحة الطفل، وقد تكون من الأسباب التي تؤدي إلى التوحد.
=================
*علاج المتوحد:-
-------------------
للأسف في عالمنا العربي يتم معاملة المتوحد على أنه
مصاب بمرض التخلف العقلي وهذا خطأ منتشر,ولكن يجب أن نتبع الطريقة المثلى
في ذلك مدركين أن هذا المرض إنها هو تأخر ليس إلا,وما يفعله البعض من
اللجوء للسحرة والمشعوذين باعتباره مس من الجن لا يصح على الإطلاق.
للعلاج الصحيح للمتوحد يجب تشخيص الحالة مبكراً ومن
ثم متابعتها من قبل أطباء متخصصين ونفسيين,ولكن العبء الأكبر يقع على
الأسرة في البيت حيث يجب تنمية مهارات الطفل عن طريق الألعاب
الذهنية والفكرية.
و الطفل التوحدي يحتاج إلى كثير من الصبر والأناة
والهدوء في التعامل معه، ولا يمكن التأثير الإيجابي عليه إلا من خلال
الاقتراب من شخصيته، ولكل طفل توحدي مفتاح خاص به، ومعرفة كيفية استخدام
هذا المفتاح يحتاج إلى الاقتراب منه،بكثرة الجلوس معه، ومشاركته في
هواياته، والخروج للتريّض معه. باختصار إقامة علاقة حميمة معه، قد يكون
الأب أو الأم أو الأخ هو الأكثر مناسبة للقيام بهذه المهمة؛ إذ إنها تحتاج
إلى شيء من الوقت، وكثير من الصبر، ومجهود كبير، ففي البداية لا بد من
اختيار الشخص المناسب الذي سيقوم بهذه الرعاية وهذا المجهود.