لينك الفصل الأول https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1846.htm#22598
لينك الفصل الثانى https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1851.htm#22689
لينك الفصل الثالث https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1858.htm#22866
لينك الفصل الرابع https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1866.htm
لينك الفصل الخامس https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1878.htm
لينك الفصل السادس https://future-dr-bak.own0.com/montada-f28/topic-t1889.htm
لينك الفصل السابع https://future-dr-bak.own0.com/montada-f28/topic-t1908.htm
انتهت مراسم الاحتفال و خرج الجميع من القاعة . التف العديد من الصحفيين حول جيمس . ها هو يجيب على أسئلة الجميع بلسانه و يجيب على أسئلة الرسالة بعقله أما قلبه فكان مشغولاً بما هو أكبر من ذلك ألا و هو حب الماضى. أنه حب الماضى الذى دفعه لعمل جهاز كهذا . هل لو عاد به الزمان كان سيصر على اختراعه رغم كل ما عاناه بسبب هذا الجهاز ؟!!! .
تقدم جورج ءالى السيارة منتظرا جيمس حتى يفرغ من أسئلة الصحفيين . انتظر جورج ما يقرب من الساعة فى السيارة و لكن جيمس لم يظهر ءالى الآن . هل يعقل أن يزال الحوار ممتد بينه و بين الصحفيين طيلة هذه المدة ؟!! . نزل جورج باحثاً عن جيمس . جورج يتفقد المكان و لكن دون جدوى . لقد اختفى جيمس و كأن الأرض انفلقت لتبتلعه بين طياتها . هنا شعر جورج بالخطر أنه يتذكر أمر الرسالة جيدا التى وصلت اليهما بالحفلة . حدث جورج نفسه قائلاً : لا بد و أن للرسالة علاقة بما يحدث الآن .. اذاً جيمس فى خطر . هل عاد الموساد ليلعب الدنيئة من جديد ؟ على ابلاغ افرام بما يحدث . ما فائدة هذه الحراسة اذاً اذا كنا عرضةًً للخطر طوال الوقت .
فى كهف صغير معتم لا يرى فيه ءالا بصيصاً من نور الشمس الساطعة استيقظ جيمس ليجد نفسه ملقى على الأرض فى هذا الكهف الضيق . يهب واقفا باحثاً عن مخرج من هذا الكهف الضيق . أنه بالكاد يرى الجدران التى يحاول تجنب الاصطدام بها . ظل هكذا وقتاً ليس بالقليل . فجأة يرى ضوء شمعة من أحد أركان الكهف ثم يلحظ وجها لشخص طويل القامة و اللحية يبحث عنه بنظره فى الكهف ، و ما أن وقعت عيناه عليه مستقيظا ءالا و راح يصرخ : ما زال حياً ، ما زال حياً . ثم قدم رجلان آخران ليرحبان به و يخبراه أنه بأمان الآن ، و طلبا منه الاستعداد للقاء الاسكندر. هنا شعر جيمس و كأن الدوائر تدور من جديد هل عادت لعبة المخابرات من جديد . لقد بغض هذه الألعاب القذرة . هنا قرر عدم الخروج معهما لملقاة أحد و أخبرهما بذلك . ارتسمت على وجيهما علامات من الدهشة الخارقة بمجرد سماعهما لهذا الكلام فهما لم يعتادا أن يرفض أحد مقابلة الاسكندر من قبل أو يعصى له أمراً .
انصرفا بعد أن حذرا جيمس من تبعات موقفه . حاول جيمس الخروج من الكهف و لكن على بابه رجال غلاظ شداد لا يعصون الاسكندر ما أمرهم .
فى اليوم التالى دخل الحراس ءالى الكهف و كبلوا جيمس و اصطحبوه ءالى قصر الاسكندر . دخل جيمس ءالى القصر بصحبة الحراس . تم فك قيدة و تسليمه ءالى رجل يدعى أوديب . اصطحبه أوديب ءالى داخل القصر ليجد شاباً فى مقتبل العمر جالساً على عرش لم يرى مثله من قبل .
يرحب به الشاب ثم يسمح له بالجلوس بعد أن عرف نفسه بأنه حاكم العالم الاسكندر الأكبر
-جيمس : من؟
-الاسكندر : أنا الاسكندر الأكبر .
