يعتبر المتحف الإسلامي في قطر بمثابة متحف للعالم الإسلامي
المبنى الأكثر تفردا وتميزا في العالم من ناحية تصميمه الهندسي
المثير في المبنى أن جزءا منه يقع تحت الماء والجزء الآخر فوق الأرض، وبالتالي، يتطلب الوصول اليه المشي على جسر مبني فوق الماء.
هذا التصميم الفريد أنجزه مصمم متاحف عالمي يدعى 'آي ام بي' وهو أميريكي من أصل صيني وعمره الآن يتجاوز ال 90 عاما.
يتمتع 'آي ام بي' بخبرة طويلة في تصميم المتاحف، حيث كان صمم التوسعة
الهندسية لمتحف اللوفر الشهير، وصمم بنك شنغهاي الفريد في الصين، فضلا عن
قيامه بتصميم متحف ميهو في اليابان.
أما بالنسبة للديكورات الداخلية للمتحف، فقد صممها المصمم الفرنسي الشهير
ويلموت، وهو الذي صمم كذلك المعارض التي ستتضمن مقتنيات المتحف، اضافة الى
تصميمه لفترينات العرض التي ستعرض فيها المقتنيات.
وخلال مرحلة ما قبل التصميم، قام 'آي ام بي' بجولة على عدد من الدول
العربية والاسلامية والأجنبية، حيث زار كلا من تركيا واسبانيا ومصر وسوريا
من أجل الالمام بفن العمارة الاسلامية حتى يتمكن من الخروج برؤية هندسية
محددة يطبقها في متحف للفن الاسلامي.
وقد استوحى 'آي ام بي' في نهاية المطاف فكرة التصميم من المكان المخصص
للوضوء في مسجد ابن طولون في مصر، حيث كان هذا المكان مكونا في شكل مكعبات
بعضها فوق بعض، وعندما اكتملت الرؤية لديه قام بتصميم جسم المتحف قائما على
هذه المكعبات.
وتوقف المصمم كثيرا عند انعكاس الضوء على زوايا المكعبات، لذلك راعى في التصميم مسألة الظل وحركة الشمس.
ويتكون متحف الفن الاسلامي من سبعة طوابق، خمسة منها فوق الأرض، واثنان عبارة عن قبو تحت الماء.
يحتوي القبو على جميع الخدمات الكهربائية والميكانيكية التي تخدم المتحف،
فيما يتضمن الطابق الأرضي المدخل الرئيسي الذي فيه العرض المؤقت، والطابقان
الثاني والثالث فهم للمعارض الدائمة، بينما يتضمن الطابق الرابع قاعات
للمحاضرات وقاعات صغيرة للعرض، أما الطابق الخامس فهو مخصصا لبعض المكاتب
الادارية لكبار الاداريين، ويتضمن الطابق أيضا مطعما مجهزا على أحدث الطرز.
وتحدث المهندس نشوان رئيس القسم الهندسي في المتحف عن جزء آخر من المتحف الاسلامي وهو الجناح التعليمي
الذي يحتوي على قاعات للمحاضرات ومكتبة مجهزة وغرف للعمليات والمرئيات التي
تعزز جوانب التعليم والبحث في مجالات الفن الاسلامي، حيث أن المتحف لن
يكون محصورا في عملية العرض والزيارات فقط.
وبالنسبة لحدائق المتحف والأسطح الخضراء قال المهندس نشوان ان تصاميمها
وضعت من قبل 'آي ام بي' نفسه، حيث قام بتصميم الحديقة الرئيسية للمتحف التي
تصل مساحتها الى نحو 250 الف متر مربع، وقد زرعت بأشجار النخيل التي تدل
على القوة والشموخ، الى جانب زراعة مسطحات خضراء تتضمن مسطحات مائية.
وقامت شركة تركية تدعى 'بيتور' بتنفيذ المبنى الرئيسي للمتحف، فيما قامت
شركة مختلطة اماراتية ايرلندية تدعى 'مايفن ديبه' بتنفيذ المعارض الداخلية
والفترينات وتم تأثيثه بأثاث قامت بتصنيعه خصيصا شركة كازينا الايطالية.
ويحتوي المتحف الاسلامي في قطر مقتنيات الحضارة الاسلامية على مر العصور،
كما يضم أحدث التكنولوجيا المستخدمة في مجالات الكمبيوتر والمصاعد والأمن
والسلامة والاطفاء.
وهذه بعض الصور من الداخل ..
ويضم تصميم المتحف مركزاً تعليمياً مكملاً لأنشطته تقدم الدعم للمدارس
ويوفر التسهيلات للأبحاث والدراسات بداخل قطر وخارجها، كما يشمل المركز
طابقاً أرضياً وغرفة للقراءة تعلوها تجهيزات لخدمة القراء الصغار
وتحتوي صالات العرض الدائمة في المتحف على مجموعة قطر الوطنية للفن
الإسلامي التي تضم مجموعة مهمة من السيراميك والأشغال المعدنية والمجوهرات
والأعمال الخشبية والزجاجية والسجاد ومواد أخرى مصنعة في مختلف بقاع العالم
الإسلامي التي تمتد من أسبانيا غرباً حتى آسيا الوسطى والهند شرقاً.
وتشمل مقتنيات المتحف الإسلامي أيضاً مجموعة كبيرة من العاج والحرير يعود
عمر بعضها الى أكثر من 600 عام حافظت في جزء كبير منها على اشكالها
والوانها.
.