الحلقة الثالثة
الحصول على شريط التسجيل
الحصول على شريط التسجيل
أمجد : ما الذي أصابك يا عم سيد ...الا تعرفني ...انا أمجد!!
عم سيد :يا هذا .. ارحل من هنا والا أحضرت لك الشرطة..
عاد أمجد الى شقته الجديدة..وهو مصدوم من تصرف عم سيد..لكن رغبته الجامحة في الحصول على شريط التسجيل كان يهيمن على موضوع عم سيد...كان الندم يحتضن أمجد وهو يقول..كيف لي أن انسى شيئا كذلك..!!.....كان يدرك جيدا ان كل دقيقة تمر قد
تمكن الحاجة فاطمة من اكتشاف الشريط وايصاله للشرطة وهو الدليل المادي الوحيد الذي يدين أمجد في مقتل زوجته...لم يكن أمام أمجد حلولا كثيرة خاصة مع وجود شخص يسكن في شقة 10 ويبيت كل يوم بجوار ذلك الشريط...كان يفكر بدخول الشقة...لكن كيف؟...وعم سيد متربص له عند مدخل العمارة...لم يكن أمامه سوى الاستعانة بتلك الشجرة التي استخدمها في دخول الشقة من قبل اثناء قتل زوجته حسنية
...لكنه واجه مشكلة كبيرة..حيث اكتشف ان الحاجة فاطمة تغلق النافذة باستمرار..وهذا يعني انه يتوجب علىه كسر النافذة وهذا أمر قد يفضحه ويلفت النظر اليه..لذا كان يفكر ويتساءل...كيف أجبر الحاجة فاطمة على فتح النافذة طوال الليل..؟؟ الا أن عبقريته لم تخذله...فرجع الى تلك الشجرة ونظر الى النافذة ثم فعل ما فعله
...وفي صباح اليوم التالي...امتعضت الحاجة فاطمة من الحر الذي اصاب الغرفة فجاة..فحملت هاتفها واتصلت بمركز الصيانة التابع لشركة التكييف...وتبين لاحقا ان هناك قطع "متعمد" في أسلاك محرك التكييف الخارجي "الكومبريسور"..!!!!!!!!
لكن الحاجة فاطمة نفت ان يكون هناك من قطعها فهي حديثة العهد في المنطقة وليس لها اي اعداء...تَطلّب صيانة التكييف ما لا يقل عن اسبوع وهذا وقت كافي بالنسبة لامجد....وعندما أتى الليل كان يحمل لأمجد الخبر اليقين..حيث قررت الحاجة فاطمة فتح النافذة طوال الليل ليعوضها عن تلك النسمات التي كان يولدها جهاز
التكييف..حينها قرر أمجد ان يراقب تلك الليلة بأكملها وينظر في شأن النافذة هل ستظل مفتوحة ام لا....وعندما ايقن انها مفتوحة طوال الليل قرر ان تكون ساعة الصفر ...مساء الغد
وفي الغد انتظر أمجد الليل ليقوم بالمهمة التي خطط لها....لكنه وهو يقترب من العمارة كان يسمع اصواتا...وكلما اقترب كان الصوت يزداد حدة...وعندما وصل اكتشف الامر اقصد الصاعقة المدوية...حيث علم ان البلدية أصدرت قرارا بقطع جميع الاشجار
واستبدالها بالحديث منها او الصناعي ..!!!! لم يصدق أمجد نفسه..ماذا سيفعل هذه المرة..الأمر اصبح في غاية الصعوبة...الا ان سرعة البديهة كانت حاضرة عند امجد..فانطلق الى المولد الكهربائي للمنطقة وبما انه مهندسا اليكترونيات فكان يعرف القليل عن الكهرباء والدوائر الكهربائية وغيرها وما هي اللحظات حتى عمّ الظلام على المنطقة...وبما أنه لا يمكن العمل في تلك الظلمة المعتمة..ناشد العمال بعضهم وتواصوا
على الرحيل والاتيان غدا...الا ان المهندس المسؤول فجر المفاجاة في وجه امجد حينما أعلن استمرار العمل وذلك باستخدام مولدات احتياطية تعمل بالشحن!!!!!! جن جنون أمجد..ولم يصدق ما حدث...كان كالمجنون لا يعرف ما الذي عليه فعله..بعد ان سارت الأحداث عكس ما يتمناه تماما...وما زاد من الطين بلة..ان الوقت الذي يفصل العمال والجرافات للوصول لتلك الشجرة التي سيستخدمها أمجد خمس ساعات فقط!!