-جيمس : لا أريد المزيد من الألعاب القذرة . أنا مستعد لدفع حياتى الآن فى سبيل معرفة الحقيقة .
-الاسكندر : أنا الاسكندر الأكبر ملك العالم . هذه هى الحقيقة جيمس . و لقد أتينا بك ءالى عصرنا لأننا بحاجة ءاليك .
جيمس لا يصدق ما يرى و لا ما يسمع . لطالما حلم بالسفر ءالى الماضى و ظن ذلك مستحيلاً . فهل يعقل أن يكون الماضى أكثر تقدماً من الحاضر ليدعوه لزيارته هكذا.
-جيمس : كيف أتيتم بى ءالى هنا ؟
-الاسكندر : ألا ترى أن هذا السؤال يبدو غريبا من عالم مثلك؟
-جيمس : لا . أنه حقى فى المعرفة
-الاسكندر : عليك أن تعلم جيمس أن الماضى ليس هو ذلك العصر الذى يبدو لخيال كل منكم يا أهل الحاضر و كأنه عصر بدائى لا يعرف أهله سوى الزراعة و المعمار . هذا غير حقيقى يا جيمس . فالماضى أكثر تقدما من الحاضر .
-جيمس : غير صحيح . لأن الحاضر أضاف اختراعات لم تكن موجودة من قبل و لم نسمع بها و لم نجد لها أثر باق فى أطلال مدنكم.
-الاسكندر : ليس معنى أنكم لم تجدوا أننا لم يكن عندنا ما عندكم . لقد اكتشفنا لكم الحديد و صياغته ، و الذهب و زخرفته ، و الزراعة ، و التحنيط ، و غيرهم و غيرهم من دروب التقدم .
-جيمس : لكن لم تتمكنوا من الابتكار فلم تصنعوا سيارة أو طيارة. لم تبحثوا فى الأفق من حولكم عن العالم . هل جاء فى بالكم السفر ءالى الفضاء.
-الاسكندر : ألم أقل أنكم تحملون يا أهل الحاضر تصورات خاطئة عن الماضى . هل تعتقد أن من اصطحبك ءالى هنا بآلة الزمان التى قضى العديد من علماء عصرك أعمارهم فى اختراع جهاز كهذا غير قادرين على السفر ءالى الفضاء .
-جيمس :هل أفهم من ذلك أنكم سافرتم ءالى الفضاء ؟
-الاسكندر مبتسما : لقد تم ذلك منذ ألف عام . جيمس عليك معرفة الحقيقة التى أخبرنى اياها أرسطو الذى علمنى كل شئ عن الحياة . لقد أخبرنى أنه كلما مر الزمان تختفى آثار الأمم و يزول مجدهم ، فحاضر اليوم ماضى الغد . لذا تعلمت الدرس و أيقنت أن الماضى لا نعلم عنه الكثير لذا فأنا احترم أهله و أثق فيما انجزوه. أما عصرى هذا فلقد انشغل فيه العالم بالحرب و لم يعد للعلم مكان و لا مجال . لقد سيطرت على العالم الآن . لقد حان الوقت لأترك بصمة تظل عبر العصور يتذكرنى بها العالم مهما مر الزمان على عهدى .
-جيمس : و ما علاقتى بذلك ؟ و لماذا اصطحبتونى ءالى هنا ؟
-الاسكندر : كان لا بد و أن تعلم الحقيقة يا جيمس لذا أصطحبناك ءالى هنا . أنه واجبى تجاه الماضى . كان الأحرى بك ان تضع هدفك من صنع جهازك الفذ هو محاولة سماع الماضى للاستفادة من خبراته و البحث عن انجازاته لا لنهب ثرواته و اكتشاف كنوزه و آثاره .
-جيمس : معك حق أيها الاسكندر و لكن لم يكن مبتغاى المال و لا الشهرة مقدار فضولى لسماع الماضى . لقد حاولت ان أصنع الماضى الحاضر و لكن أتضح أنكم أكثر تقدما مننا ؛ لقد أستطعتم صناعة المستقبل الحاضر .
-الاسكندر : أنا أثق فى عبقريتك جيمس ؛ فأنت الوحيد من أهل الحاضر الذى وصل ءالينا و استطاع سماعنا . أنا احترمك و أقدرك بشدة لذا وقع اختيارى عليك لحل اللغز .
-جيمس : أى لغز ؟
-الاسكندر : لقد أخبرتك أنى أود ترك بصمة لى . أود أن ابنى هرما كأهرامات الفراعنة .
-جيمس : أنا لست مهندساً لقد اسأت الاختيار .
-الاسكندر : لدينا مئات المهندسين المهرة . المشكلة تكمن فى حل اللغز
-جيمس : أى لغز ؟
-الاسكندر : كيف ابنى هرماً ؟
-جيمس : ألم تقل لديك المئات من المهندسين المرة ؟
-الاسكندر : يبدو أنك لم تستوعب نصيحة أرسطو جيداً . ألم أخبرك بأن الماضى قد يكون أكثر تقدماً من الحاضر . هذه الأهرامات لا يستطيع أحد بناءها الآن لقد بناها الفراعنة و أخفوا سر بناءها و أحرقوا الكتب و الوثائق التى توضح ذلك بعد أن دخلت بلادهم و قضيت على الأسرة الثلاثين آخر أسر الفراعنة .
-جيمس : معك حق أيها الاسكندر فالأهرامات حقاً خير دليل على حديثك . لقد ادهشتنى كثيرا حين رأيتها . كيف يبنى بناء كهذا بهذه العبقرية و الفن المعمارى لا بد و أنهم كانوا تقدمين ءالى أقصى درجة .
-الاسكندر : و ما الحل الآن ؟
-جيمس : عليك بالبناء كما نبنى نحن مستخدمين الحديد و الأسمنت .
-الاسكندر ضاحكا : و هل هذه بصمة يا جيمس ؟ !! ماذا سيقول أهل عصركم عن هذا الهرم المبنى على طرازكم فى المبانى . جيمس أن سر جاذبية و سحر الأهرامات هو طريقة بنائها و أوضاع حجارتها المتلاصقة دون أى مواد لاصقة .
-جيمس : اذاً ... ما العمل ؟
-الاسكندر : عليك اكتشاف الطريقة التى بنى بها الفراعنة الأوائل الأهرامات مهما تكلف ذلك و مهما استغرق من الوقت .
-جيمس : و ما شأنى بذلك ؟ أيها الاسكندر أنا رجل من عصر آخر ليس بعصركم .
-الاسكندر : لقد اخترتك جيمس لأنى أعلم مقدار شوقك لاكتشاف الماضى . لقد منحتك الفرصة و رأيت الماضى بكلتا عيناك . فلماذا ترفض رد الجميل ؟
-جيمس : سأرد لك الجميل و لكن لى شرطان
-الاسكندر : يبدو أنك لا تعلم من هو الاسكندر ... أنا ملك الملوك و حاكم الدنيا . كيف تجرؤ على أن تشترط على للقيام بعمل أكلفك به . ألا تعلم أن ذلك قد يكلفك حياتك ؟
-جيمس : أعلم . ولكم أى حياة ؟ هل اذا قتلتنى الآن لن أعود فى المستقبل ؟ من المؤكد لا . أننى سوف أعود من جديد ءالى حياتى حين يمر الزمان و يتزوج أبى أمى و تنجبنى أمى ءالى هذه الحياة من جديد .
-الاسكندر : ماذا تريد ؟
-جيمس : سأعمل على اكتشاف اللغز و لكن لفترة نتفق عليها و اذا لم أستطع الوصول للغز خلالها عليكم اعادتى ءالى عصرى . أما الشرط الثانى فعند اعادتى ءالى عصرى أود أن أعود ءالى فترة شبابى حتى اختار مهنة أخرى فكم كنت أود أن أكون صياداً على شاطئ الأطسى .
-الاسكندر : الأمر الأول نستطيع الاتفاق عليه و لتكن المدة سنة . أما بخصوص طلبك الثانى فيمكننا اعادتك ءالى فترة الشباب و لكن ثق أنك لن تستطيع تغيير الواقع مهما حاولت .
-جيمس : ماذا تقصد ؟
-الاسكندر : سنعيدك شابا و ستعمل بالصيد أو غيره كيف تشاء و لكن ثق كل الثقة أنك ستصبح عالما أيضا أنه الواقع الذى لا يمكن تغييره .