كان يسأل امجد نفسه ويقول كيف لي ان ابعد هؤلاء العمال عن تلك المنطقة خلال خمس ساعات؟؟...كان السؤال سهلا الا ان الجواب كان شبه معدوما
وبعد لحظات...دبت الفكرة في عقل أمجد....وقام مسرعا بشراء ما يقارب من ثلاثين كيلو اسمنت وبعد ان خلطه بالماء قام بصبه مع صخرة "كبيرة" في احدى مجاري مياه الصرف الصحي!!!!! مما ادى الى انسداد تلك الانابيب ونضوح مياه الصرف خارجا...مما تسبب في غرق الأرض بتلك المياه في تلك المنطقة السكنية..واستغرق ذلك الأمر الى خمس ساعات بالظبط!!..بعدها قرر المهندس اغلاق المولدات والرحيل ..حيث لا يمكن العمل ومياه
الصرف تحت اقدامهم ورائحتها العفنة تدخل في أنفاسهم وقد تسبب ضرر للعمال ...لذا قرر المهندس الرحيل بالعمال والجرافات.....هنا ابتسم أمجد وكان سعيدا..الا ان تلك الابتسامة لم تدم طويلا حينما اكتشف المفاجاة التي تركوها له العمال...حيث اكتشف ان الشجرة التي سيصعد عليها اصبحت على "شفا حفرة" قد تنهار في اي لحظة وخاصة اذا حاول تسلقها..!!!! ولان الظروف لم تمهل لأمجد أي فرصة اخرى قرر ان يغامر ويتسلق الشجرة...بحذر شديد كان يتسلق أمجد الشجرة حتى وصل الى النافذة ..فربط
احد طرفي الحبل بالشجر وقفز مستخدما الطرف الاخر في الوصول الى النافذة وعندما وصل اليها بدأ يجاهد في رفع جسده الى الاعلى والدخول...الا ان الشجرة بدأت تميل عليه وعلق أمجد في احد اغصان تلك الشجرة....في تلك الاثناء كانت الحاجة فاطمة في مطبخها تحضر لمشروب بارد في ذلك الحر الا ان رائحة مياه الصرف بدأت تجتاز امجد ودخلت عبر النافذة الى الشقة ومن ثم الى المطبخ حتى تستقر في أنف الحاجة فاطمة...فتقرر ان تذهب الى الغرفة لغلق النافذة!!!!!!!!!!
وأمجد عالق في النافذة بسبب ذلك الغصن...وعندما وصلت الحاجة فاطمة الى الغرفة رجعت الى المطبخ مرة اخرى لتستعيد الشمعة حيث الظلمة حالكة بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة والذي تسبب به امجد...وعادت مرة اخرى الى الغرفة وبدأت تلاحظ شيئا مريبا في النافذة...بدأ تقترب منه اكثر فأكثر حتى انصدمت بالمفاجاة...حيث الشجرة مالت على النافذة وأحد اغصانها كان قد خرق النافذة ودخل الى الغرفة....اما امجد فكان قد تمكن من فك نفسه من الغصن ودخل الغرفة واختبئ
فيها....دفعت الحاجة فاطمة الشجرة حتى اسقطتها على الأرض وأغلقت النافذة باحكام!!!....وبعد رحيلها الى المطبخ انطلق امجد بحذر وتأني شديدين وكان يعلم المكان الذي خبأ فيه الشريط ..وبالفعل حصل على الشريط..الا انه تذكرما فعلته الحاجة فاطمة من اسقاط الشجرة وبالتالي فعملية الخروج ستصبح اكثر تعقيدا!!!!
فتح أمجد النافذة بهدوء وقام بتسلق اي شيء امامه ماسورة..حائط بارز اي شيء الا ان الامر لم ينجح فسقط على الارض وكسرت ساقه اليسرى!!!
لم يستطع ان يتحرك من شدة الالم وكان يئن من شدته حتى وجدته الحسناء "رؤى" وهي مارة بسيارتها في الظلام فسمعت صوت انينه...فحملته الى اقرب مشفى وهناك تم وضع جبيرة لساقه اليسرى...وفي العودة كان امجد ورؤى يتبادلان الحديث وسألته
كيف كسرت ساقه فأجابها ان الشجرة سقطت عليه...وكان هناك نوع من الاعجاب قد وقع بينهما..ومع خروج أمجد من سيارتها كانت كلمات الشكر والاعجاب تخرج من فمه...وطلب منها القدوم الى مطعمه وأخبرها بعنوان ذلك المطعم...وعاد الي بيته ممسكا بيده اليمنى شمعة والاخرى عكازه الذي يعرج عليه..وفي جيبه شريط التسجيل
دخل الى البيت وارتاح على اريكته..ونظر الى الشريط تحت أضواع الشموع...وظل يقبله وهو مغمض العينين ويشم رائحته ...ورن هاتفه المحمول
فرد امجد وقال : الو
المتصل : هنيئا لك الشريط يا صاحب الساق المكسورة!!!
أمجد:من أنت؟
المتصل : الم تعرفني بعد كل هذا..."نحن" الذين صورناك وانت تقتل زوجتك..و"نحن" الذين نعرف لماذا قتلت زوجتك!!! ونعرف انك انت الذي وضعت الاسمنت في مياه الصرف وكل شيء عنك
أمجد :ماذا تقصد ب"نحن"... وم الذي تعرفه عن السبب الذي دفعني لأقتل زوجتي؟
المتصل : يضحك ثم يجيبه ..لأن زوجتك كانت...
أمجد : لا تكمل...من انتم ايها الحقير؟
يجيب المتصل ...نحن ال..
يتبع ...في الحلقة الرابعة
بقلم :
مصطفى حواش
بقلم :
مصطفى حواش