-جيمس : سنرى ذلك . و أنا موافق على مدة العمل .
مضت سنة كاملة لجيمس بالماضى يحاول حل اللغز و لكن دون جدوى يبدو أن هناك طلاسم شاء رب العباد أن تظل فى قمقمها ءالى يوم الميعاد . طلب جيمس مقابلة الاسكندر و حدد الميعاد . و ذهب جيمس لمقابلة الاسكندر
-الاسكندر : ما الأمر يا جيمس ؟ أليس موعدنا الأسبوعى للقاء غداً ؟
-جيمس : لقد انقضى العام سيدى و حان الوقت للرحيل .
-الاسكندر : الرحيل الرحيل .... عن أى رحيل تتحدث ؟
-جيمس : الرحيل ءالى الحاضر .
-الاسكندر : و ماذا عن الأهرامات ؟ هل فقدت حلمى ؟
-جيمس : آسف يا سيدى و لكننى لم أستطع الوصول لحل اللغز
-الاسكندر : اذا سأسقط من ذاكرة التاريخ ككثير من ملوك الماضى .
-جيمس : لماذا ؟
-الاسكندر : لأننى لن أترك هرما
-جيمس : و هل يصنع الهرم رجالاً عظام ؟!! كلا يا سيدى . اذا أردت أن يكتب التاريخ اسمك بحروف من نور فعليك بأن تخلص ءالى الشعوب . عليك بحب الناس. عليك بالعدل . عليك بالتقدم . عليك بالاهتمام بالعلم . عليك بخلق عالم متسامح آمن لا تحت سيطرة ديكتاتور أو ملك للملوك بل تحت سيطرة شعوب نصبتك حاكم لها و جاء الدور عليك لرد الجميل .
-الاسكندر : و كيف أرد الجميل؟
-جيمس : فكر فى مشروعات تخدم الشعوب . سخر رجالك و علمائك للتنمية لا للبحث عن سر لغز هرم أو التفكير فى صنع مقبرة .
ينظر الاسكندر ءالى جيمس نظرة عميقة ءاليه متجسدا فيه روح معلمه أرسطو
-الاسكندر : معك حق يا جيمس سأفكر كيف أخدم الناس منذ الآن لأن التاريخ تسجله الشعوب و هى التى ستدخلنى اياه اذا أخلصت العمل .
-جيمس : هذا جميل .
-الاسكندر : الشكر لك يا جيمس . يمكنك السفر الآن و العودة ءالى عالمك .
-جيمس : كيف سيتم ذلك ؟.
-الاسكندر : هناك طبق طائر ينتظرك بالخارج سيصحبك ءالى عصرك و ستجد مخترعه و مخترع آلة الزمن بالخارج ينتظرك بالخارج ليشرح لك طريقة السفر . الوداع يا جيمس
-جيمس : الوداع أيها الاسكندر.
يخرج جيمس و الدموع فى عيناه خارج القصر ليجد طبقاً طائرا كتلك التى تحكى الأساطير عنه و يجد بجوار الطبق رجل قصير القامة نحيل الجسد .
-جيمس : مرحباً
-الرجل : مرحباً بالعالم الفذ جيمس
-جيمس : بل أنت الذى تستحق لقب الفذ . كيف توصلت ءالى آلة الزمن أنها حلم العلماء فى عصرنا ؟ و كيف صنعت هذا الطبق الطائر ؟
-الرجل : أنها أمور تحتاج منك قضاء سنوات عديدة معنا لمعرفة ذلك . و أعتقد أنك تود الرجوع ءالى عالمك الآن .
-جيمس : أود الرجوع ءالى عالمى و لكن ثق أننى سأعود ءاليك يوما ما أيها الرجل بآلة الزمن التى سأخترعها
-الرجل : و أنا سأكون فى انتظارك .
شرح الرجل لجيمس كيفية استخدام الطبق الطائر و صعد جيمس سلالم الطبق الطائر ليدير المحركات و يطير بعيدا بعيدا بعيدا ءالى أبعد ما يكون أنه طائر ءالى الحاضر بعدما قضى عاماً فى الماضى الحاضر .
لينك الفصل الثانى https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1851.htm#22689
لينك الفصل الثالث https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1858.htm#22866
لينك الفصل الرابع https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1866.htm
لينك الفصل الخامس https://future-dr-bak.own0.com/montada-f26/topic-t1878.htm
لينك الفصل السادس https://future-dr-bak.own0.com/montada-f28/topic-t1889.htm
لينك الفصل السابع https://future-dr-bak.own0.com/montada-f28/topic-t1908.htm
الفصل الأخير
عام فى الماضى الحاضر
عام فى الماضى الحاضر
انتهت مراسم الاحتفال و خرج الجميع من القاعة . التف العديد من الصحفيين حول جيمس . ها هو يجيب على أسئلة الجميع بلسانه و يجيب على أسئلة الرسالة بعقله أما قلبه فكان مشغولاً بما هو أكبر من ذلك ألا و هو حب الماضى. أنه حب الماضى الذى دفعه لعمل جهاز كهذا . هل لو عاد به الزمان كان سيصر على اختراعه رغم كل ما عاناه بسبب هذا الجهاز ؟!!! .
تقدم جورج ءالى السيارة منتظرا جيمس حتى يفرغ من أسئلة الصحفيين . انتظر جورج ما يقرب من الساعة فى السيارة و لكن جيمس لم يظهر ءالى الآن . هل يعقل أن يزال الحوار ممتد بينه و بين الصحفيين طيلة هذه المدة ؟!! . نزل جورج باحثاً عن جيمس . جورج يتفقد المكان و لكن دون جدوى . لقد اختفى جيمس و كأن الأرض انفلقت لتبتلعه بين طياتها . هنا شعر جورج بالخطر أنه يتذكر أمر الرسالة جيدا التى وصلت اليهما بالحفلة . حدث جورج نفسه قائلاً : لا بد و أن للرسالة علاقة بما يحدث الآن .. اذاً جيمس فى خطر . هل عاد الموساد ليلعب الدنيئة من جديد ؟ على ابلاغ افرام بما يحدث . ما فائدة هذه الحراسة اذاً اذا كنا عرضةًً للخطر طوال الوقت .
فى كهف صغير معتم لا يرى فيه ءالا بصيصاً من نور الشمس الساطعة استيقظ جيمس ليجد نفسه ملقى على الأرض فى هذا الكهف الضيق . يهب واقفا باحثاً عن مخرج من هذا الكهف الضيق . أنه بالكاد يرى الجدران التى يحاول تجنب الاصطدام بها . ظل هكذا وقتاً ليس بالقليل . فجأة يرى ضوء شمعة من أحد أركان الكهف ثم يلحظ وجها لشخص طويل القامة و اللحية يبحث عنه بنظره فى الكهف ، و ما أن وقعت عيناه عليه مستقيظا ءالا و راح يصرخ : ما زال حياً ، ما زال حياً . ثم قدم رجلان آخران ليرحبان به و يخبراه أنه بأمان الآن ، و طلبا منه الاستعداد للقاء الاسكندر. هنا شعر جيمس و كأن الدوائر تدور من جديد هل عادت لعبة المخابرات من جديد . لقد بغض هذه الألعاب القذرة . هنا قرر عدم الخروج معهما لملقاة أحد و أخبرهما بذلك . ارتسمت على وجيهما علامات من الدهشة الخارقة بمجرد سماعهما لهذا الكلام فهما لم يعتادا أن يرفض أحد مقابلة الاسكندر من قبل أو يعصى له أمراً .
انصرفا بعد أن حذرا جيمس من تبعات موقفه . حاول جيمس الخروج من الكهف و لكن على بابه رجال غلاظ شداد لا يعصون الاسكندر ما أمرهم .
فى اليوم التالى دخل الحراس ءالى الكهف و كبلوا جيمس و اصطحبوه ءالى قصر الاسكندر . دخل جيمس ءالى القصر بصحبة الحراس . تم فك قيدة و تسليمه ءالى رجل يدعى أوديب . اصطحبه أوديب ءالى داخل القصر ليجد شاباً فى مقتبل العمر جالساً على عرش لم يرى مثله من قبل .
يرحب به الشاب ثم يسمح له بالجلوس بعد أن عرف نفسه بأنه حاكم العالم الاسكندر الأكبر
-جيمس : من؟
-الاسكندر : أنا الاسكندر الأكبر .
-جيمس : لا أريد المزيد من الألعاب القذرة . أنا مستعد لدفع حياتى الآن فى سبيل معرفة الحقيقة .
-الاسكندر : أنا الاسكندر الأكبر ملك العالم . هذه هى الحقيقة جيمس . و لقد أتينا بك ءالى عصرنا لأننا بحاجة ءاليك .
جيمس لا يصدق ما يرى و لا ما يسمع . لطالما حلم بالسفر ءالى الماضى و ظن ذلك مستحيلاً . فهل يعقل أن يكون الماضى أكثر تقدماً من الحاضر ليدعوه لزيارته هكذا.
-جيمس : كيف أتيتم بى ءالى هنا ؟
-الاسكندر : ألا ترى أن هذا السؤال يبدو غريبا من عالم مثلك؟
-جيمس : لا . أنه حقى فى المعرفة
-الاسكندر : عليك أن تعلم جيمس أن الماضى ليس هو ذلك العصر الذى يبدو لخيال كل منكم يا أهل الحاضر و كأنه عصر بدائى لا يعرف أهله سوى الزراعة و المعمار . هذا غير حقيقى يا جيمس . فالماضى أكثر تقدما من الحاضر .
-جيمس : غير صحيح . لأن الحاضر أضاف اختراعات لم تكن موجودة من قبل و لم نسمع بها و لم نجد لها أثر باق فى أطلال مدنكم.
-الاسكندر : ليس معنى أنكم لم تجدوا أننا لم يكن عندنا ما عندكم . لقد اكتشفنا لكم الحديد و صياغته ، و الذهب و زخرفته ، و الزراعة ، و التحنيط ، و غيرهم و غيرهم من دروب التقدم .
-جيمس : لكن لم تتمكنوا من الابتكار فلم تصنعوا سيارة أو طيارة. لم تبحثوا فى الأفق من حولكم عن العالم . هل جاء فى بالكم السفر ءالى الفضاء.
-الاسكندر : ألم أقل أنكم تحملون يا أهل الحاضر تصورات خاطئة عن الماضى . هل تعتقد أن من اصطحبك ءالى هنا بآلة الزمان التى قضى العديد من علماء عصرك أعمارهم فى اختراع جهاز كهذا غير قادرين على السفر ءالى الفضاء .
-جيمس :هل أفهم من ذلك أنكم سافرتم ءالى الفضاء ؟
-الاسكندر مبتسما : لقد تم ذلك منذ ألف عام . جيمس عليك معرفة الحقيقة التى أخبرنى اياها أرسطو الذى علمنى كل شئ عن الحياة . لقد أخبرنى أنه كلما مر الزمان تختفى آثار الأمم و يزول مجدهم ، فحاضر اليوم ماضى الغد . لذا تعلمت الدرس و أيقنت أن الماضى لا نعلم عنه الكثير لذا فأنا احترم أهله و أثق فيما انجزوه. أما عصرى هذا فلقد انشغل فيه العالم بالحرب و لم يعد للعلم مكان و لا مجال . لقد سيطرت على العالم الآن . لقد حان الوقت لأترك بصمة تظل عبر العصور يتذكرنى بها العالم مهما مر الزمان على عهدى .
-جيمس : و ما علاقتى بذلك ؟ و لماذا اصطحبتونى ءالى هنا ؟
-الاسكندر : كان لا بد و أن تعلم الحقيقة يا جيمس لذا أصطحبناك ءالى هنا . أنه واجبى تجاه الماضى . كان الأحرى بك ان تضع هدفك من صنع جهازك الفذ هو محاولة سماع الماضى للاستفادة من خبراته و البحث عن انجازاته لا لنهب ثرواته و اكتشاف كنوزه و آثاره .
-جيمس : معك حق أيها الاسكندر و لكن لم يكن مبتغاى المال و لا الشهرة مقدار فضولى لسماع الماضى . لقد حاولت ان أصنع الماضى الحاضر و لكن أتضح أنكم أكثر تقدما مننا ؛ لقد أستطعتم صناعة المستقبل الحاضر .
-الاسكندر : أنا أثق فى عبقريتك جيمس ؛ فأنت الوحيد من أهل الحاضر الذى وصل ءالينا و استطاع سماعنا . أنا احترمك و أقدرك بشدة لذا وقع اختيارى عليك لحل اللغز .
-جيمس : أى لغز ؟
-الاسكندر : لقد أخبرتك أنى أود ترك بصمة لى . أود أن ابنى هرما كأهرامات الفراعنة .
-جيمس : أنا لست مهندساً لقد اسأت الاختيار .
-الاسكندر : لدينا مئات المهندسين المهرة . المشكلة تكمن فى حل اللغز
-جيمس : أى لغز ؟
-الاسكندر : كيف ابنى هرماً ؟
-جيمس : ألم تقل لديك المئات من المهندسين المرة ؟
-الاسكندر : يبدو أنك لم تستوعب نصيحة أرسطو جيداً . ألم أخبرك بأن الماضى قد يكون أكثر تقدماً من الحاضر . هذه الأهرامات لا يستطيع أحد بناءها الآن لقد بناها الفراعنة و أخفوا سر بناءها و أحرقوا الكتب و الوثائق التى توضح ذلك بعد أن دخلت بلادهم و قضيت على الأسرة الثلاثين آخر أسر الفراعنة .
-جيمس : معك حق أيها الاسكندر فالأهرامات حقاً خير دليل على حديثك . لقد ادهشتنى كثيرا حين رأيتها . كيف يبنى بناء كهذا بهذه العبقرية و الفن المعمارى لا بد و أنهم كانوا تقدمين ءالى أقصى درجة .
-الاسكندر : و ما الحل الآن ؟
-جيمس : عليك بالبناء كما نبنى نحن مستخدمين الحديد و الأسمنت .
-الاسكندر ضاحكا : و هل هذه بصمة يا جيمس ؟ !! ماذا سيقول أهل عصركم عن هذا الهرم المبنى على طرازكم فى المبانى . جيمس أن سر جاذبية و سحر الأهرامات هو طريقة بنائها و أوضاع حجارتها المتلاصقة دون أى مواد لاصقة .
-جيمس : اذاً ... ما العمل ؟
-الاسكندر : عليك اكتشاف الطريقة التى بنى بها الفراعنة الأوائل الأهرامات مهما تكلف ذلك و مهما استغرق من الوقت .
-جيمس : و ما شأنى بذلك ؟ أيها الاسكندر أنا رجل من عصر آخر ليس بعصركم .
-الاسكندر : لقد اخترتك جيمس لأنى أعلم مقدار شوقك لاكتشاف الماضى . لقد منحتك الفرصة و رأيت الماضى بكلتا عيناك . فلماذا ترفض رد الجميل ؟
-جيمس : سأرد لك الجميل و لكن لى شرطان
-الاسكندر : يبدو أنك لا تعلم من هو الاسكندر ... أنا ملك الملوك و حاكم الدنيا . كيف تجرؤ على أن تشترط على للقيام بعمل أكلفك به . ألا تعلم أن ذلك قد يكلفك حياتك ؟
-جيمس : أعلم . ولكم أى حياة ؟ هل اذا قتلتنى الآن لن أعود فى المستقبل ؟ من المؤكد لا . أننى سوف أعود من جديد ءالى حياتى حين يمر الزمان و يتزوج أبى أمى و تنجبنى أمى ءالى هذه الحياة من جديد .
-الاسكندر : ماذا تريد ؟
-جيمس : سأعمل على اكتشاف اللغز و لكن لفترة نتفق عليها و اذا لم أستطع الوصول للغز خلالها عليكم اعادتى ءالى عصرى . أما الشرط الثانى فعند اعادتى ءالى عصرى أود أن أعود ءالى فترة شبابى حتى اختار مهنة أخرى فكم كنت أود أن أكون صياداً على شاطئ الأطسى .
-الاسكندر : الأمر الأول نستطيع الاتفاق عليه و لتكن المدة سنة . أما بخصوص طلبك الثانى فيمكننا اعادتك ءالى فترة الشباب و لكن ثق أنك لن تستطيع تغيير الواقع مهما حاولت .
-جيمس : ماذا تقصد ؟
-الاسكندر : سنعيدك شابا و ستعمل بالصيد أو غيره كيف تشاء و لكن ثق كل الثقة أنك ستصبح عالما أيضا أنه الواقع الذى لا يمكن تغييره .
-جيمس : سنرى ذلك . و أنا موافق على مدة العمل .
مضت سنة كاملة لجيمس بالماضى يحاول حل اللغز و لكن دون جدوى يبدو أن هناك طلاسم شاء رب العباد أن تظل فى قمقمها ءالى يوم الميعاد . طلب جيمس مقابلة الاسكندر و حدد الميعاد . و ذهب جيمس لمقابلة الاسكندر
-الاسكندر : ما الأمر يا جيمس ؟ أليس موعدنا الأسبوعى للقاء غداً ؟
-جيمس : لقد انقضى العام سيدى و حان الوقت للرحيل .
-الاسكندر : الرحيل الرحيل .... عن أى رحيل تتحدث ؟
-جيمس : الرحيل ءالى الحاضر .
-الاسكندر : و ماذا عن الأهرامات ؟ هل فقدت حلمى ؟
-جيمس : آسف يا سيدى و لكننى لم أستطع الوصول لحل اللغز
-الاسكندر : اذا سأسقط من ذاكرة التاريخ ككثير من ملوك الماضى .
-جيمس : لماذا ؟
-الاسكندر : لأننى لن أترك هرما
-جيمس : و هل يصنع الهرم رجالاً عظام ؟!! كلا يا سيدى . اذا أردت أن يكتب التاريخ اسمك بحروف من نور فعليك بأن تخلص ءالى الشعوب . عليك بحب الناس. عليك بالعدل . عليك بالتقدم . عليك بالاهتمام بالعلم . عليك بخلق عالم متسامح آمن لا تحت سيطرة ديكتاتور أو ملك للملوك بل تحت سيطرة شعوب نصبتك حاكم لها و جاء الدور عليك لرد الجميل .
-الاسكندر : و كيف أرد الجميل؟
-جيمس : فكر فى مشروعات تخدم الشعوب . سخر رجالك و علمائك للتنمية لا للبحث عن سر لغز هرم أو التفكير فى صنع مقبرة .
ينظر الاسكندر ءالى جيمس نظرة عميقة ءاليه متجسدا فيه روح معلمه أرسطو
-الاسكندر : معك حق يا جيمس سأفكر كيف أخدم الناس منذ الآن لأن التاريخ تسجله الشعوب و هى التى ستدخلنى اياه اذا أخلصت العمل .
-جيمس : هذا جميل .
-الاسكندر : الشكر لك يا جيمس . يمكنك السفر الآن و العودة ءالى عالمك .
-جيمس : كيف سيتم ذلك ؟.
-الاسكندر : هناك طبق طائر ينتظرك بالخارج سيصحبك ءالى عصرك و ستجد مخترعه و مخترع آلة الزمن بالخارج ينتظرك بالخارج ليشرح لك طريقة السفر . الوداع يا جيمس
-جيمس : الوداع أيها الاسكندر.
يخرج جيمس و الدموع فى عيناه خارج القصر ليجد طبقاً طائرا كتلك التى تحكى الأساطير عنه و يجد بجوار الطبق رجل قصير القامة نحيل الجسد .
-جيمس : مرحباً
-الرجل : مرحباً بالعالم الفذ جيمس
-جيمس : بل أنت الذى تستحق لقب الفذ . كيف توصلت ءالى آلة الزمن أنها حلم العلماء فى عصرنا ؟ و كيف صنعت هذا الطبق الطائر ؟
-الرجل : أنها أمور تحتاج منك قضاء سنوات عديدة معنا لمعرفة ذلك . و أعتقد أنك تود الرجوع ءالى عالمك الآن .
-جيمس : أود الرجوع ءالى عالمى و لكن ثق أننى سأعود ءاليك يوما ما أيها الرجل بآلة الزمن التى سأخترعها
-الرجل : و أنا سأكون فى انتظارك .
شرح الرجل لجيمس كيفية استخدام الطبق الطائر و صعد جيمس سلالم الطبق الطائر ليدير المحركات و يطير بعيدا بعيدا بعيدا ءالى أبعد ما يكون أنه طائر ءالى الحاضر بعدما قضى عاماً فى الماضى الحاضر .
تمت بحمد الله
بقلم
شريف عبدالعزيز
شريف عبدالعزيز